خلال الأشهر الماضية، تلقّينا عدّة تقارير من مستخدمين/ات في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، يعبّرون فيها عن قلقهم/نّ البالغ حيال تطبيق غير معروف على نطاق واسع لكنه تطفّلي بشدّة. يُدعى التطبيق “آبكلاود” (AppCloud)، ويأتي مُثبّت مسبقاً على هواتف “سامسونغ” الذكية من طرازي A وM.
يجمع هذا التطبيق بياناتٍ شخصية حساسة من دون علم المستخدمين/ات أو موافقتهم/ن، ولا يمكن إزالته من الجهاز من دون التأثير على أمن النظام، كما أنّه لا يوفّر أي معلومات واضحة بشأن ممارسات الخصوصية التي يتّبعها.
طوّرت هذا التطبيق شركة “آيرون سورس” (ironSource) الإسرائيلية المثيرة للجدل (والمملوكة حالياً من شركة “يونيتي” Unity الأميركية)، وهو تطبيق مثبّت في الأجهزة المُباعة في بلدان قد تترتّب فيها تبعات قانونية على الارتباط بشركات كهذه. وعلى الرغم من المخاطر الجدية التي يشكّلها تطبيق “آبكلاود” على الخصوصية والأمن، لم توفّر “سامسونغ” أي قدر من الشفافية حيال طريقة عمله، أو نوع البيانات التي يجمعها، أو أسباب عدم تمكين المستخدمين/ات من إلغاء الاشتراك فيه أو حذفه.
تدعو هذه الرسالة المفتوحة شركة “سامسونغ” إلى الالتزام بالشفافية وتحمّل المسؤولية وفتح قنوات الحوار. فالمستخدمون/ات يستحقّون/نّ معرفة ماهيّة التطبيقات المثبّتة على أجهزتهم/نّ، وكيف تُستخدم بياناتهم/ن، خصوصاً في ظلّ حملات التجسّس الإسرائيلية في المنطقة.
_________
إلى من يهمّه الأمر،
نوجّه هذه الرسالة العاجلة لمطالبة شركة “سامسونغ” بالكشف بشفافية عن سياسة التثبيت المسبق لتطبيق “آبكلاود” (AppCloud) على هواتفها من طرازي A وM، ولا سيّما في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا. ونطالب “سامسونغ” بتزويدنا بمعلومات حول ممارسات الخصوصية الخاصة بهذا التطبيق وخيارات إلغاء الاشتراك فيه وحذفه، كما وبإعادة النظر في عمليات التثبيت المسبق المستقبلية لضمان احترام حقوق الخصوصية. كذلك، نطلب ترتيب اجتماع مع فرق “سامسونغ” المعنية لمناقشة هذه المخاوف بشكل معمّق.
منذ توسّع الشراكة بين “سامسونغ” و”آيرون سورس” في عام 2022، بات تطبيق “آبكلاود” مثبّتاً تلقائياً في الأجهزة الجديدة من طرازي A وM الموزّعة في منطقتنا.
وبحسب تحليلنا، يُعدّ هذا التطبيق التطفّلي غير قابل للإزالة، إذ أنّه مدمج بعمق في نظام تشغيل الهاتف، ما يجعل من شبه المستحيل للمستخدمين/ات العاديين/ات حذفه من دون صلاحيات الوصول إلى جذر النظام (root access)، وهو ما يُبطل الكفالة ويُعرّض الجهاز لمخاطر أمنية. حتى أنّ تعطيل هذا التطبيق الذي يشغل مساحة كبيرة لا يُعتبر حلاً فعّالاً، إذ قد يعود تلقائياً بعد تحديث النظام.
تفتقر سياسة الخصوصية إلى الشفافية، إذ ما من بنود واضحة أو متاحة حول كيفية جمع البيانات ومعالجتها من قبل هذا التطبيق، ولا توجد آلية مباشرة لإلغاء الاشتراك. فالتطبيق يجمع بيانات حساسة من المستخدمين/ات، تشمل البيانات البيومترية وعناوين بروتوكول الإنترنت IP وبصمات الأجهزة.
يُثبّت التطبيق من دون موافقة المستخدم، في خرقٍ واضح لأحكام النظام الأوروبي العام لحماية البيانات (GDPR)، وكذلك قوانين حماية البيانات السارية في عدد من دول منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
الجهة المطوِّرة لتطبيق “آبكلاود” هي شركة “آيرون سورس” الإسرائيلية المنشأ (التي استحوذت عليها شركة “يونيتي” الأميركية لاحقاً)، ما يثير مخاوف قانونية وأخلاقية إضافية في دول تُحظَر فيها الشركات الإسرائيلية من العمل، مثل لبنان. وتُعرف “آيرون سورس” بسجلّها السيّئ في ما يتعلّق بممارسات الخصوصية والحصول على موافقة المستخدم.
تأتي شروط خدمة “سامسونغ” على ذكر تطبيقات الأطراف الثالث، ولكن من دون أي إشارة صريحة إلى تطبيق “آبكلاود” أو شركة “آيرون سورس”، بالرغم من الصلاحيات الواسعة التي يتمتّع بها هذا التطبيق في الوصول إلى بيانات المستخدم والتحكم بها.
إنّ التثبيت القسري لتطبيق “آبكلاود” يُقوّض حق المستخدمين/ات في الخصوصية والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسواها. ويُعدّ غياب الشفافية وعدم القدرة على التحكم بالبيانات الشخصية مصدر قلق بالغ نظراً إلى الحصّة السوقية الكبيرة التي تستحوذ عليها “سامسونغ” في هذه المنطقة.
في ضوء هذه المخاوف، نطالب “سامسونغ” بما يلي:
- الإفصاح الكامل عن سياسة الخصوصية وممارسات جمع البيانات ومعالجتها المرتبطة بتطبيق “آبكلاود”، على أن تكون هذه المعلومات متاحة بسهولة لجميع المستخدمين/ات.
- توفير وسيلة واضحة وفعالة لإلغاء الاشتراك في تطبيق “آبكلاود” وحذفه من دون التأثير على وظائف الجهاز أو صلاحية الكفالة.
- تقديم توضيح رسمي بشأن القرار القاضي بتثبيت تطبيق “آبكلاود” مسبقاً على جميع الأجهزة من طرازي A وM في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
- إعادة النظر في سياسة التثبيت المُسبق لهذا التطبيق في الأجهزة المستقبلية، التزاماً بالحق في الخصوصية المنصوص عليه في المادة 12 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- نطلب أيضاً عقد اجتماع مع الفرق المعنية في شركة “سامسونغ” لمناقشة هذه القضايا بشكل معمّق، وفهم توجّه الشركة في ما يتعلّق بخصوصية المستخدم وحماية البيانات في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
نتطلّع إلى ردّكم السريع، وإلى التعاون من أجل ضمان حماية خصوصية جميع مستخدمي/ات “سامسونغ” في المنطقة وأمنهم.