قُطعت شبكة الإنترنت والاتصالات والكهرباء بشكلٍ كامل يوم الجمعة الماضي عن محافظة السويداء السورية، بالتزامن مع الهجوم الذي بدأ على المحافظة في 13 تموز/يوليو وما زال مستمرّاً حتى الساعة، مسفراً عن مقتل المئات.
وأعلنت وزارة الاتصالات والتقانة السورية، الأحد، أنّ الانقطاعات المتكررة في شبكة الاتصالات والإنترنت التي تشهدها السويداء تعود إلى “تحديات تقنية ولوجستية”، أبرزها نقص حاد في الوقود الضروري لتشغيل المعدات الفنية في المقاسم الهاتفية وأبراج الاتصالات الخلوية، بالإضافة إلى صعوبة إيصال كميات وقود جديدة.
وأضاف البيان أنّ الوزارة “اتخذت سلسلة من الإجراءات العاجلة بهدف استعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن”، مشيراً إلى محاولة لتزويد الوقود على الأرض من قبل فريق متخصص، إلا أنها كانت محاولات “فاشلة”.
من جهة أخرى، أكّد بعض السكّان من السويداء في حديثٍ مع “سمكس” أنّ “قطع الانترنت جزء من الهجوم الذي حصل”. وفاقم قطع الإنترنت والاتصالات في السويداء من حدّة الأزمة، إذ منع المدنيين/ات والجرحى من التواصل فيما بينهم/ن والاطمئنان عن بعضهم، ومواكبة آخر المستجدّات حتى.
وانتشرت الأخبار الكاذبة والمضلّلة حول الأحداث بوتيرة مرتفعة، خاصّة على منصّتي “إكس” و”تيك توك”، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو والصور المفبركة أو القديمة. ورصدت وكالة “سند” للتحقق الإخباري في شبكة “الجزيرة” أكثر من 10 ادعاءات مضللة خلال 48 ساعة فقط، انتشرت على نطاق واسع عبر المنصات العربيّة.
من جهته، قال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، في منشورٍ على “إكس”، إنّ “نحو 300 ألف حساب فاعل تعمل على نشر محتوى مضلل يتوزّعون على 4 دول رئيسية”، مشيراً إلى أنّ الوزارة بلّغت في الأيام الأخيرة عن 10 آلاف من هذه الحسابات في اليوم الواحد. ولكن، يقول متابعون لـ”سمكس” إنّ “الأخبار الزائفة انتشرت بشكلٍ كبير على جميع منصات التواصل من داخل وخارج سوريا، والعديد منها يأتي عن طريق ما يُسمى بـ”الإعلاميين السوريين” الذين دخلوا مع الهجوم على المدنيين.
وبحسب ما كشفه ناشطون/ات ومدنيّون مقيمون في السويداء لـ”سمكس”، تعرّض العشرات للخطف، منهم الكثير من النساء، وجرى الاستحواذ على أجهزتهم/ن وابتزازهم طلباً للمال، كما يعمل محرّضون على إنشاء مجموعاتٍ لنشر معلوماتٍ شخصية عن أفراد محدّدين والتحريض عليهم/ن، أغلبهم من النساء.
تطالب “سمكس” باحترام حقوق المواطنين/ات والامتناع عن قطع الإنترنت، لما لذلك من أضرار اقتصادية كبيرة وانتهاك لحقوق الإنسان والقوانين التي ترعى حق الجميع بالاتصال والوصول إلى المعلومة، خاصّة خلال الاضطرابات والأزمات. وقد أبلغ “سمكس” شهود عيان في السويداء عن عدم قدرة الناس على الاطمئنان على ذويهم/ن أو طلب المساعدة لإسعاف الجرحى أو إخلاء المناطق الخطرة.
نذكّركم أنّ “منصّة دعم السلامة الرقميّة” في “سمكس” جاهزة دائماً لتقدّم لكم/ن الدعم في حال تعرّضكم/ن لأيّ نوعٍ من العنف الرقمي. يستطيع فريقنا تقديم نصائح وإرشادات ستساعدكم/ن على تعزيز أمنكم/ن الرقمي، بالإضافة إلى التواصل مع منصّات التواصل لحذف المحتوى المسيء وأرشفته لاستخدامه قانونياً من قبل منظمات حقوقيّة.
*يمكنكم/ن دائماً التواصل مع منصّة دعم السلامة الرقميّة عبر:
واتساب أو سيغنال: 0096181633133 (رسالة نصية أو صوتية)
البريد الإلكتروني: helpdesk@smex.org
كونوا بأمان!
الصورة الرئيسية من AFP.