شهد شهر حزيران/يونيو الماضي ارتفاعاً في عدد حالات تعليق الحسابات والأنشطة التي تلقّتها “منصّة دعم السلامة الرقميّة” في “سمكس”، مشكّلةً 38% من إجمالي أِشكال العنف الإلكتروني التي تعاملت معها المنصّة.
وبالنّظر إلى السياق السياسي والأمنيّ الحالي في المنطقة، منذ بدء العدوان الإسرائيليّ على فلسطين ولبنان، يظهر تحيّز بعض منصّات التواصل مجدداً، وهي التي عمدت إلى إزالة المنشورات الداعمة للقضية الفلسطينيّة، وفرض حظرٍ على بعض الكلمات العربيّة من دون أيّ مسوّغات منطقيّة.
تواتر اسم “واتساب” خلال الشهر الماضي بشكلٍ ملحوظ، وهذا بسبب تعليق حسابات الناشطين/ات والصحافيين/ات العاملين/ات في مناطق جنوب لبنان، أو المشاركين/ات كأعضاء في مجموعاتٍ إخبارية تنقل ما يجري في غزّة ولبنان، أو الأفراد المقيمين/ات في جنوب لبنان ببساطة. وما زال السبب الحقيقيّ وراء هذا التوجّه غير واضح، لأنّ في أيِّ من هذه الحالات، لم يخالف المستخدمون/ات شروط وإرشادات شركة “ميتا” المالكة لـ”واتساب”، ما يدلّ على تقصّد الشركة ممارسة نوعٍ من التضييق على حرية التعبير واستهداف الأفراد بناءً على آرائهم/ن وأماكن تواجدهم/ن.
في هذا السياق، يقول أحد أعضاء فريق “منصّة دعم السلامة الرقميّة إنّ “المساحات المدنية الإلكترونية آخذة بالتقلّض في مختلف المنصّات في منطقة جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا، كما يتمّ استخدامها كأداةٍ لفرض مزيد من القمع، الذي بات يحدث الآن بشكلٍ علنيّ”.
ننتقل إلى أفريقيا، حيث كان للسودان حصّةٌ من القمع الإلكتروني أيضاً، إذ أغلقت حسابات “فيسبوك” الخاصة بوسائل الإعلام والصحافيين/ات الذين ينقلون الإبادة الجارية في السودان، بذريعة أنّها تنتهك إرشادات المجتمع التي تتبنّاها الشركة. ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدّت حتى الآن إلى مقتل نحو 15 ألف شخص ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ بحسب تقارير للأمم المتحدة. كما دمّرت المعارك البنية التحتيّة للبلاد، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
بلغ إجمالي عدد الحالات التي تعاملت معها “منصّة دعم السلامة الرقميّة” في حزيران/يونيو الماضي 132 حالة، مع 51 منها في غزّة فقط، بسبب سياسات الإشراف على المحتوى المجحفة التي تتبعها شركة “ميتا”.
لاحظت “منصّة دعم السلامة الرقميّة” تصاعداً في معدّلات العنف الإلكتروني القائم على النوع الاجتماعي، إذ كان النساء ضحايا 41% من الحالات، التي كانت عبارةً عن ابتزازٍ جنسيّ، أو تنمّرٍ إلكترونيّ، أو خطاب كراهية، وغيرها من أشكال العنف الرقميّ.
أما سائر الحالات التي وصلت إلى المنصّة من مختلف دول منطقتنا وبعض الدول الأوروبية، فتنوّعت بين إساءاتٍ إلكترونيّة، ورقابة على المحتوى، وحساباتٍ مخترقة، فضلاً عن طلبات الاستشارة والدعم التي لبّاها فريق المنصّة.
من اليمن، تواصل صحافيٌّ مع “منصّة دعم السلامة الرقميّة”، لتجري تحليلاً جنائياً كاملاً لأجهزته بما يضمن سلامتها وخلوّها من أيّ علامات اختراقٍ أو تجسّس، كما قدّمت له مجموعةً من إرشادات السلامة التي ينبغي اتباعها للوقاية من أيّ تهديدات رقميّة محتملة قد يتعرّض إليها.
على صعيد منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا بصورةٍ عامّة، ارتفعت وتيرة اختراق الحسابات عن طريق تقنيات الهندسة الاجتماعيّة. في مساحات “فيسبوك”، لجأ المهاجمون إلى اختراق الحسابات، ثم الشروع بنشر محتوى غير لائق يخالف إرشادات الشركة، مما أدّى في نهاية المطاف إلى تعليق الحسابات المستهدفة.
تساعد “منصّة دعم السلامة الرقمية”، مجاناً، الناشطين/ات والصحافيين/ات والفئات المهمّشة والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان الذين يواجهون حوادث تتعلّق بالأمن السيبراني وحالات تهديد عبر الإنترنت في غرب آسيا وشمال أفريقيا.
في حال تعرّضتم/ن لأي هجوم رقمي، يمكنكم/ن دائماً التواصل مع المنصّة طيلة أيام الأسبوع عبر:
- ”سيغنال”/”واتساب”
0096181633133 - البريد الإلكتروني: helpdesk@smex.org
كونوا بأمانٍ دائماً!