الصورة من المقال الأساسي (موقع Medium).
هذه النقاط تفند الإجابة عن هذا السؤال
هنالك سببين للإهتمام بخصوصيتكم، حتى لو ليس لديكم ما تخفوه: أسباب أيديولوجية وأخرى عملية.
الأسباب الأيديولوجية
١- خصوصيتكم حق، ولم يكن موجود من قبل.
كما حق الزواج المختلط، حق الإنفصال، العمل للمرأة، حرية التعبير، والكثير من الحقوق، لم يكن لدينا من قبل الحق في الخصوصية. في العديد من الديكتاتوريات حول العالم، ما زالوا من دون هذا الحق.
أجيال قبلنا حاربت للحصول على الحق في الخصوصية. عدم الإكتراث لهذا الحق يكشف معرفة سطحية عن تاريخ هذا الحق وأهميته.
٢. الخصوصية حق من حقوق الإنسان.
المادة ١٢ من العهد العالمي لحقوق الإنسان ينص على ألا يتعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته.
هي حق من حقوق الإنسان، كما الحق في المساواة، حق الحصول على جنسية، حق اختيار الدين، الخ…
٣. “ليس لدي ما أخفيه” تصريح غير صحيح وغير واقعي.
لا تخلطوا الخصوصية بالسرية. نعرف ما الذي تفعلونه في المرحاض، لكن مازلتم تغلقون الباب، هذا لأنكم تريدوا الخصوصية وليس السرية.
لديكم كلمة سر او طريقة لإغلاق هاتفكم. نفس الشيئ ينطبق على بريدكم الإلكتروني. لم يعطني أحد هاتفه وسمح لي بقراءة الدردشات أو مشاهدة الصور الخاصة بهم من قبل. ان لم يكن لديكم ما تخفوه، فلا يجب أن تهتموا بذلك، لكنكم تهتمون. الكل يهتم. الخصوصية تحافظ على كياننا الإنساني.
الأسباب العملية
١. البيانات المتواجدة في الأيدي الخاطئة تصبح خطيرة.
يمكن ان لا تكترثوا بحال حصول الحكومات أو الأجهزة الأمنية أو الشركات على بياناتكم الخاصة. يمكنكم أن تثقوا بغوغل أو فيسبوك. لكن ماذا لو تم تهكير هذه البيانات ووقعت بياناتكم بالأيدي الخطأ؟ هذا ما حصل مع ياهو وآشلي ماديسون. فلنتخيل أن أحدهم يريد استهداف عائلتكم، شركتكم، شريك حياتكم. هل تقبلون بذلك؟ هل ستقبلون أن تقع الصور ورسائل البريد الإلكتروني، أو الدردشة بيد شخص يستطيع ابتزازكم؟
٢. لا تستطيعون توقع ماذا سيحدث في المستقبل.
حالياً، ممكن أن لا تكونوا تحت خطر كبير. لكن ماذا بعد ٣٠ أو ٤٠ سنة من الآن؟ فلنتخيل بأنكم ستترشحون لمركز سياسي أو إداري لمؤسسة عامة. إن تعلمنا شيئا من تهكير شركة سوني فهو أن معلوماتكم الخاصة لها تأثير قوي على حياتكم، فآمي باسكال الرئيس المشاركة للشركة خسرت وظيفتها بسبب التهكير.
المسألة ليست فقط وظيفتكم، بل هي روح شركتكم أيضاً. هل تستطيعون تخيل انقسام شركتكم بسبب محادثة أجريتوها قبل 5 أو 10 سنوات؟ ماذا لو خسرتم وظيفتكم بسبب محادثة أجريتوها على الهاتف مع شريككم؟
٣. حياتكم الخاصة خارج سياقها قد تصبح سلاحاً.
كلنا قد نمزح بأشياء نعتبرها حساسة. ولكن، بين الأصدقاء، هذا أمر نقوم به بشكل دائم. بالحقيقة إن سلوكنا يتغير حسب مع من نكون. أراهن أنني يمكن أن أجد شيئاً مهيناً قلتوه في مجموعة محادثة تجروها مع أصدقائكم المقربين. ذلك لأنهم أصدقائكم ولأنها كانت نكتة أو ملاحظة ساخرة. ولكن لو أخذتموها خارج هذا السياق لن تعد تُفهم كمزحة. ماذا سيحدث لو وقعت هذه “المزحة” في يد شخص يحاول أن يؤذيكم؟
٤. معلوماتكم لها قيمة.
شركة مثل فيسبوك أو غوغل تسمح لكم بتحميل كمية غير محدودة من الداتا إلى خوادمها، بشكل مجاني. لكن ما هو شكل عمل هذه الشركات؟ كيف تكسب المال الكثير؟ إنها تبيع معلوماتكم الشخصية إلى شركات الإعلانات. لكنهم لا يسألونك أبداً إذا كنت تريد أن تبيع معلوماتك. إذا سألكم أحدهم 100 سؤال عن حياتكم الشخصية من أجل بيعها لاحقاً، هل ستجاوبوه؟ غالباً كلا، صحيح؟ ولكنكم تفعلون ذلك كل مرة تستعملون فيها خدمة تكسب المال من بيع معلوماتكم.
أتمنى أن أكون على الأقل قد جعلتكم تفكرون بخصوصيتكم، وكم تودون أن تعرضوا منها.
هل أنتم من الأشخاص الذين يهتمون بذلك؟
تم ترجمة هذا المقال من الإنكليزية للعربية بجهد من محمد نجم وخضر سلامة.