لقطة من تطبيق أوبر. 20 نيسان/أبريل 2018.
لا يزال تطبيق “أوبر” في لبنان يسمح للسائقين والراكبين بالتعرّف على أرقام هواتف بعضهم البعض، ما سمح في حالات عديدة للسائقين بمضايقة أو تهديد الراكبين بسبب الإبلاغ عنهم أو منحهم تصنيفاً سيئاً.
استلم أمين رحيّم، أحد مستخدمي “أوبر” في لبنان، رسالة نصّية في آذار/مارس من سائق “أوبر”، تقول: “شكراً على الإبلاغ”. وبعد ساعتين، تلقّى رسالة ثانية من السائق يبدي فيها احتجاجه: “ماذا فعلت لك؟”. على الإثر، قام رحيم بحظر الرقم وكتب عن تجربته على “فيسبوك” معرباً عن انزعاجه من وصول الرسالة إلى رقمه الخاص/ وتساءل عمّا إذا كان السائق يحاول مضايقته شخصياً. وأفاد رحيم أنّه بعد نشر القصة على “فيسبوك” والتغريد عنها على موقع “تويتر”، اتّصلت به شركة “أوبر” وقالت إنّها تتابع الموضوع.
يمكن أن تحصل فعلاً مثل عمليات التبادل هذه بعد استخدام تطبيق “أوبر” وغيرها من العمليات المماثلة التي علمت بها “سمِكس” (SMEX). وذلك لأنّ شركة “أوبر” في لبنان لا تخفي أرقام الهواتف في المكالمات بين السائقين والراكبين الذين يستخدمون ميزة الاتصال داخل التطبيق، إذ تُعرض أرقام هواتف الأفراد وتظهر في سجلات المكالمات الخاصة بالراكب والسائق، ما يهدّد خصوصية بياناتهم الشخصية.
في البلدان الأخرى التي تعمل فيها شركة “أوبر”، مثل الولايات المتحدة، يظهر للسائقين والمستخدمين أرقام هاتف مجهولة الهوية عند التواصل مع بعضهم البعض. وتُوفّر هذه الأرقام “المقنّعة” في الكثير من الأسواق من قبل شركة طرف ثالث تُسمّى “تويليو” (Twilio)، وهي منصّة اتصالات سحابية مقرّها في الولايات المتحدة. لا تعمل “تويليو” في جميع البلدان التي توجد فيها “أوبر”، وتقول الأخيرة إنّها تستعين بمزوّدي خدمات آخرين في هذه البلدان، غير أنّ لبنان ليس من بينها.
بعد إجراء بحث في منشورات أشخاص آخرين وسؤال الناس عن تجارب مشابهة مع “أوبر”، علمت “سمِكس” بأربعة حالات مشابهة حيث اتّصل سائقو “أوبر” في لبنان مباشرةً بمستخدمين أبلغوا عنهم أو منحوهم تقييماً سيئاً.
في واحدة من تلك الحالات، تلقّت إحدى مستخدمي التطبيق، طلبت عدم الكشف عن هويتها، رسالة نصّية من سائق “أوبر” سُرّح من عمله مؤخراً. وقالت إنّه اتهمها بالإبلاغ عنه في رسالته التي وصلتها بعد أسبوع من رحلتها معه، سائلاً إيّاها “لماذا فعلتِ هذا بي؟ لقد دمّرتِ حياتي وساهمتِ في طردي من عملي”. تنفي المستخدمة هذا الادّعاء بالإبلاغ عنه، ولكنّها تعتقد أنّه يظنّ ذلك لأنّها ربّما كانت آخر من ركب معه قبل طرده.
تشجع “أوبر” الراكبين والسائقين على تقييم رحلاتهم كوسيلة لجعل كلا الطرفين مسؤولاً عن تصرّفاته. وتستخدم الشركة، وفقاً لموقع “أوبر”، نظاماً يحتّم على السائقين الحفاظ على حدّ أدنى من متوسّط التقييم لمواصلة استخدام التطبيق، وهو يختلف من مدينة إلى أخرى لأسباب ثقافية كما تنصّ سياسات “أوبر”. وعندما تقترب تقييمات السائقين من الحدّ الأدنى المسموح به للتقييم، يرسل لهم التطبيق تحذيراً ويمنحهم فرصةً لتحسين تقييمهم قبل تجميد حساباتهم.
وتشير “أوبر” أيضاً إلى أنّها في حال الإبلاغ عن سائق أو راكب تحقّق في القضية، وقد تجمّد حساب السائق مؤقّتاً أو تحظره نهائياً، ويمكن أن يؤدّي هذا الأمر إلى إقالة السائق. ويوضح متحدّث باسم شركة “أوبر” أنّ التطبيق لا ينبّه السائقين عند الإبلاغ عنهم أو تصنيفهم من قبل المستخدمين، ومع ذلك يمكنهم رؤية التغيير في تقييمهم الإجمالي وعدد الأشخاص الذين وضعوا تصينفاً لهم، ولهذا يفترضون أنّ آخر من ركب معهم هم المسؤولون عن هذا التصنيف.
لا شكّ في أنّ مسؤولية حماية المستخدمين تقع على عاتق الشركة، ولكن إلى أن توضع ميزة الاتصال الهاتفي المجهول قيد الاستخدام، يمكن لراكبي “أوبر” في لبنان حماية أنفسهم على نحوٍ أفضل من خلال اتّخاذ تدبيرين بسيطين:
- لا تتصل(ي) بسائق “أوبر” باستخدام ميزة الاتصال داخل التطبيق. وإذا كنت بحاجة إلى الاتصال به، فاستخدم(ي) ميزة التراسل داخل التطبيق بدلاً من ذلك.
- لا تعطِ(ي) السائق عنوان التوصيل بدقّة، خصوصاً إذا كان العنوان هو مكان إقامة أو عمل أو مكان تتردّد(ين) إليه.
لدينا أيضاً بعض التوصيات لتطبيق “أوبر” وغيره من تطبيقات طلب السيارات التي تعمل في لبنان:
- إزالة ميزة الاتصال داخل التطبيق إلى حين توفير ميزة أرقام الهواتف مجهولة الهوية.
- العمل على تفعيل أرقام الهواتف المقنّعة، أو تطوير طرق اتّصال أخرى مجهولة الهوية داخل التطبيق.
- إذا كان إخفاء أرقام الهواتف من خلال خدمة طرف ثالث غير ممكن، ينبغي على “أوبر” إنشاء مراكز اتصال خاصة بها يمكنها إعادة توجيه المكالمات. فشركة “كريم”، المنافس الإقليمي الرئيسي لشركة “أوبر”، تعيد توجيه المكالمات بين السائقين والراكبين من خلال مركز اتصال محلّي خاص بالشركة بحيث لا يظهر للسائق إلا رقم هاتف “كريم”، وفقاً للمسؤول الإعلامي في الشركة.
- إزالة خيار الاتّصال بين السائقين والراكبين من خلال التطبيق بعد انتهاء الرحلة. ويمكن الإبلاغ عن الأغراض المفقودة والمسائل الأخرى من خلال قنوات دعم العملاء لدى “أوبر”.