مقر شركة تويتر(www.al-sharq.com).
أطلقت تويتر قواعد جديدة حددتها بهدف التصدي للكراهية، العنف والسلوك المسيء. أولها منع الترويج للعنف بجميع أشكاله، ومنع التهديد لأسباب عرقية أو طائفية، بالإضافة إلى التأكيد على حرية الرأي والمعتقدات ومواصلة أخذ الإجراءات اللازمة بشأن الحسابات التي يتجاوز أصحابها الحدود وصولا إلى الإساءة إلى الآخرين. على الرغم من أن هذه القواعد لم تذكر أي تنظيم إلا أن خبراء أكدوا أنها تشكل قطع طريق أمام التنظيمات المتطرفة من أجل الترويج لمعتقداتها أو تجنيد المقاتلين في صفوفها.
جاء هذا الكلام في برنامج تقرير خاص مع الإعلامي سيد يوسف على قناة الحرة، والذي إستضاف كل من محمد طحان المستشار في مجال الإعلام الإجتماعيمن من عمان، ومحمد نجم أحد مؤسسي منظمة تبادل الإعلام الإجتماعي والمُتابع لسياسات الإنترنت، وممدوح الشيخ المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة من القاهرة، وأخيراً جاسمن أبرمان الباحثة في مجمع البحث والتحليل لقضايا الإرهاب من جنوب أفريقيا، وتطرق ضيوف الحلقة للقواعد الجديدة وكيفية التعامل معها وتطبيقها.
إستهل محمد طحان الحلقة بالحديث عن شروط وسياسات الإستخدام في كل موقع على أنها واضحة ولكن تويتر كان فضفاضا في تحديد هذه الشروط، لذلك باتت الشروط الجديدة أكثر وضوحا وتضع حدود أكثر لمن يمارس خطاب الكراهية أو حتى ليحرض على العنف بأي شكل من الأشكال، إذ أن الشروط الجديدة تلزم الأشخاص بأساليب معينة يستخدمها على الشبكة العنكبوتية أو على وسائل التواصل الإجتماعي. وقد رأى طحان أن في نهاية الأمر من يريد أن يمارس عمله على مواقع التواصل الإجتماعي سوف يجد النوافذ والطرق لينفذ منها ولكن الأكيد أن القواعد الجديدة تساعد على تقليل هذه المشكلات.
وعنما إذا كانت هذه المعايير واضحة، تحدث محمد نجم عن أن القواعد القديمة المحددة في تويتر كانت تضيء على العنف ضد الآخرين بشكل عام، أما مع القواعد الجديدة فقد تم تغيير وتحديد الأمور بشكل أوضح. ولفت نجم الى أن تويترهي شركة أميركية وأن هناك ضغط كبير من أمريكا لتخفيف خطاب الكراهية ضد المرأة، المثليين، الجندرية ومشاكل أخرى تتضمن نشر العنف الذي تدعو اليه المجموعات المتطرفة. ورأى نجم أن تويتر منصة تساهم في نشر حرية التعبير، لذلك حتى الآن لا يوجد فرق بين القواعد الجديدة والقديمة. كانت القواعد وما زالت ضد نشر العنف ولكنها الآن أصبحت مفسرة أكثر، وأضاف أن تويتر قامت بإعلام المستخدمين بهذه القواعد الجديدة عبر وضعها على مدونتها وعبر تغريدات على موقع تويتر بلغات عدة.
بالنسبة إلى ممدوح الشيخ القواعد الجديدة ستقوض قدرة داعش على تجنيد الشباب الجدد إلى حد بعيد، لأن الفرص للتجنيد ممكن أن تكون من خلال قراءة التغريدات على الصفحات والصور التي يضعونها بأمل الوصول إلى زيادة حماس هذا الشخص ليصبح مجنداً لاحقاً في التنظيم. ورأى ممدوح أن وَضع سقف على هذه الحسابات سوف يجعل تواصل الطرفان على تويتر أصعب مما كان عليه سابقاً.
تابعت جاسمن بالتأكيد على أن تعريف القواعد القديمة كان فضفاضا ويبعدنا عن القضايا المتعلقة بشأن ما يمكن تعريفه كإرهاب على تويتر وما يمكن أن يمثل دعماً للمنظمات الإرهابية إذ لم يكن هناك أي إشارة إلى ذلك، وأننا نحتاج للقول أن أي محاولة لتعطيل جهود التجنيد على تويتر يجب أن نرحب بها وهذا لم يتم في الماضي لكنه يتم حالياً وسيكون له تأثيرعلينا أن ننتظر ونراه. ولكن يجب ألا ننظر إلى تويترعلى أنه المرحلة الوحيدة الخاصة بمنع التجنيد، إذ أننا نادراً ما نرى عملية تجنيد فعلية على تويتر وحده فهناك قنوات أخرى أيضا. وأشارت جاسمن الى أن تويترأغلقت مؤخراً حسابا لناشط معروف فقط لتشابه الأسماء مع احد قيادات داعش، وهنا أكدت على ضرورة العمل على توضيح تعابير اللغة العربية وإلا عندها نلجأ للتفسير الغربي.
أشار محمد نجم أيضا الى أن الشركات تعمل على حذف المحتوى فقط في حال قُدم شكوى، كما وتهتم بالسوق الأكبر لذلك عدد الموظفين العاملين على ضبط المحتوى في الدول العربية قليل. المهمة صعبة لأن هناك إختلاف ثقافات بين البلدان وفي البلد الواحد أيضاً ما يزيد التطبيق صعوبة لأن اللغة العربية ليست سهلة وما يمكن أن يكون مدح في منطقة ممكن أن يكون ذمّ في الأخرى. و في هذا الإطار أضاف ممدوح الشيخ أن الأهم يبقى دراسة ما يجب حجبه لأن في البلدان العربية يلجأ الكثير إلى وضع آيات قرآنية متعلقة بالجهاد والتي من الممكن أن تفهم بشكل خطأ على أنها عمل إرهابي.
أكدّ طحان، أن لكل مشترك حرية وضع الوسم أو ما يعرف بالهاشتاغ لأي إسم يريد ولكن مدى قدرة تويتر على منع من ينهال بالشتم أو وضع عكس المحتوى الموجود لا تزال مبهمة لأن الحل بين أيدي تويتر فقط ولا يمكن لأي شخص آخر القيام بذلك.
“حرية التعبير هي الأساس والإستثناء هو محاربة التطرف” يقول نجم لأن القمع موجود حتى قبل وجود تويتر وغيره من القنوات.
التواصل الإجتماعي هو لاعب غير حكومي ويتمتع بحرية التعبير كحجر أساس، فهو يسمح للناس التعبير عن رأيهم. يجب التمييز بين حرية التعبير وحرية الإهانة وكيف نحدث التوازن بينهما. في الأردن مثلا هناك إدارة الجرائم الإلكترونية وبدأت للدول تعمل على تطوير قوانينها لتقليص الضرر الذي يحدثه محتوى ما يتم نشره. لذلك يجب وضع خطوط حمراء تحدد سلوك من يدون وسلوك من يحاول أن يقوّم ما يكتب.
لمتابعة الحلقة كاملةً