اعتذرت شركة “فيسبوك” عن إزالِة تطبيق “إنستغرام” التابع لها لهاشتاغ #الأقصى خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في أيار/مايو الماضي. وقالت لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية إنّها تجري أبحاثاً لفهم كيفية التعامل مع إدارة المحتوى باللغة العربية وتحسين الأمر”.
ولكنّ “فيسبوك” التي كانت تلتقط المنشورات المؤيدة لفلسطين بسرعة لتزيلها عن منصاتها، “عجزت” في ميانمار عن مكافحة المعلومات المضللة التي أدّت إلى “تفاقم العنف العرقي والديني، وفق تقارير داخلية تفيد بأنها فشلت في وقف انتشار خطاب الكراهية الذي يستهدف الأقلية المسلمة من الروهينغا، بحسب الوثائق التي عرضتها “أسوشيتد برس”.
وكانت سياسات “فيسبوك” وخوارزمياتها قد أدّت إلى حذف حسابات العشرات من الصحفيين والناشطين الفلسطينيين، وحذف الكثير من مواد الأرشيف حول الحرب في سوريا. كما حظرت الشركة عدداً هائلاً من الكلمات باللغة العربية التي تُعد اللغة الثالثة من حيث الاستخدام على فيسبوك في العالم.
وكشف موظفون/ات سابقون/ات في “فيسبوك” لوكالة “أسوشيتد برس” أنّ الحكومات تمارس ضغوطاً على الشركة وتهددها بالقوانين والغرامات، و”فيسبوك” ترضخ. على سبيل المثال، تعتبر الإعلانات مصدراً مربحاً لـ”فيسبوك” في إسرائيل، وأجهزة الأمن الإسرائيلية تراقب “فيسبوك” وتمطرها بآلاف طلبات حذف الحسابات والمنشورات الفلسطينية.
وفي منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر، سُرّبت لائحة “فيسبوك” لـ”الأفراد الخطرين والمنظمات الخطرة” فكُشف أنّ الشركة تصنف أكثر المنظمات والأشخاص من الشرق الأوسط وجنوب آسيا في لائحتها على أنّهم إرهابيون! واللائحة تشمل أكثر من 4 آلاف مجموعة وشخصاً من حول العالم، بمن فيهم سياسيين وكتّاب وجمعيات خيرية ومستشفيات وأعمال موسيقية وشخصيات تاريخية رحلت منذ زمن.
وقال “مجلس الإشراف” في “فيسبوك” (26 تشرين الأول/أكتوبر) إنّه بدأ يلمس “التزام فيسبوك بعض توصياته”. ومنها موافقة “فيسبوك” على “المزيد من الشفافية عند إزالة محتوى تعتبر أنّه ينتهك معايير المجتمع بعد تلقّيها طلباً رسمياً من الحكومات بشأنه، والعدد الإجمالي للطلبات الحكومية”.
وأشار “مجلس الإشراف” كذلك إلى أنّ “فيسبوك أبلغته إنّها ستنفذ توصيات المجلس بشأن إنشاء هيئة مستقلة “للنظر في تطبيقها لعملية الإشراف على المحتوى باللغتين العربية والعبرية، مع الأتمتة أو بدونها، قد جرى من دون تحيّز”.
ولفت “مجلس الإشراف” إلى “أنّنا نعلم أنّ قوة توصياتنا تكمن في الإجراءات الفعلية التي تتخذها الشركة لتنفيذها وليس في ردودها الأولية. ولهذا السبب أنشأنا فريقاً لتقييم تنفيذ فيسبوك لتوصياتنا ولضمان مساءلتها في هذا الشأن”.
وكان “مجلس الإشراف” في شركة “فيسبوك” نشر في أيلول/سبتمبر الماضي قراره المتعلّق بإزالة الشركة لمنشور حول العدوان على غزة، معتبراً أنّ إزالة المحتوى غير المبرّرة من قبل “فيسبوك” شكّلت تقييداً لحرّية التعبير حول موضوع يحظى باهتمام عامة الناس. ولم تجب “فيسبوك” حينها ما إذا كانت تلقّت طلبات “غير رسمية” من قبل السلطات الإسرائيلية لإزالة المحتوى.
وتأتي تسريبات #أوراق_فيسبوك بعد أيام من العمل الصحافي على الوثائق التي سربتها الموظفة السابقة في “فيسبوك”، فرانسيس هوغن، في وقت سابق من هذا الشهر، والتي أكّدت فيها “تفضيل فيسبوك الربح المادي على سلامة المستخدمين/ات”.