حُجب موقع “بلوغر” (Blogger) لنشر المدوّنات (والذي يعمل تحت عنوان *.blogspot.com) في لبنان على شبكات المحمول من قبل شركتي الخليوي المشغّلتين للقطاع. تستمرّ وزارة الاتصالات اللبنانية في حجب مواقع الإنترنت من دون سابق إنذار، ما يشكّل انتهاكاً لحق المواطنين في حرّية التعبير والوصول إلى المعلومات.
علمنا في 2 حزيران/يونيو عن طريق منشور على “فيسبوك” أنّ ثمّة مدوّنة منشورة على “بلوغسبوت” لا يمكن الوصول إليها عبر شبكات المحمول، حيث افترض الناشر أنّ الأمر يعود إلى مشكلة تقنية. ولكن، في المقابل، كان يمكن قراءة المقالة والوصول إليها عند استخدام شبكات الإنترنت الثابتة.
عمدنا إلى فحص إمكانية الوصول إلى منصة “بلوغسبوت” التي تسمح بإنشاء المدوّنات والتابعة لشركة “غوغل”. واستخدمنا أداة “أوني بروب” (OONI probe) لفحص إمكانية الوصول إلى نطاق “دوت بلوغسبوت” (.blogspot) في لبنان فوجدنا أنّه محجوب بحسب بيانات “أوني” لفحص الإنترنت. لا توضح وزارة الاتصالات أو أيّ من مشغّلي شبكات المحمول سبب حجب “بلوغسبوت”، وبالإضافة إلى ذلك، وجدنا خلال عملية الفحص أنّ موقع “جاك دانيالز” (Jack Daniels) محجوب أيضاً من دون أيّ توضيح للأسباب.
أصبح حجب المواقع والنطاقات أمراً شائعاً في لبنان. ففي نيسان/ أبريل من هذا العام، طلب المدعي العام من وزارة الاتصالات أن تلزم مقدمي خدمات الإنترنت بحجب 28 تطبيقاً لأسعار الصرف، بحجّة أنّها تنشر معلومات كاذبة حول سعر الصرف “غير الرسمي” للدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية. وقد أدّت عملية الحجب هذه إلى حجب خدمات “غوغل فايربايز” (Google Firebase) من دون قصد، وهي خدمات يعتمد عليها الكثير من رواد الأعمال، قبل أن تقوم وزارة الاتصالات بإصلاح المشكلة بعد يومين.
وفي كانون الثاني/يناير 2019، حجب على شبكات المحمول تطبيق “غريندر” (Grindr) للتعارف بين المثليين عبر الإنترنت.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018، حجبت منصة “ويكس” (Wix) لبناء المواقع الإلكترونية من دون أي سابق إنذار للشركات اللبنانية التي تستخدمها، وذلك لأنّ “ويكس” هي شركة إسرائيلية والقانون اللبناني يمنع التعامل مع الشركات الإسرائيلية.
يترافق كلّ ذلك مع عدم شفافية الحكومة ومقدمي خدمات الإنترنت حول حجب المواقع، وبالإضافة إلى الغموض حول الإجراءات القانونية المتبعة في تنفيذ الحجب. بدورها، تطالب منظمة “سمكس”، كما كانت تطالب دائماً، وزارة الاتصالات ومشغّلي الهاتف المحمول في لبنان، “ألفا” و”تاتش”، وهيئة “أوجيرو” للهاتف الثابت والإنترنت الثابت، بنشر قائمة بجميع المواقع المحجوبة. وفي حين تعهّد مدير “أوجيرو”، عماد كريدية، في تغريدة لـ”سمكس”، بنشر هذه القائمة، لم يُنشر شيء حتّى هذه اللحظة.
حجب المواقع الإلكترونية ليس أمراً جديداً في لبنان وعدد المواقع المحجوبة كبير. توثّق “سمكس” المواقع المحجوبة في هذه القائمة، ونرحّب بمساهماتكم/ن في إضافة المواقع المحجوبة التي تعرفونها والتي لم ترد في القائمة. نحثّكم/ن على اختبار المواقع الإلكترونية التي قد تكون محجوبة على شبكات مختلفة وعبر مزوّدي خدمة إنترنت مختلفين، وذكر اسم الموقع واسم مزود الخدمة في تعليق ضمن قائمة المواقع المحجوبة.
نطالب وزارة الاتصالات والمؤسسات الحكومية بالامتناع عن حجب المواقع مثل “بلوغسبوت” (blogspot.com) لأنّ عمليات الحجب هذه تنتهك الحق في حرية التعبير والحق في الوصول إلى المعلومات. وندعو كذلك مزوّدي خدمات الإنترنت إلى التحلّي بالشفافية ونشر قائمة بالمواقع المحجوبة، ونطالب المؤسسات الحكومية، بما في ذلك المحاكم التي تأمر بالحجب، بنشر هذه القائمة وتوضيح أسباب الحجب.
توصيات لتخطّي الحجب
استخدموا تطبيقات الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) وتأكّدوا من أن تكون تطبيقات موثوقة مثل “سايفون” (Psiphon) و“بروتون في بي إن” (ProtonVPN). من الضروري استخدام تطبيقات “في بي إن” موثوقة، لأنّ التطبيقات المشبوهة يمكن أن تستخدم الكثير من البيانات الشخصية وتشاركها مع أطراف وجهات أخرى.
يجب على المستخدمين أيضاً تثبيت تطبيقات تشفير “نظام أسماء النطاقات” (DNS)، مثل “وارب” (WARP) و“نيكست دي إن إس” (NextDNS)، والتأكّد من تشغيل التطبيق دائماً. في إصدارات “فايرفوكس” (Firefox) الخاصة بالحواسيب يعمل تشفير “دي إن إس” دائماً وبشكل تلقائي، ولكنّه لا يعمل بالطريقة نفسها على إصدارات الأجهزة المحمولة.