صورة لحساب مزيّف (facebook).
تنتشر مؤخراً في عالمنا العربي ظاهرة الابتزاز الجنسي على الإنترنت او ما يعرف بالsextortion. تقوم هذه الظاهرة على استغلال الذكور تحديداً وتهديدهم للحصول على المال.
تبدأ العملية بشكل بسيط حين تستقبلون طلب صداقة من حساب يدعي انه لفتاة جميلة على موقع فيسبوك، وبعد قبول الصداقة وبعد حوارٍ لا يطول عن دقائق قليلة، يطلب منكم متابعة الحديث عبر سكايب وهنا الفخ الحقيقي، حيث تظنون أنكم تتحدثون إلى الفتاة التي اضافتكم على فيسبوك، ولكن بالفعل أنتم تتحدثون إلى مشهد مركب من فيلم إباحي حتى تقعوا في الفخ، ومن ثم تدعوكم الفتاة عبر الدردشة المكتوبة أن تخلعوا ثيابكم، وأن تقوموا بنشاطات جنسية. في هذه الاثناء، يتم تسجيل كل ما تفعلونه على الكاميرا، وحالما تنتهي المحادثة المفبركة، يتم ارسال رابط يتضمّن الفيلم الذي تم تصويره لكم عبر موقع “يوتيوب”. ويطلب منكم ارسال مبلغ أقله ١٠٠٠ دولار أمريكي وإلا سيُرسل الرابط الى جميع أصدقائكم وعائلاتكم على فيسبوك (والتي قد يكون حصلت عليها هذه العصابة من خلال خصوصيتكم الضعيفة).
ولأن هذا الفيديو قد يعتبر فضيحة كبيرة، فإن الشخص الضحية عادة ما يستجيب لطلبات هذه العصابة ويرسل لهم المبلغ، الأمر الذي يدفع العصابة للطمع أكثر وبالتالي السير بمزيد من التهديدات.
ولكن كيف حدث هذا؟ أين يكمن الخطأ؟ وكيف يمكن تجنب هذه الظاهرة؟
من المهم جداً أن تفكروا قليلاً عندما يتم اضافتكم على فيسبوك، وتطرحوا بعض الاسئلة على أنفسكم: هل تعرفون هذه الفتاة؟ هل هي شخصٌ حقيقي؟ هل اسمها طبيعي؟ هل لديكم أصدقاء مشتركين، وهل لديها أصدقاء؟ هل حركة حسابها على فيسبوك تدل على انها شخصية حقيقية؟ ستساعد هذه الأسئلة لتحديد إجابتكم.
أيضاً، تذكروا المثل العربي الشائع: الوقاية خير من الف علاج. لذلك، لا تقبلوا صداقة اشخاص لا تعرفوهم، او لا تقبلوا صداقة اشخاص لا تعرفوا عنهم شيء، لأن الوقوع بالفخ يكمن في قبول صداقة فقط.
حسناُ، ماذا لو تعرضتم لاستغلال جنسي من هذا النوع؟ ما الذي يجب فعله؟
لا تدفعوا المال، وأخرجوا عن الحياة الافتراضية لمدة أسبوع أو أكثر، واقطعوا أي وسيلة إتصال مع الشخص أو العصابة. فطريقة عملهم تعتمد على رمي الشبكة، والشخص الذي يدفع المال أول مرة يلفت نظرهم أكثر، ولا يقف التهديد طبعاً، ويطلبوا مال اكتر واكتر.
ليس لدينا حل تقني او قانوني سحري وحاسم لإيقاف هكذا أعمال خبيثة. عقدة المشكلة مجتمعية، وتتطلب تربية جنسية وتقنية على حد سواء، لكنها للأسف مفقودة في مجتمعنا.