تعاملت “منصة دعم السلامة الرقمية” من “سمكس” مع 133 تهديدٍ رقمي شهر أيار/مايو الماضي، تنوّعت بين تعليق حسابات، وعنفٍ إلكتروني، وابتزاز جنسي، ورقابةٍ على المحتوى، وغيرها من الحالات. كما وصلت الشكاوى من دول منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا وجميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة.
وصل العدد الأكبر من الشكاوى من لبنان إذ وثّقت المنصّة 45 حالة، كان أغلبها عبارةً عن تعليق حسابات “واتساب” التي يشارك أًصحابها كأعضاء في مجموعاتٍ تنقل أخبار الحرب في جنوب لبنان وغزّة. على صعيدٍ آخر، ساهمت المنصّة في إزالة منشوراتٍ تحريضيّة تجرّم ناشطين/ات وتحثّ على اعتقالتهم/ن وسحلهم/ن.
تشارك لبنان هذه الحالات مع فلسطين التي زاد فيها معدّل تعليق الحسابات والأنشطة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تستعر الحرب الإلكترونيّة التي تعصف بالمساحات الإلكترونية الداعمة للسردية الفلسطينية، بالتوازي مع العدوان العسكري على غزّة. وقد تعاملت “منصة دعم السلامة الرقمية” مع قمعٍ مارسته “شركة ميتا”، من خلال الإشراف المبالغ فيه على المحتوى الفلسطيني، نتج عنه حذفٌ للمنشورات وتعليقٌ للحسابات. كما تواصل عشرات الصحافيين/ات مع المنصة بعد أن منعوا عن ممارسة نشاطهم/ن الرقميّ فجأة عبر ، أو بعد أن وصلتهم/ن روابط تصيّد من جهاتٍ مختلفة لقرصنة حساباتهم/ن واختراق أجهزتهم/ن.
أمّا في تونس، تصاعدت حدّة موجة القمع التي تستهدف المجموعات والأفراد المدافعين عن حقوق اللاجئين/ات والمهاجرين/ات، والتي وقع ضحيّتها بالفعل صحافيون/ات وناشطون/ات ومحامون/ات. وقد ساعدت “منصة دعم السالمة الرقمية” ضحايا هذه الممارسات التي تستمدّ شرعيّتها من المرسوم عدد 54 لسنة 2022 المتعلّق بالجرائم الإلكترونية، من خلال استرجاع حساباتهم/ن بعد تعليقها بشكلٍ تعسّفي، وقدّمت لهم/ن الدعم اللوجستي خلال فترة وبعد اعتقالهم/ن.
تقول مسؤولة وحدة التكنولوجيا في “سمكس”، سمر حلال، إنّ “المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة يتغيّر بشكلٍ مقلق في ظلّ تصاعد مظاهر القمع، والدليل على ذلك تزايد الاعتقالات السياسية في العديد من البلدان، واستخدام وسائل التواصل والملفات الشخصية على الإنترنت لاستهداف الناشطين وتجريمهم/ن وإسكاتهم/ن”.
“يجد الناشطون والصحافيون/ات في الإنترنت مساحةً لرفع أصواتهم/ن، لهذا يتمّ استهدافهم/ن. مع الأسف، بات سهلاً الآن خلق أسبابٍ من العدم لملاحقتهم وسجنهم على خلفيّة منشورٍ أو إعجابٍٍ بسيط”، تضيف حلال.
كتوجّهٍ عام في المنطقة، أظهرت إحصاءات “منصّة دعم السلامة الرقمية” أنّ حالات الابتزاز الجنسي في تصاعدٍ مقلق، خاصة تلك التي تستهدف أفراد مجتمع الميم عين. كما كان الصحافيون/ات والناشطون/ات أبرز الفئات المستهدفة خلال الشهر الماضي، ولعلّ الهجمات التي استهدفت العاملين/ات في منظّمات المجتمع المدني في الأردن نموذجٌ واضح عن ذلك، بحسب إحصاءات المنصّة.
تعليقاً على هذه الظاهرة، تشير حلال إلى أنّه “عادةً ما تواجه الفئات المستهدفة مثل الناشطين/ات والصحافيين/ات إشرافاً مبالغاً فيه على المحتوى، ورقابةً خانقة، وعوائق تطمس أصواتهم مثل الحظر المظلّل، وتعليق الحسابات، وتقييد الأنشطة الإلكترونية كالبث المباشر، والنشر، ووصوليّة المحتوى”. لذلك، حرصت المنصّة على تقديم نصائح وإرشادات للمستخدمين/ات حول كيفية الحفاظ على وجودهم/ن وسلامتهم/ن الرقميّين.
تساعد “منصّة دعم السلامة الرقمية”، مجاناً، الناشطين/ات والصحافيين/ات والفئات المهمّشة والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان الذين يواجهون حوادث تتعلّق بالأمن السيبراني وحالات تهديد عبر الإنترنت في غرب آسيا وشمال أفريقيا.
في حال تعرّضتم/ن لأي هجوم رقمي، يمكنكم/ن دائماً التواصل مع المنصّة من الساعة 9:00 صباحاً حتى 9:00 مساءً بتوقيت بيروت عبر:
- ”سيغنال”/”واتساب”
0096181633133 - البريد الإلكتروني: helpdesk@smex.org
كونوا بأمان دائماً!