يبدو أن مشكلة التحرش الجنسي في مصر تأخذ حيز كبير من نشاط المجموعات التي تعمل على إحراز تغيير اجتماعي في مصر، فهناك العديد من المبادرات التي عملت سابقا- ولازالت تعمل- للتصدي لهذه الظاهرة، ربما كان أول هذه المبادرات التي حاولت التصدي لهذه الظاهرة ، مبادرة خريطة التحرش الجنسي في مصر، التي تناولناها في تدوينة سابقة، ولم تتوقف المبادرات خاصة بعد الثورة المصرية، حيث ظهرت العديد من المبادرات مثل قوة ضد التحرش، وشوفت تحرش، ومجموعة تحرير بودي جارد وغيرها من المبادرات.
صلحها في دماغك
“صلحها في دماغك“واحدة من هذه الحملات التي دعت لها العديد من المنظمات والمبادرات الشبابية للتصدي لظاهرة التحرش الجنسي في مصر، حيث أنه في يوم ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣ دعت مبادرة خريطة التحرش الجنسي في مصر و مؤسسة نظرة للدراسات النسوية والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية وقوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي ومجموعة تحرير بودي جارد، لهذه الحملة للوقوف في وجه الأفكار المغلوطة عن العنف الجنسي في مصر. وجاءت هذه الحملة بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
تغيير المفاهيم المغلوطة.
كان الهدف الأساسي للحملة هو تغيير المفاهيم المغلوطة عن العنف الجنسي، وماهية العنف الجنسي وأسبابه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والوقوف ضد حالة الإنكار المجتمعي لظاهرة العنف الجنسي، بالإضافة لتغيير التصورات الخاطئة وضبط الألفاظ حول الظاهرة .
أنشطة متعددة
تنوعت الأنشطة التي نفذتها المجموعات المشتركة في الحملة، كان هناك جلسات حكي حول طبيعة جرائم العنف الجنسي، ومجموعات من المتطوعين للتواصل مع الجمهور لرفع الوعي فيما يتعلق بجرائم العنف الجنسي، وتوزيع المنشورات والملصقات الخاصة بالحملة، بالإضافة لندوات تتناول الظاهرة من زوايا وعناصر مختلفة. ولم تنحصر أنشطة الحملة فقط على القاهرة لكن نشط عدد من المتطوعين في محافظات مصر مع الجمهور لرفع الوعي والتواصل مع متطوعين جدد للحملة، كما نظمت الحملة فصل لتدريب النساء على تقنيات بسيطة للدفاع عن أنفسهن في حالة تعرضهن للتحرش الجنسي.
48 ساعة زقزقة وتدوين
اعتمدت الحملة على شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات بشكل كبير في عملها، حيث دعت الحملة النشطاء ومستخدمي الشبكات الاجتماعية للقيام بالتدوين والكتابة على الشبكات الاجتماعية لمدة ٤٨ ساعة واستخدم النشطاء في ذلك هشتاج (#صلحهاXدماغك).كما قامت الحملة بعمل كاريكاتيرات ورسومات تصحح المفاهيم الشائعة التي تبسط الحقائق على سبيل المثال أن يطلق على التحرش الجنسي “معاكسة”،وتم نشر هذه الرسومات والكاريكاتيرات على الإنترنت من خلال مواقع الفيس بوك وتويتر.أيضا نشرت الحملة فيديو تعريفي بأهدافها والأنشطة التي ستقوم بتنفيذها لدعوة النشطاء للمشاركة فيها وتم نشره على حسابات يويتوب الخاصة بالمنظمات والتجمعات المشاركة في الحملة.
منذ بداية الشهر الجاري قام فريق عمل تبادل الإعلام الاجتماعي بنشر مصادر على موقع تشارك تتعلق بحقوق المرأة، ويستمر النشر حول هذا الموضوع لنهاية شهر مارس.