“متعقب التحرش” يرصد بعض حالات التحرش (لقطة عن الموقع).
أصبح التحرش في الاونة الاخيرة ظاهرة يومية دفعت العديد من الناشطين والناشطات في الشؤون النسوية في العديد من الدول العربية (مثل مصر، وفلسطين، واليمن) الى القيام بمبادرات تهدف الى الحشد الجماعي لجمع المعلومات من ضحايا التحرش والشهود على تلك حوادث.
أجرينا مقابلة مع ناي الراعي، احدى مؤسسي موقع “متعقب التحرش” الذي يعرّف عن نفسه بأنه مبادرة تعمل من أجل القضاء على حالة اعتياد وتقبّل المجتمع لظاهرة التحرّش والاعتداء الجنسي فى لبنان. نعرض المقابلة هنا بطريقة سؤال وجواب:
- كيف بدأت فكرة “متعقب التحرش”؟
إن ما تتعرض له النساء يومياً من حوادث تحرش دفعنا نحن كمجموعة من ثلاث نساء (ناي الراعي، وميرا المير، وساندرا حسن) ناشطات في قضايا نسوية واجتماعية الى القيام بهذه المبادرة. “متعقب التحرش” هي مبادرة ليست الاولى من نوعها التي تسلط الضوء على مشكلة التحرش الجنسي، فقد سبقتها مبادرة مثيلة منذ 4 سنوات في لبنان لكنها لم تستمر. كما أن نجاح مبادرة مصر لعب دور اساسي في إعطاءنا الدفع لإنشاء “متعقب التحرش”.
- ما الطريقة التي يعمل بها “متعقب التحرش”؟
“متعقب التحرش” هي مبادرة جديدة عبر الانترنت تضم خريطة تفاعلية لتعقب حوادث التحرش في المدن، يمكن للنساء التي تعرضن للتحرش او للشهود على الحادثة الابلاغ عن واقعة التحرش من خلال تعبئة استمارة يحددن فيها المكان الذي حصل فيه التحرش ومواصفات المتحرش، ومن سوف تظهر هذه المعلومات على الخريطة الموجودة في الموقع لتحذير النساء من الاماكن التي تتواجد فيها نسبة تحرش عالية.
- ما هو الهدف وراء “متعقب التحرش”؟
لمتعقب التحرش اهداف على المدى القريب والبعيد، تتمثل الاهداف قريبة المدى في جمع شهادات ودلائل يومية تساعدنا في حملات مناصرة المرأة وتمكننا من الضغط على الاجهزة الامنية في تحقيق مطالبنا. اما الاهداف بعيدة المدى فهي فتح مجال للنقاش بشكل علني حول موضوع التحرش بالاضافة الى نشر الوعي حول التعريف والمفهوم الصحيح للتحرش بعيداً عن الخرافات السائدة في المجتمع، والتي عادة ما تجد تبريرات ذكورية تبعد هذه القضية عن النقاش أمام الرأي العام.
- ما هي التحديات التي تواجهونها؟
التحدي الاكبر الذي نواجهه هو ان الانترنت ليس متاحاً لجميع النساء وبالتالي الكثير لن يستطعن الابلاغ عن حوادث التحرش التي يتعرضن لها.
- هل تفكرون في تطوير الموقع وجعله يستقبل الابلاغ عبر رسائل الهاتف القصيرة كما في مبادرة مصر؟
في الوقت الحالي نعمل على توثيف حالات الحرش وجمع البيانات التي سوف تساعدنا في حملة مناصرة القضية، ولكننا نتتطلع الى تطوير تطبيق عبر الهاتف يسمح بالابلاغ عن حالات التحرش نظرا لسهولة استخدام تطبيقات الهاتف وشعبيتها.
- كيف تروجون لمبادراتكم؟
في الحقيقة نحن نعمل مع جمعيات تعمل على الارض لمناصرة قضايا المرأة وهي التي تقوم بالترويج لهذه الفكرة بين النساء، كما أننا استطعنا الوصول للكثير من النساء من خلال صفحتنا على الفيسبوك. في اسبوع واحد سجلنا 20 ابلاغ لحالات تحرش في بيروت مما يدل على بدء انتشار “متعقب التحرش” بين شريحة كبيرة من النساء.