الصورة من موقع pexels
أعلن وزير الخارجية والمغتربين، في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، إغلاق باب التسجيل عبر الويب للاشتراك في انتخابات عام 2018، وذلك بعد قيام أكثر من 90 ألف مغترب(ة) لبناني(ة) بالتسجيل.
للمرّة الأولى في تاريخ لبنان، سيسمح للبنانيّين/ات في الخارج بالانتخاب. كوني أعمل في مجال التكنولوجيا والعالم الرقمي، دفعني الحماس لتفقُّد الموقع المخصّص للتسجيل، إلّا أنّني صدمت بعدم توافق الموقع مع القوانين الدولية لحماية البيانات وخصوصيّتها، إذ يخضع كلّ مستخدمي/ات هذا الموقع للتعقّب عن طريق ملفّات تعريف الارتباط “الكوكيز” بدون موافقة مسبقة منهم/نّ.
من الممكن رؤية أنّ هناك رمزان لـ Google Analytics منصَّبان على الموقع بالإضافة لـ Facebook Pixel واحدة. فمن يمكنه(ا) النفاذ إلى هذه البيانات؟
سيكون ذلك من الطبيعيّ لو كان المستخدمون/ات على دراية بأنهم قيد التتبّع، لكنّ هذا ليس واقع الحال. إذ لا يمكنك رؤية أيّة شروط أو سياسة خصوصية تشير إلى من يملك ويدير البيانات على الموقع، ولا عن كيف تجمع هذه البيانات، أو كيف ستستخدم. ما يعدّ مفاجئاً جداً فحتّى المواقع البدائية تطبّق إجراءات حماية البيانات.
فما هي الـ”كوكيز” وماذا يمكن أنّ نفعل بها؟
هل لاحظت أنّه بعد زيارتك أحد المواقع ليتحوّل هذا إلى محور تركيز إعلاناتٍ رقمية تتبعك من موقع إلى آخر؟ تتعقّب الكوكيز ممارساتك على الويب ويمكن ضبطها لتكون صالحةً حتّى مدّة بعينها من الزمن.
لتفسير ذلك بشكل مبسّط، عند زيارتك موقعاً على الويب، بالإمكان استهدافك من خلال إعلانات تظهر على مواقع ويب أخرى وعلى أجهزة مختلفة. يستخدم فيسبوك البيانات لتوسيع قاعدة مستخدمي/ات موقعٍ ما، من خلال استهداف ما يسمّى بالجمهور المماثل “Lookalike Audience.” يساعد على استهداف المزيد من المستخدمين/ات ذوي الإعجابات والاهتمامات والعوامل الديموغرافية المشابهة لمن يحتكّون حالياً مع ذلك الموقع.
مثلاً، يمكنني إطلاق حملة “أخبار زائفة” على فيسبوك واستهداف كلّ من زار(ت) الموقع المذكور،diasporavote.mfa.gov.lb، بواسطة إعلانٍ ما، ثم استهداف هؤلاء الـ 90 ألف ممّن سجّلوا أسمائهم للانتخاب بواسطة إعلان آخر. يمكنني أيضاً توسيع حملتي لتشمل أولئك ممّن لم يزوروا/ن الموقع لكنّ لهم خصائص مشابهة. “الأخبار الزائفة” الّتي قد تؤثّر على الانتخابات في لبنان كما حصل في انتخابات 2016 الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية.
يجب أن تُطَبَّق القوانين الدولية لحماية البيانات في لبنان حتّى لو كانت الحكومة تقوم بجمع تلك البيانات.
يقول مدير منظّمة SMEX محمد نجم، “حاولنا إرسال كتاب لوزارة الخارجية نطلب فيه نسخة عن العقد الموقع مع الشركة المسؤولة عن بناء الموقع، إذ نريد أن نّعرف ما هي البنود المتعلقة بحماية بيانات اللبنانيين/ات المغتربين/ات، ومن يستطع الدخول لهذه البيانات، وكيف ستستخدم، وما هي التكنولوجيا التي تبني الموقع؟ يجب ن تأخذ الدولة حماية بيانات الناس بجدية مثلها مثل أي سر من أسرار الدولة. مع الأسف لم نتمكن من إرساله حتّى الآن بسبب خلل تقني في موقع الوزارة.”
وبكل حال، السماح المغتربين/ات اللبنانيين/ات من الاقتراع لأوّل مرّة هي مبادرة أطلقها الوزير جبران باسيل على أمل النجاح في تغيير الوضع السياسي في لبنان.
كتبت هذا المقال الاستشارية في مجال التسويق الرقمي، شذى وهبي، مع بعض الإضافات من منظّمة SMEX. لقراءة الصيغة الأصليّة باللغة الإنكليزيّة، يرجى زيارة موقعها على الويب.
نصّ كتاب SMEX لوزارة الخارجية والمغتربين: