أبلغوا عن أيّ حالة انقطاع في الاتصالات تحدث في لبنان في هذه الاستمارة، وسنستخدم المعلومات التي تزوّدننا بها لتحديث الخريطة.
يشهد لبنان أزمة مالية تؤثّر سلباً على جميع القطاعات في البلاد، بما في ذلك قطاع الاتّصالات. ومع تزايد وتيرةانقطاع الكهرباء في البلاد، سجّلت “سمكس” عدّة حالات أثّر فيها انقطاع الكهرباء على البنى التحتية للاتّصالات الجوّالة والثابتة.
طال انقطاع الاتّصالات شبكتي الخلوي “ألفا” و”تاتش” المملكوتين من الدولة بالإضافة إلى شبكة هيئة “أوجيرو” التي تُعنى بالخطوط الثابتة والإنترنت الثابت (DSL). ويعود السبب الأكبر في ذلك إلى النقص في المحروقات والمعدّات اللازمة للصيانة بسبب انخفاض قيمة العملة المحلّية لأكثر من 80%. وفي حين لا يمكن اعتبار انقطاع الإنترنت المتكرّر جديداً في لبنان بسبب الأعطال التقنية أو بسبب أمور أخرى، يُرجّح له في هذه المرّة أن يستمرّ لفترة أطول وأن تزداد الحالات أكثر.
يشكّل انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي في الآونة الأخيرة، والذي بدأ في آب/أغسطس 2019، بالإضافة إلى عدم قدرة الحكومة على إدارة التداعيات، أحد الأسباب التي تساهم في تزايد حالات انقطاع الإنترنت في البلاد. في بداية عام 2020 قفز سعر صرف الليرة من 1515 ليرة للدولار الواحد إلى أكثر من ألفي ليرة للدولار، وقد حذّر الكثير من التقارير الصحافية من أن يؤدّي الانهيار الحادّ في العملة الوطنية إلى انقطاع للإنترنت والكهرباء، لأنّ كلفة استيراد المحروقات وقطع الصيانة ستصبح أكبر بكثير. ولكنّ الأمر أصبح أسوأ الآن مع وصول سعر الدولار إلى 9 آلاف ليرة.
أطلقت “سمكس” خريطة تفاعلية لتوثيق حالات انقطاع الاتّصالات التي تحدث في لبنان، وقد وثّقنا حتّى الآن حالات من هذا القبيل في صور، وحلبا، وجونية، والهرمل، حدث معظمها بسبب أزمة الكهرباء التي تعصف بالبلاد. توضّح الخريطة كيف يؤثر النقص في المحروقات وعدم القدرة على إجراء الصيانة اللازمة على حالة الاتّصالات في لبنان.
في حين يعاني لبنان بالفعل من ضعف في سرعة الإنترنت وارتفاع في تكلفة الاشتراك بالخدمات، يُعتبر الاتّصال بالشبكة العالمية أمراً أساسياً للتواصل والقيام بأنشطة تجارية، وقد أصبح أكثر أهمية مع أزمة فيروس كورونا (Covid-19) حيث ازداد الاعتماد على الإنترنت في العمل والدراسة. ومع انقطاع التيار الكهربائي في لبنان لأكثر من 18 ساعة يومياً، أصبح توافر الإنترنت عبر الهاتف المحمول مسألةً أكثر أهمية. واليوم (الإثنين، 7 تموز/يوليو 2020)، أعلنت هيئة “أوجيرو” في تغريدة أنّ خدماتها قد تتوقف بسبب انقطاع الكهرباء، وهو ما كان يحصل بالفعل قبل الأزمة وازداد خلالها حيث تأثّرت خدمات الإنترنت الثابت (DSL) التي تقدّمها “أوجيرو” بانقطاع الكهرباء.
هذه الانكعاسات التي تتركها الأزمة الاقتصادية على البنية التحتية للاتصالات في لبنان، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، تعيق قدرة الناس على التواصل وتهدّد الحقّ في حرية التعبير والوصول إلى المعلومات.
أبلغوا عن أيّ حالة انقطاع في الاتصالات تحدث في لبنان في هذه الاستمارة، وسنستخدم المعلومات التي تزوّدننا بها لتحديث الخريطة.