أجرت منظمة “سمكس” بحثاً لتقييم شفافية مزوّدي خدمات الإنترنت في لبنان (ISPs)، وخلال عملية تجميع المعلومات تبيّن من خلال لائحة رسمية أنّ عدد مزوّدي خدمة الإنترنت المرخّصين في لبنان يبلغ 114 شركة، وهو عدد يفوق بكثير ذلك المذكور على موقع وزارة الاتصالات اللبنانية (حوالي 40 شركة) التي أبلغتنا أنّها تعمل على تحديث موقعها وكذلك اللائحة.
تبيّن من خلال بحثنا كذلك ما يلي:
من أصل 114 مزوّد خدمات إنترنت في لبنان:
- 39 يمتلكون موقعاً إلكترونياً
- 4 ينشرون سياسة الخصوصية علناً على مواقعهم الإلكترونية
- 3 يتيحون سياسة الخصوصية بسهولة
- 4 ينشرون شروط الاستخدام علناً
- 3 يتيحون شروط الاستخدام بسهولة
- لا أحد من مزودي خدمات الإنترنت يتيح سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام باللغة العربية
يمكن لمزودي خدمات الإنترنت الذين نعتمد عليهم لتوفير الاتصال بالإنترنت في مكاتبنا ومنازلنا أن يصلوا إلى بياناتنا الحسّاسة. فبالإضافة إلى تسجيل كلّ رابط وعنوان “يو آر إل” (URL) نزوره، يمكنهم معرفة موقع المستخدم الجغرافي وبيانات مواقع التواصل الاجتماعي ورقم الهاتف وعناوين البريد الإلكتروني ومعلومات بطاقة الائتمان. وبالتالي، في حال وقوع هذه البيانات في أيدي الأشخاص الخطأ، قد تتعرّض سلامة المستخدمين وسمعتهم وحساباتهم المالية للخطر.
هيئة “أوجيرو” (OGERO) لخدمات الاتصال الثابتة والمملوكة للدولة تشكّل البنية التحتية الأساسية لجميع شبكات الاتصالات، بما في ذلك مشغلي شبكات الهاتف المحمول، ومقدمي خدمات البيانات (DSP)، ومقدمي خدمات الإنترنت (ISP) وغيرها. لا تتيح “أوجيرو” سياسة خصوصية ولا شروط استخدام على موقعها الإلكتروني، ولا توضح كيفية إدارتها لبيانات المستخدمين. يحقّ للمستخدمين معرفة كيف تتعامل “أوجيرو” ومقدّمو خدمات الإنترنت الآخرون مع بياناتهم وكيف تتصرّف بها.
وبالنسبة إلى مزوّدي خدمة الإنترنت الذين يتيحون سياسات خصوصية على مواقعهم، فإنّ هذه السياسات ليست شفافة تماماً. وهي، على سبيل المثال، فإنّ بعض السياسات المتاحة وباللغة الإنكليزية فقط، تخبر المستخدمين بأنّها ستُطلعهم على سياسة الخصوصية كاملة بعد توقيع العقد. أمّا السياسات المتاحة للجمهور فهي ناقصة ولا تنطبق إلّا على استخدام الموقع الإلكتروني وليس خدمة الإنترنت بحدّ ذاتها.
كلّ هذا يمنع المستخدمين من معرفة ماهية البيانات التي يجمعها عنهم مزوّدة خدمة الإنترنت وما إذا كانوا يبيعونها، سواء قبل الاشتراك في خدماتهم أو بعد.
نظراً لأنّ أيّاً من مزوّدي خدمات الإنترنت في لبنان لا يتيح سياسات الخصوصية وشروط الاستخدام علناً، لا يمكن للمستخدمين معرفة ما هي البيانات التي يجمعها ويخزّنها مزوّدو خدمات الإنترنت أو معرفة مَن يمكنه الوصول إليها.
في المقابل، فإنّ احترام الخصوصية وحرية التعبير والالتزام بالقوانين المحلية والدولية، يزيد من ثقة العملاء في خدمات شركات التكنولوجيا، كما يسمح للشركات بالحصول على استثمارات أكثر وزيادة فرص نموّها.
وبدورنا، نطالب “أوجيرو” ومقدّمي خدمات الإنترنت في لبنان بإتاحة سياسات خصوصية وشروط استخدام شاملة للجمهور.
جاد فواز متدرب في “سمكس”. يهتم بالوسائط الرقمية والتربية الإعلامية والآثار المجتمعية للاتصالات الرقمية.