يشهد العراق انقطاعاً كلياً في اتصالات الإنترنت منذ الساعة 5 بعد ظهر يوم الأربعاء 2 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بعد ساعات على حجب خدمات فيسبوك وتويتر وواتساب وإنستغرام، وغيرها من تطبيقات التواصل.
جاء ذلك على خلفية التظاهرات والاحتجاجات التي بدأت قبل أيام للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص العمل ومكافحة الفساد، وأعقبتها تظاهرة كبرى في الأول من أكتوبر في العاصمة بغداد وغيرها من المدن. وتشهد هذه الاحتجاجات مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين حيث ارتفع عدد القتلى منذ بداية الاحتجاجات ارتفع إلى 18 قتيلاً، وذلك بعد مقتل 11 شخصاً ليلة أمس في تظاهرات في مدن جنوب العراق، حسبما أوردت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر طبية ومصدر في الشرطة.
بدأت عملية قطع للإنترنت مع بعض المنصات المحدّدة قبل أن تتوسّع لشمل معظم البلاد ما عدا المناطق ذات الحكم الذاتي (إقليم كردستان) عند الساعة 7:30 من مساء يوم أمس الأربعاء. وكانت بدأت عرقلة الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي خلال يوم الأربعاء بعد الأخبار التي انتشرت على وسائل التواصل والتي تفيد بسقوط قتلى وجرحى خلال الاحتجاجات، وذلك عن طريق حجب سيرفرات توصيل المحتوى CDN لهذه الخدمات.
وتُظهر بيانات “نت بلوكس” (NetBlocks) أنّ هذه الخدمات قُطعت عن عمد من قبل الشركات المشغلة للاتصالات في العراق، مثل “إيرث لنك” (Earthlink) و”آسيا سل” (Asiacell) و”زين” (Zain)، مثلما كان يحصل في السابق عند قطع الاتصالات تزامناً مع أي حدث وطني.
بعض النصائح المفيدة عند حجب الخدمات وانقطاع الإنترنت
في حال انقطاع الإنترنت كلياً كما حصل في العراق، ينصح الخبراء الذين وضعوا دليلاً ونشرته “سمكس” على جزئين باستخدام تطبيقات مراسلة معماة لا تعتمد على الاتصال بالإنترنت، مثل تطبيق “برَيار” (Briar) المتوفر على “أندرويد”، وتطبيق “بريدجيفاي” (Bridgefy) المتوفر على iOS و“أندرويد”.
وفي حال وجود اتصال بالإنترنت ولكن ثمّة بعض الخدمات والمواقع المحجوبة، يمكن يمكن استخدام بعض الأدوات لتجاوز الحجب والوصول إليها، عن طريق بعض الأدوات مثل “الشبكة الافتراضية الخاصة” (VPN) والبروكسي (Proxy)، مثل “سايفون” (Psiphon) المجاني، و“رايزاب” (Rise Up)، و“بروتون” (Proton VPN) وغيرها.
ومن النصائح العامة لمواجهة الاستهداف الرقمي خلال التظاهرات والاحتجاجات، وفقاً للدليل الذي كتبه مجموعة من الخبراء المتطوّعين: الوقاية من البرمجيات الخبيثة، ووضع كلمة مرور قوية للهاتف، وكلمة مرور قوية للحسابات الشخصية، وتفعيل خاصية التحقّق بخطوتين، وتخزين الملفات بطريقة معماة، واستخدام تطبيقات للمراسلة الآمنة، وغيرها.
وبالنسبة إلى التوثيق خلال فترات قطع الإنترنت، لفت المدرب المتخصص في شؤون الأمن الرقمي، محمد المسقطي، في تدوينة تتضمّن نصائح للحماية الرقمية، إلى أنّه يمكن استخدام خدمة “ميغا” (Mega) لنسخ الصور والفيديو في مكان آمن يمكن الوصول إليه لاحقاً.
ويمكن أيضاً الاستعانة بخاصية التغريد باستخدام الرسائل النصية القصيرة التي توفرها تويتر، بحيث يمكن إرسال التغريدات إلى رقم لتُنشر على حسابك على تويتر حتى من دون إنترنت، بحسب صفحة “التقنية من أجل السلام”.
الوصول إلى الإنترنت والمعلومات حق من حقوق الإنسان
تستمرّ البلدان العربية مثل مصر والسودان والعراق في قطع الإنترنت عند كل حدث وطني مثل الانتخابات والاحتجاجات وحتى الامتحانات.
تطالب “سمكس” باحترام حقوق المواطنين والمستخدمين والامتناع عن قطع الإنترنت، لما لذلك من أضرار اقتصادية وإنسانية. #لا_لقطع_الاتصالات لأنّ ذلك يهدّد سلامة العراقيين وإمكانية وصولهم إلى خدمات الطوارئ، خصوصاً خلال المظاهرات والاحتجاجات. كما أنّ قطع الإنترنت يحدّ أيضاً من حرّية التعبير، ويسهّل التعتيم على القوات الحكومية ارتكاب الانتهاكات.
ويدعو “المرصد العراقي لحقوق الإنسان”، و”الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي” (INSM)، و”مركز الخليج لحقوق الإنسان”، ومنظمة “فرونت لاين ديفندرز”، و”مركز القلم” في العراق، الحكومة العراقية إلى احترام الحقوق المدنية والإنسانية لجميع المواطنين في العراق وضمان حماية حقهم في التظاهر السلمي في أنحاء البلاد واحترام الحق في الوصول إلى الإنترنت والمعلومات.
(الصورة الرئيسية من تويتر)