ما هي الحدود الفاصلة بين الإعلام الاجتماعي والتغيير الاجتماعي وقضايا حقوق الانسان؟ هذه الإشكاليّة تطرحها مسألة حذف إدارة موقع فليكر (موقع تشارك الصور) صور وضعها الناشط والمدوّن المصري حسام حملاوي (3arabawy) عن ضباط امن الدولة في مصر.
قامت إدارة الموقع بتبليغ حملاوي بأنّها حذفت هذه الصور لأنّها “ليست من تصويره. وسياسة الموقع تقوم على أنّ المشتركين يجب أن يضعوا الصور التي يقوموا هم بتصويرها”. أما الدفاع عن حذف الصور، فجاء عبر مسؤولة برنامج حقوق الإنسان في شركة ياهو، التي تملك موقع فليكر، إبلي اوكوبي- هاريس، التي كتبت على مدوّنة البرنامج أنّ الأسباب التي دفعتهم لحذف هذه الصور هو أنّ حملاوي خرق قانون النشر على فليكر الذي يمنع نشر صور التقطها غير صاحب الاشتراك (اضغط هنا). وقد أدّى هذا الحذف إلى جدل واسع بين أوساط الناشطين، الذين اعترضوا على إدارة الموقع، واعتبروا أنّ حذف الصور هو نوع من انواع الرقابة، وتعدّي على حقوق الإنسان من جهة، وحريّة التعبير من جهة اخرى.
انتشرت النقاشات على مدوّنة ياهو، ومدوّنات اخرى، بعد أن قام العديد من المدوّنين بالرد على اوكوبي-هاريس، عبر تدوينات خاصة عالجوا بها الموضوع، طارحين اسئلة ذات صلة بحقوق الإنسان وحريّة التعبير، وعلاقة تلك القضايا بالإعلام الاجتماعي. ولمتابعة هذه النقاشات، يمكن زيارة أبرز المدوّنات التي أضاءت على هذه القضيّة: مدوّنة الناشط المصري (صاحب الصور المحذوفة) حسام حملاوي الذي اكتفى بوضع الرسالة التي ارسلتها إليه إدارة الموقع دون أن يعلّق عليها. أما المصوّر الفوتوغرافي توماس هاوك فقام بالرد على كل نقطة طرحتها مسؤولة برنامج حقوق الإنسان في ياهو. بينما المدوّنة والناشطة الأميركية جيليان يورك فختمت تدوينتها بالقول “قد يكون موقع فليكر ليس مناسباً للجميع. وباختصار، هو فليكر لن يكون مساحة آمنة للناشطين.
ختاماً، لا من السخرية أنّ مسؤولة برنامج حقوق الإنسان في ياهو التي عللّت حذف الصور بأنّها ليست مصوّرة بعدسة حملاوي نفسه، بانّها تنشر في حسابها على موقع فليكر صور ليست من تصويرها.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه ليست المرّة الاولى التي تقوم بها إدارات مواقع الإعلام الاجتماعي بحذف صور أو محتويات متعلقة بقضايا التغيير الاجتماعي.