عندما اقتحم المستوطنون الإسرائيليّون وقوّات الشرطة الإسرائيلية حيّ الشيخ جرّاح، لجأ النشطاء والمواطنون/ات الفلسطينيّون/ات إلى وسائل التواصل الاجتماعي لفضح العنف الذي يمارسه الاحتلال يومياً بحقّ العائلات في الحيّ. في المقابل، عمدت شركات التكنولوجيا الكبرى إلى محاولة طمس السرديّة الفلسطينيّة وداعميها من جميع أنحاء العالم عبر عمليات واسعة النطاق لحذف المحتوى. فقد أخفت هذه الشركات وسم “#الأقصى”، وحجبت بعض الحسابات ومنعتها من البثّ المباشر، كما فرضت حظراً خفياً (shadowban) على المحتوى المتعلّق بفلسطين بشكل عام.
في 10 أيار/مايو 2021، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوّية وحشيّة، فقصف البنى التحتية الأساسية في مختلف أنحاء قطاع غزّة، وطال القصف البنى التحتية للإنترنت ومزوّدي خدمات الإنترنت المحليّين ووكالات إعلام دولية.
يعاين هذا التقرير انقطاع الإنترنت الذي أثّر في قدرة الوصول إلى الشبكة لدى 12 مزوّد خدمة إنترنت محلياً، قبل الإعلان عن “وقف إطلاق النار” (خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 21 أيار/مايو).
يستند التقرير إلى بيانات متوفرة لعموم الناس وإلى البيانات التي أصدرها مزوّدو خدمة الإنترنت المحليّون. وقد استُخرِجَت بيانات الأعطال التقنية من:
- منصّة “رصد وتحليل انقطاع الإنترنت” (IODA) لرصد لخدمات الإنترنت في الوقت الفعلي
- منصة “رايب ستات” (RIPEstat)، وهي خدمة معلومات واسعة النطاق ومنصّة للبيانات المفتوحة أطلقتها شبكة “رايب” (RIPE NCC)
- “رادار كلاود فلير” (Cloudflare Radar)، الذي يقدّم معلومات تقنية من شبكة “كلاود فلير”
توصّلنا، استناداً إلى المعلومات المتوفّرة، إلى نتيجة مفادها أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف عمداً البنية التحتية الأساسية للإنترنت، بما في ذلك الأبراج السكنية العالية، في ما يبدو أنّه محاولة لقطع الإنترنت عن قطاع غزّة، ضمن إطار حملة التعتيم على الانتهاكات التي تُرتكَب هناك.
في ما يلي بعض الملاحظات التقنية لفهم البيانات التي تمّت مراجعتها في التقرير (مفسّرة بعبارات غير تقنية)، وكذلك تعريفات مبسّطة لبعض المصطلحات والوظائف التقنية المعقّدة في المجال الرقمي.
- مقياس “بروتوكول البوابة الحدودية” (BGP): “بروتوكول البوابة الحدودية” هو الآلية التي تعلن فيها الشبكات عن معلومات حول كيفية الوصول إلى مجالات من بادئات عناوين بروتوكولات الإنترنت (IP prefixes). ويمكن رصد انقطاع للخدمة في حال توقفت هذه الشبكات عن الإعلان عن نفسها للإنترنت.
- مقياس الاستشعار النشط (active probing): إرسال أوامر لقياس وقت الاستجابة (Ping) إلى شبكات حول العالم. وفي حال توقفت عدة شبكات في بلد ما عن الاستجابة إلى الأوامر، يمكن تفسير ذلك على أنّه انقطاع للخدمة.
- مقياس الشبكة المظلمة (Dark Net): عدد عناوين بروتوكولات الإنترنت الفريدة (unique IPs) المتصلة بشبكة معيّنة. يشير الانخفاض في هذا المقياس إلى أنّ عناوين بروتوكولات الإنترنت ليست متصلة بالشبكة.
إجمالي التغيّر في حركة مرور الإنترنت في الأراضي الفلسطينيّة
تظهر بيانات لوحة التحكّم في “رادار كلاود فلير” (ـCloudflare Radar) (من 27 نيسان/أبريل – 27 أيار/مايو، 2021)، أنّ معدّل استخدام الإنترنت في الأراضي الفلسطينية (الضفّة الغربية وغزّة) يشهد تقلّبات يوميّة. وبحسب “كلاود فلير”، يظهر مقياس التغيّر في معدّل استخدام الإنترنت تغيّراً في عدد مستخدمي الإنترنت ضمن الفترة الزمنية المختارة بناءً على بيانات من شبكتها.
في 12 أيار/مايو 2021، انخفض معدّل استخدام الإنترنت ولكنّه لم يشهد ارتفاعاً كالذي شهدته الشبكة في الأيام الماضية، ولا يزال نمط الاستخدام هذا مستمراً حتّى كتابة هذا التقرير، كما أنّ معدّل الاستخدام انخفض بشكل ملحوظ في 15 أيار/مايو وبلغ أدنى مستوى له في 16 أيار/مايو (0.37X – بحسب الرسم البياني أدناه). ويشير ذلك إلى أنّ استخدام الإنترنت في فلسطين بين 12 و16 أيار/مايو لم يكن على طبيعته.
معاينة بيانات الانقطاع بحسب مزوّد خدمة الإنترنت
غزة نت (AS203905)
في 12 أيار/مايو 2021، أعلنت شركة “غزة نت” (GazaNet) عبر صفحتها على “فيسبوك” أنّ أجهزتها وخوادمها تدمّرت نتيجة قصف الطيران الإسرائيلي لبرج الشروق، ما أدّى إلى انقطاع الخدمة.
يُشار إلى أنّ شركة غزة نت (AS203905) تابعة لشركة “ديجيتال كومينيكيشن” الفلسطينية (AS60268).
سبيد كليك المحدودة (AS57704)
بناءً على بيانات منصّة “رصد وتحليل انقطاع الإنترنت” (IODA)، لوحِظ انخفاض مفاجئ في مقياس الاستشعار النشِط (active probing) لشركة “سبيد كليك” (SpeedClick) في 12 أيار/مايو عند الساعة 7:00 تقريباً (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC). واستمرّت بيانات الاستشعار في التقلّب إلى حين انخفاضها أكثر في يوم 14 أيار/مايو عند الساعة 00:40 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC). ولم تعد الخدمة إلى طبيعتها حتى 20 أيار/مايو عند حوالى الساعة 01:00 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC).
وفي الفترة الزمنية نفسها، أظهر مقياس “بروتوكول البوابة الحدودية” (BGP) ومقياس “الشبكة المظلمة” (Dark Net) انخفاضاً مفاجئاً أيضاً، ونظراً إلى حدوث انخفاض في المقاييس الثلاثة في الوقت نفسه، يبدو أنّ المزوّد رقم AS57704 (سبيد كليك) شهد انقطاعاً جزئياً في الإنترنت، وبدأت الخدمة بالتعافي في 20 أيار/مايو.
وتؤكد البيانات من “رايب ستات” (RIPEstat) حصول انقطاع متوسّط. فقد أعلن المزوّد رقم AS57704 (سبيد كليك) عن وجود 40 بادئ للإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت (IPv4) في 12 أيار/مايو، قبل أن ينخفض هذا العدد إلى 35 بادئة (prefixes) في 13 أيار/مايو. ويعني ذلك أنّ 12.5% من البادئات لم تعد متصلة بالإنترنت.
كانت شركة “سبيد كليك” (AS57704) تُبلغ مستخدميها بحالات الانقطاع بصورة يوميّة. ففي 13 أيار/مايو، أعلنت الشركة عن أنها لم تعد قادرة على تقديم خدماتها إلى 70% من زبائنها، كما وعن انقطاع الإنترنت عن ثلاث محافظات (دير البلح/المحافظة الوسطى، وخان يونس، ورفح)، بالإضافة إلى جنوب مدينة غزّة.
ثم في 14 أيار/مايو، أعلن مزوّد خدمة الإنترنت أنّ القصف والغارات الجوّية المستمرّة دمّرت خطّين من الخطوط الرئيسية المغذية للإنترنت، وأحدهما يغذي نسبة 52% من إجمالي سعة الإنترنت للشركة. وفي وقت لاحق، أشارت الشركة إلى أنّها تعاني من قطع لجميع خطوط الإنترنت في ثلاث محافظات جنوبية. وفي بيانَيْن آخرَيْن (1، 2)، أعلن مزوّد خدمة الإنترنت عن حدّة الأضرار التي ألحقتها الغارات الإسرائيلية ببنيتها التحتية (الألياف الضوئية وخدمة الوايفاي).
فيوجن (AS42314)
في 12 أيار/مايو، وبعد لحظات من تدمير برج الجوهرة الذي كان يضمّ مكاتب وكالات إعلامية دولية، أعلنت شركة “فيوجن” (Fusion) عبر صفحتها على “فيسبوك” أنّ أحد المقاسم الرئيسية في الشركة تعرّض لأضرار بالغة بسبب القصف الإسرائيلي على البرج، ما أدّى إلى فصل الخدمة.
ثم في 14 أيار/مايو، أعلن مزوّد خدمة الإنترنت أنّ خدمة الإنترنت شهدت انقطاعاً إضافياً نتيجة القصف العنيف على مبنى مجمّع “أنصار” الحكومي في غزّة. وفي 18 أيار/مايو، أدّى قصف أحد المنازل في منطقة بيت حانون إلى تعطّل أحد أبراج الإرسال وانقطاع الخدمة.
وفي 19 أيار/مايو، أوضحت شركة “فيوجن” (AS42314) أنّ بعض حالات تعطّل الخدمة يعود إلى انقطاع خدمات شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتل” (PALTEL AS12975).
تك هب – هاي نت (AS213207)
في 12 أيار/مايو، أعلنت شركة “تك هاب – هاي نت” (TechHub-HiNet) عبر صفحتها على “فيسبوك” أنّ خط نقل تابعاً للشركة المزوّدة لها (SpeedClick Ltd – AS57704) تعرّض لضرر كبير في ساعات الفجر. وتزامن هذا الإعلان مع الغارة الجوّية التي استهدفت برج الجوهرة (عند حوالى الساعة 2:30 صباحاً +3 بحسب التوقيت العالمي المنسّق UTC).
تؤكّد بيانات من “منصّة رصد وتحليل انقطاع الإنترنت” (IODA) حدوث انقطاع في شبكة “تك هاب – هاي نت” (AS213207)، بحيث انخفضت توجيهات “بروتوكول البوابة الحدودية” (BGP) بصورة مفاجئة في 12 أيار/مايو عند الساعة 11:55 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC)، وعادت إلى طبيعتها في 22 أيار/مايو عند الساعة 05:00 صباحاً (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC). كذلك، تؤكّد بيانات من “رايب ستات” (RIPEstat) أنّ بادئات بروتوكول الإنترنت من الإصدار الرابع (IPv4 prefixes)، البالغ عددها أربعة، لم تعد متصلة بالإنترنت. ويثبت ذلك أنّ شركة “تك هاب – هاي نت” (TechHub-HiNet) شهدت انقطاعاً تاماً في الخدمة لحوالي 10 أيام.
الأقصى (AS203479)
في 12 أيار/مايو، شهدت شركة “الأقصى” (Al-Aqsa-ASN1)، وهي مزوّدة خدمة تابع لـ”جامعة الأقصى” في غزّة، خللاً في توجيه بروتوكول البوابة الحدودية (BGP) عند حوالى الساعة 12:45 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC).
شركة كوينتيز ألفا للتجارة العامة (AS210116)
قبل دقائق من قصف برج الجلاء في 15 أيار/مايو، أبلغت شركة “ألفا نت” (AlfaNet) مشتركيها باحتمال انقطاع الخدمة، نظراً إلى أنّ مقرّ الشركة الرئيسي (برج الوطن) ملاصق للبرج المدمَّر، إلا أنّها لم تبلِغ عن أيّ انقطاع لاحقاً.
شركة ديجيتال كومينيكيشن الفلسطينية (AS60268)
في 15 أيار/مايو 2021، عند حوالى الساعة 15:30 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC)، قصف الطيران الإسرائيلي برج الجلاء في غزّة الذي كان يضمّ مكاتب عدّة وكالات إعلاميّة مثل “أسوشيتد برس” والجزيرة. وفي الوقت نفسه تقريباً، أعلنت شركة شركة “ديجيتال كومينيكيشن” الفلسطينية (Digital Communication Company (DCC) Palestine) عبر صفحتها على “فيسبوك” أنّ خدمة الإنترنت انقطعت بسبب تدمير مقرّ الشركة الرئيسي في برج الجلاء.
بحسب بيانات من منصّة “رصد وتحليل انقطاع الإنترنت” (IODA)، انخفضت ثلاثة مقاييس (بروتوكول البوابة الحدودية BGP، والاستشعار النشِط active probing، والشبكة المظلمة Dark Net) متعلقة بشركة DCC (AS60268) بشكل مفاجئ في 15 أيار/مايو عند الساعة 15:40 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC). على الصعيد التقني، يعني ذلك أنّ القصف مرتبط مباشرةً بانقطاع خدمة الإنترنت من المزوّد رقم AS602268 (شركة ديجيتال كومينيكيشن).
وعند مقارنة هذه البيانات بتلك المتوفرة عبر “رايب ستات” (RIPEstat)، حتى الساعة 16:00 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC) تقريباً بتاريخ 15 أيار/مايو، كانت المزوّد رقم AS60268 يسجّل 32 بادئ للإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت (IPv4 prefixes)، ثمّ انخفض هذا العدد بشكل مفاجئ إلى 6، ما يعني أنّ نسبة 82% من شبكته تعطّلت. وبحسب كلّ من منصّة “رصد وتحليل انقطاع الإنترنت” (IODA) و”رايب ستات” (RIPEstat)، بدأت شبكة شركة DCC بالتعافي في ٢٥ أيار/مايو.
سيتي نت (AS56787)
إنّ الشركة المزوّدة الوحيدة لشركة “سيتي نت” (CityNet) هي شركة “ديجيتال كومينيكيشن” الفلسطينية (AS60268). بالتالي، وعلى المنوال نفسه، تظهر البيانات المستخرجة من منصّة “رصد وتحليل انقطاع الإنترنت” IODA حول ثلاثة مقاييس (بروتوكول البوابة الحدودية BGP، والاستشعار النشِط active probing، والشبكة المظلمة Dark Net) أنّ خدمة الإنترنت من شركة “سيتي نت” انقطعت بالكامل بشكل مفاجئ في 15 أيار/مايو عند الساعة 15:40 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC) نتيجة قصف برج الجلاء.
وتؤكد البيانات المستخرجة من “رايب ستات” (RIPEstat) الانقطاع الكامل لخدمة AS56787، نتيجة التعطّل المفاجئ لبادئتَيْ للإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت (IPv4 prefixes) في 15 أيار/مايو عند حوالى الساعة 16:00 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC). وأكّدت بيانات من كلّ من منصّة “رصد وتحليل انقطاع الإنترنت” (IODA) و”رايب ستات” (RIPEstat) أنّ الشبكة لم تتعافَ وما زالت خارج الخدمة (حتى تاريخ إعداد هذا التقرير: 28 أيار/مايو).
بال وايفاي (AS44075)
إنّ الشركة المزوّدة الوحيدة لشركة “بال وايفاي” (PALWiFi) هي أيضًا شركة “ديجيتال كومينيكيشن” الفلسطينية (AS60268). بالتالي، فإنّ الانقطاع الذي شهده هذا المزوّد شبيه بما حصل مع مزوّدي الخدمة AS44075 وAS56787. شهدت المقاييس الثلاثة (بروتوكول البوابة الحدودية BGP، والاستشعار النشِط active probing، والشبكة المظلمة Dark Net) انخفاضاً مفاجئاً إلى الصفر في 15 أيار/مايو عند الساعة 15:40 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC)، ما يعني انقطاعاً في خدمة الإنترنت.
إلا أنّ بيانات “رايب ستات” (RIPEstat) تظهر أنه في 15 أيار/مايو، فقد المزوّد رقم AS44075 (بال وايفاي) حوالي 50% فقط من بادئات بروتوكول الإنترنت من الإصدار الرابع (IPv4)، ثم بلغت هذه النسبة 75% بحلول 16 أيار/مايو. وتظهر مجموعتا البيانات (من IODA وRIPEstat) أنّ شركة “بال وايفاي” (PALWiFi-ASN) بدأت بالتعافي في 17 أيار/مايو (عادت إلى الخدمة بنسبة 75%)، قبل أن تعود إلى الخدمة بالكامل في 18 أيار/مايو (100%).
وتمكّنت شركة “بال وايفاي” (AS44075) من التعافي في فترة أسرع من شركتَيْ “ديجيتال كومينيكيشن” (AS60268) و”سيتي نت” (AS56787)، إذ إنها استطاعت الاتفاق مع شركة مزوّدة جديدة، وهي “سبيد كليك” (SpeedClick Ltd AS57704) بدءاً من 17 أيار/مايو.
بالتل (AS12975)
أعلنت شركة “بالتل” (PALTEL-AS)، في سلسلة من البيانات العامّة، أنّ سيرفراتها والبنية التحتية للإنترنت الخاصة بها تعرّضت لضرر شديد نتيجة القصف الإسرائيلي. كذلك، في 19 أيار/مايو، أعلنت الشركة أنّ خطوط الألياف الضوئية الأساسية التابعة لها التي تربط المحافظتَيْن الوسطى والجنوبية بمدينة غزّة استُهدِفَت. وتعرّضت بوابة أخرى تربط غزّة بالبوابة الدولية للتدمير أيضاً. بالتالي، أبلغ مزوّد خدمة الإنترنت مشتركيه بأنّ مستوى خدمته سينخفض في المحافظات الجنوبية إلى حين إصلاح الأضرار.
جت نت (AS199046)
بحسب بيانات من منصّة “رصد وتحليل انقطاع الإنترنت” IODA، فإنّه بدءاً من 11 أيار/مايو عند الساعة 10:00 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC)، شهد مقياس الاستشعار النشِط (active probing) انخفاضاً مفاجئاً لشركة “جت نت” (JetNet)، ما يُفسَّر على أنه حالة انقطاع في الخدمة. وظلّت بيانات الاستشعار تتقلّب إلى أن عادت إلى طبيعتها في 16 أيار/مايو عند الساعة 00:00 (+3 عن التوقيت العالمي المنسّق UTC).
مدى العربي (AS51407) وحضارة (AS15975)
لم يُسجَّل أيّ انقطاع في شبكات هذين مزوّدي خدمة الإنترنت “مدى العرب” (Mada Al Arab-AS) و”حضارة” (Hadara-AS).
الجدول الزمني للغارات الجوّية والخريطة التفاعلية
خريطة تفاعلية للغارات الجوّية
خاتمة
بناءً على بيانات تقنيّة من مصادر مفتوحة وعلى البيانات العامة التي أصدرتها الشركات، يمكن لمنظمة “سمكس” التأكيد أنّ مزوّدي خدمات الإنترنت عانت من انقطاع طفيف أو متوسّط في خدمة الإنترنت أو تعطّل تامّ للخدمة:
عانى ثلث (4) مزوّدي خدمة الإنترنت البالغ عددهم 12 في غزّة الذين عاينتهم منظمة “سمكس” من تعطّل تامّ في الخدمة أو انقطاع متوسّط. وتبرز علاقة سببية مباشرة بين الانقطاع الشديد في الإنترنت وبين استهداف الجيش الإسرائيلي لبرجَيْن مدنيَّيْن في غزّة بالقصف، حيث كان مزوّدو خدمة الإنترنت الذين تضرّروا بشدّة من القصف يمتلكون بنى تحتية في برجَيْ الجوهرة والجلاء.
كذلك، تضرّر بعض مزوّدي خدمة الإنترنت بشكل طفيف نتيجة الغارات “العمياء والعشوائية” على مجمّعات ومبانٍ مدنية في جميع أنحاء قطاع غزّة. وبحسب ما يرد في البيانات العامّة للشركات، قامت فرق التكنولوجيا والصيانة لمزوّدي خدمة الإنترنت بإصلاح (أو استبدال) كافة البنى التحتية المتضرّرة ما إن أصبح الوضع آمناً، كما أعادت توجيه الخدمة إلى القنوات الاحتياطية. ولولا هذه الجهود، لكان الإنترنت قد انقطع بالكامل عن المدنيين في قطاع غزّة خلال معظم الأيام، مما كان سيعزلهم عن العالم الخارجي.
من المهم الإشارة أيضاً إلى أنّ حكومة الاحتلال ما زالت تعيق وتمنع تطوير قطاع الإنترنت في فلسطين بشكل عام وفي قطاع غزّة على وجه التحديد، وفي هذا الإطار، يمكن مراجعة تقرير مركز “حملة” حول الموضوع للاطلاع على المزيد من التفاصيل.
تبلغ الكلفة الاقتصادية والمالية للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للإنترنت في قطاع غزّة عشرات ملايين الدولارات. وقد أفاد “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” (EuroMed Monitor) بأنّ إحدى شركات (توريد) البنية التحتية للإنترنت خسرت معدّات بقيمة مليونَيْ دولار أميركي نتيجة قصف طيران الجيش الإسرائيلي برج الجوهرة في 12 أيار/مايو.
ينبغي على لجنة التحقيق التي وافق عليها في الآونة الأخيرة “مجلس حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة أن يحقّق جدياً في استهداف البنية التحتية للإنترنت في قطاع غزّة. وكان المجلس نفسه (UNHRC) قد أدان في السابق، وبشكل لا لبس فيه، التدابير الدولية الرامية إلى منع أو إعاقة الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت ونشرها باعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان.