على”أوبر” و” كريم” التخلي عن عقلية النمو بشكل سريع وتطوير سياسات خصوصية للبلدان في منطقة الشرق الأوسط – منظمة “سمكس”.
تبيّن مؤخرًا أنّ “كريم” للنقل والتي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، والتي اشترتها مؤخرًا شركة “أوبر”، تشارك بشكل روتيني أسماء الرّكاب الكاملة وأرقام هواتفهم مع السائقين.
أدّت هذه السياسة إلى إرسال السائقين طلبات صداقة غير مرغوب فيها عبر فيسبوك للركّاب، ما ينتهك خصوصيتهم ويمكن أن يهدّد سلامتهم.
في 21 نيسان/أبريل، طلبت الكساندرا طعمة، إحدى مستخدمات “كريم”، من مندوب الشركة عبر تويتر تأكيد ما إذا كانت الشركة تشارك أرقام هواتف الركاب وأسماءهم الكاملة مع السائقين. شاركت طعمة صورة من البريد الإلكتروني مع “كريم”، حيث أبلغتها الشركة أنها:”[توفّر] للعميل والسائق أرقام هواتف كل منهم أثناء الرحلة لتسهيل عملية الاتصال والتنسيق “.
I wasn’t aware this was policy. Can you confirm please @CareemLEB @careem do you share passengers personal info with the drivers?
Cc @SMEX pic.twitter.com/GFAhkITjgr
— Alexandra Tohme (@alextohme) April 21, 2019
تفاعل مستخدمو “كريم” الآخرون مع تغريدة طعمة مدّعين أنّهم أيضًا كانت تصلهم/ن مكالمات مماثلة على هواتفهم/ن الشخصية، كما أكّد طعمة لـ”سمكس” أنّها لم تكن هذه المرة الأولى التي يتصل بها سائق مباشرة على هاتفها الشخصي.
قرّرت طعمة الاتصال بالشركة عبر البريد الإلكتروني للسؤال عن هذه المشكلة، فردّت الشركة بأن “هذا لا يجب أن يحدث”، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع البريد الإلكتروني الذي تلقته بعد رحلتها الأخيرة.
يبدو أن شركة “كريم” التي تعمل في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وجنوب آسيا، تغفل الآثار والمخاطر المترتبة على مشاركة بيانات المستخدمين الشخصية. فقد ردّت الشركة بالقول: “بينما لا نشارك المعلومات الشخصية للمستخدمين مع السائقين، فإنّنا نطلع كلّاً من العميل والسائق على أرقام الهاتف الخاصة بكلّ منهما لتسهيل التنسيق بينهما في الرحلة”. وبهذا، لم تقدم الشركة سببًا لتزويدها السائقين بأسماء الركاب الكاملة، حتى لو تنكّرت لحقيقة أنّ رقم الهاتف يُعتبر معلومات تعريف شخصية (PII).
Hi there Serena, we hope you’re having a great day!
Kindly note that this differs between each market. Some markets have call masking and the captain can only reach out to the customer through our call centre. We’re working on rolling this feature in all our cities.— Careem Lebanon (@CareemLEB) April 22, 2019
مثل شركتها الأم “أوبر”، أكّدت “كريم” أنّها تقدم مكالمة مجهولة الهوية أو ميزة “إخفاء المكالمات” في بعض البلدان التي تعمل فيها، ولكنّها في الوقت نفسه تشارك أرقام الهواتف مع السائقي في بلدان أخرى مما يشكل تهديدًا كبيرًا لخصوصية المستخدمين.
على الرغم من هذا الادعاء، لاحظت طعمة وجود تضارب في هذه السياسة؛ فعندما كانت تنتظر سائق “كريم” تلقّت مكالمة من رقم هاتفه المحمول (76) … متبوعة بمكالمة من (04) [الإمارات العربية المتحدة].
حتى في البلدان التي تعمل فيها كريم على “إخفاء المكالمات”، فإنّها قد توجّه بعض هذه المكالمات من خلال مراكز اتصال الشركة، إلّا أنها لا تزال تزوّد للسائقين أرقام هواتف الركاب كما هو مذكور في سياسة الخصوصية الخاصة بالشركة.
وبذلك، إعطاء أرقام الركاب للسائقين يجعل الغرض من مركز الاتصال عديم الفائدة ويفشل في حماية خصوصية المستخدم.
Good morning Alexandra, while we don’t share passengers’ personal information with Captains, we do provide both the Customer and the Captain each other’s phone numbers to make it easier for them to coordinate for the upcoming trip💚
— Careem Lebanon (@CareemLEB) April 21, 2019
بالرغم من أن “أوبر” لا تعطي أرقام هواتف الركاب مباشرة إلى السائقين في مناطق معينة، إلا أنها لم تقدم بعد ميزة اتصال داخل التطبيق في لبنان.
كتبت “سمكس” عن افتقار “أوبر” لميزة “الاتصال مجهول الهوية”، مما يتيح للسائقين والركاب الحصول أرقام هواتف بعضهم البعض. الأمر الذي مكّن السائقين، في العديد من الحالات، من مضايقة أو تهديد أمن الركاب لإبلاغهم عنهم أو منحهم تصنيفًا سيئًا.
إن إمتناع أوبر عن تقديم ميزة الاتصالات مجهولة الهوية داخل التطبيق أمر غير مبرر خصوصاً أن فرعها يوفّر خدمات اتصالات في المنطقة. ولسوء الحظ، فقد يمنح امتلاك “أوبر” لشركة “كريم” أسباباً أقلّ لتحسين هذه الخدمات.
على”أوبر” و” كريم” التخلي عن عقلية النمو بشكل سريع وتطوير سياسات خصوصية للبلدان في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا، وذلك مع إيلاء الاهتمام نفسه كما تفعلان في البلدان الأوروبية والأميركية، مع مراعاة السياقات المحلية.
تنصح “سمكس” “أوبر” و”كريم” باتباع السياسات التالية:
– التوقف عن مشاركة المعلومات الشخصية، بما في ذلك الأسماء الكاملة وأرقام الهواتف، مع السائقين.
– إدخال أرقام الهواتف مجهولة الهوية أو تطوير وسائل اتصال أخرى مجهولة الهوية في التطبيق.
– إذا كانت التكنولوجيا السحابية مكلفة للغاية، فيجب على “كريم” اعتماد مراكز اتصالات في لبنان وجميع الأسواق الأخرى وإعادة توجيه المكالمات من خلال مركز اتصالات محلي.
نود أيضًا إعادة مشاركة بعض النصائح لحماية أنفسكم لحين تقديم “كريم” و”أوبر” خدمة حجب المكالمات في لبنان:
– لا تستخدموا/ن ميزة الاتصال داخل التطبيق للتواصل مع السائق؛ إذا أردتم/ن ذلك، استخدموا/ن ميزة المراسلة داخل التطبيق.
– حاولوا/ن تجنّب إعطاء السائق العنوان الدقيق، خصوصاً إذا كان مكان إقامتكم/ن أو مكان عملكم/ن أو وجهة متكررة.