صورة تم تداولها على مواقع الإعلام الاجتماعي تقارن سرعة مزوّد خدمة الإنترنت، يمن نت، بسرعة السلحفاة. 4 كانون الأول/ديسمبر 2012.
ليلة الخميس، قامت مجموعة الحوثيين المسيطرة على معظم صنعاء منذ العام 2015، بقطع الإنترنت بشكل كامل لمدة قاربت 30 دقيقة. في نفس اليوم، اتّخذت هذه المجموعة إجراءات لإعاقة وحدّ الوصول إلى الإنترنت للمرّة الثانية خلال الأسبوع ذاته. هذه الإجراءات تخترق الحقوق المبدئية لليمنيين/ات في حرّية التعبير والوصول إلى المعلومات. قطع الإنترنت المتكرّر يجعل تواصل المواطنين/ات أمراً صعباً ويهدّد الحال الهشّة لحرّية الصحافة في اليمن، الّذي تدور فيه رحى حربٍ دمويّة منذ العام 2014.
لوزارة الإعلام التي يسيطر عليها الحوثيّون تاريخ في بسط السيطرة على الإنترنت. عندما استولى الحوثيّون عليها في العام 2015، قاموا بحجب عدّة مواقع إخباريّة، وحجبوا الإنترنت بشكل مؤقّت في عدن. أعاد الحوثيون التكتيك ذاته الليلة الماضية، حيث قامت شركة يمن نت، مزوّد خدمة الإنترنت الوحيد في اليمن، بحجب الإنترنت في اليمن لحوالي نصف ساعة بين الساعة 10 والساعة 11 ليلاً (ت.ع.م +3) سابقاً في هذا الأسبوع، استهدف الحوثيون مواقعاً إخبارية، تحديداً تلك المرتبطة بحزب المؤتمر الشعبي، حزب الرئيس السابق الذي لقى حتفه مؤخّراً، علي عبدالله صالح، مثل موقع الخبر، بحسب فهمي الباحث، رئيس منظّمة مجتمع الإنترنت في اليمن المقيم حالياً في عدن.
قبل قطع الإنترنت يوم الخميس، كان الحوثيّون يخفضون عن قصد، سرعة الإنترنت في اليمن، بحسب عدّة مصادر على الويب، احتجّت من بطء الإنترنت الملحوظ. وليد السقّاف، أحد مؤسّسي منظّمة مجتمع الإنترنت وأمينها، أخبر SMEX أن شركة يمن نت تقوم بذلك بشكل متكرّر وأن هذه الممارسة استمرّت خلال فترتي قطع الإنترنت.
قبيل قطع الإنترنت، لم يكن مستخدمو/ات الإنترنت قادرين على الوصول إلى منصات الإعلام الاجتماعي وأدوات الاتّصال التي يعتمدون عليها للوصول إلى المعلومات والتواصل مع بعضهم البعض بعد قيام يمن نت بحجب فيسبوك، تويتر، تيليجرام، وواتساب. رغم أنّ قطع الإنترنت يومي السبت والخميس كانا أشدّ هجومين على مواقع الإعلام الإعلام الاجتماعي، كان الحوثيون قد حجبوا تيليجرام واستخدموا فلتر تحم بعرض النطاق لمنع الملتيميديا من العرض. بخصوص توقيت قطع الانترنت، قال السقّاف أن ما حدث يوم الخميس كان متعلقاً بانتشار مقاطع فيديو تظهر الفظائع الّتي يرتكبها الحوثيون. أوّل تقييد للإنترنت حدث في الثاني من كانون الأوّل/ديسمبر، ثلاثة أيّام بعد الاشتباكات العنيفة في صنعاء بين الحوثيّين والقوّات المؤيّدة لصالح، الحليف السابق للحوثييّين والّذي لقي حتفه على أيديهم في الرابع من كانون الأوّل/ديسمبر.
العديد من اليمنيّين ممّن تحدّثوا إلى SMEX قالوا بأنهم غير قادرين على الوصول إلى منصّات التواصل الاجتماعي بدون شبكة خاصّة افتراضيّة VPN، ما يمكّن المستخدمين/ات من تجنّب فلترة الإنترنت وقيود أخرى قد تفرض على الاتّصال. لكن بطبيعة الحال، التخفيض المتعمّد لسرعة الإنترنت يحظر المستخدمين/ات من تنزيل الـ VPN من تطبيقات كـ Google Play، وهو أمرٌ حرج خصوصاً أن يمن نت قامت أيضاً بحجب الكثير من صفحات تنزيل برامج VPN. اليمنيّون/ات ممّن يملكون برنامج تور من قبل، وهو برنامج تصفّح مجّاني يسمح لمستخدمي/ات الإنترنت بإخفاء موقعهم وتصفح الويب بشكل خفيّ، تمكّنوا من الوصول إلى المواقع المحجوبة. السقّاف أوضح أن اليمنيّين/ات يستخدمون بشكل أساسي برنامج سايفون، برنامج آخر مفتوح المصدر للالتفاف على الحجب، لكن معظم هذه الأدوات قد تكون متاحة فقط لمن قاموا بتحميلها قبل هذا التقييد على الإنترنت. تطبيق سيجنال، وهو تطبيق مجاني للمراسلة الآمنة، يعمل بشكل طبيعيّ، بحسب الصحفي حافظ البكاري.
الوضع المتدهور لحرّية الصحافة
حجب المواقع الإخباريّة ومنصّات الإعلام الاجتماعي، يأتي في خضمّ هجمات جديدة على الصحافيّين/ات. يوم السبت، أطلق الحوثيّون قنابل متفجّرة على مقر قناة اليمن اليوم الموالية لصالح، واحتجزت 41 صحفيّاً/ةً وعاملاً/ةً في مجال الإعلام. في تشرين الأوّل/أكتوبر، أعلنت وزارة الإعلام عدم قانونيّة أي عمل صحفي على الويب ما لم يكن مصرّحاً به، مما لا يعيق عملية تغطية الصحفيين/ات المحلّيين/ات للحرب فقط، بل يقيّض أيضاً نشر النشطاء والناشطات للمحتوى على صفحات الإعلام الاجتماعي العامّة. مناخ العدائية ضد الصحافيّين/ات في اليمن يسبق انبثاق الحوثيين. قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء، كان الصحافيّون/ات الأجانب يطردون باستمرار من الدولة بسبب تحدّيهم للرواية الرسمية للأحداث في اليمن. في آب/أغسطس 2017، فرض التحالف الّذي تقوده السعوديّة إجراءاتٍ ثقيلة وخطيرة ومكلفة لمنع الصحفيين/ات من الدخول إلى اليمن لتغطية الحصار القاتل وحملات القصف التي يقوم بها التحالف. الإجراءات الجديدة جعلت تغطية الصحفيّين/ات للأزمة الإنسانية في اليمن أمراً شبه مستحيل.
قطع الإنترنت المتعمّد من قبل الحوثيين سيجعل من الصعب جداً على الصحفيّين/ات اليمنيّين/ات التواصل إرسال موادهم من الميدان إلى العالم. قطع الإنترنت طويل الأمد والكامل سيشكّل خطراً على سلامة اليمنيّين/ات ممن قد يحرمون من وسائل التواصل الجوهرية لتمكينهم من تلقّي ونشر المعلومات والتواصل مع خدمات الطوارئ في وقت الحرب.
هذا المقال من ترجمة آسر خطّاب.
ملاحظة المحرّرة: مستخدمو/ات الإنترنت في اليمن، ممّن لا يمكنهم تحميل متصفح تور، يمكنهم إرسال طلب للحصول عليه عبر البريد الإلكتروني. يمكن إرسال الطلب إلى gettor@torproject.org مع ملاحظة توضّح ما هو نظام التشغيل. للمزيد من المعلومات يرجى زيارة https://gettor.torproject.org.