“مع قطع الإنترنت، أشعر بأنّني سجين، ومحتقر من طرف الحكومة وشركات الاتصال التعيسة.. الله ينتقم منكم يا فشلة”. هذه كانت الطريقة التي عبّر فيها الصحافي الموريتاني السالك زايد على صفحته على فيسبوك عن انزعاجه من قطع الإنترنت في البلاد.
تشهد موريتانيا، منذ 23 حزيران/يونيو، قطعاً للإنترنت الجوال (الجيل الثالث) مع الإبقاء على خدمة إنترنت الخطوط الثابتة (DSL). وجاء ذلك على خلفية الجدل حول إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، حيث حدثت بعض الاحتجاجات بعد اتهامات للسلطة الحاكمة بتزوير نتائجها.
جاء القرار بقطع الإنترنت بأوامر من وزارة الداخلية، وهذه ليست أول مرة يُقطع فيها الإنترنت الجوال في موريتانيا، ففي السنوات الماضية دأبت السلطات الموريتانية على إصدار أوامر لشركات الاتصال بقطع الإنترنت خلال امتحانات البكالوريا وشهادة ختم الدروس الإعدادية. وفي كلّ مرّة كان الإنترنت يُقطع من دون تبرير ومع تجاهل لمصالح المواطنين الاقتصادية وحقّهم في إنترنت حرّ.
وتسبّب هذا القطع في حالة من القلق بين المواطنين الموريتانيين، خصوصاً في دول المهجر، حيث فقدوا الاتصال بذويهم في الداخل الذي تخرج منه بعض الأخبار التي تفيد بتصاعد الاحتجاجات.
واعتبر الناشطون في موريتانيا أن قطع الإنترنت هذا محاولة لحجب الأصوات المعارضة، وقالوا إنّه يُعدّ انتهاكاً لحقّ الإنسان الموريتاني في الحصول على إنترنت حرّ غير مقيد، واعتبروا أنّ ما يحدث يُعتبر خنقاً صارخاً للحريات في موريتانيا لأنّ الأنترنت حقّ أصيل من حقوق الإنسان.
وندّدت “حملة الحريات في موريتانيا” بالقرار في بيان قالت فيه: “ندين هذا التعسّف والظلم، ونطالب بوقفه فوراً، ووقف كل أشكال كبت الحريات في موريتانيا.ونهيب بكل القوى الحية المهتمة بالحريات في موريتانيا أن تتحمّل مسؤوليتها تجاه هذا الواقع”.
ويُذكر أنّ موريتانيا شهدت في السنوات الأخيرة حالة من الانقسام والقمع، حيث سُجل عدد من قضايا السجن بسبب النشر على الإنترنت، وتراجع تقيم البلاد نحو 22 نقطة في تقييم مراسلين بلا حدود هذه السنة، بالإضافة إلى صدور قانون متعلق بالجريمة السيبرانية في السنوات الأخيرة وصفه بعض الناشطين بالمجحف والظالم.
الصورة الرئيسية من أحمد ولد جدو – وقفة أمام السجن المدني في العاصمة الموريتانية نواكشوط للمطالبة بإطلاق سراح الناشطين عبد الرحمن ودادي والشيخ ولد جدو في 29 أيار/مايو 2019.
—————————————————————————————————————————————–
أحمد ولد جدو: مدوّن وكاتب موريتاني يعمل في مجال الصحافة ومهتم بحرية التعبير والحقوق الرقمية.