تتكرّر حالات قطع الإنترنت في سوريا لأسبابٍ عدّة منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، تضع السكّان أمام عقباتٍ تعيقهم عن الدراسة، والعمل، والتواصل، واستلام رواتبهم/ن حتى. وفيما يعد وزير الاتصالات ببناء بنية اتصالاتٍ تحتيّة صلبة، يُلاحظ توجّه السلطات المقلق نحو تسليم بيانات السوريين/ات إلى دولة أخرى.
المزيد في هذه النشرة حول أبرز المستجدّات على الساحة الرقميّة في سوريا.
انقطاع الإنترنت يعيق التواصل في السويداء
تشهد محافظة السويداء جنوبي سوريا ضعفاً وانقطاعاً في خدمات الإنترنت بشكل متكرر وغير مسبوق، منذ سقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر الماضي. ويعود السبب الرئيس إلى الاعتداءات وعمليات السرقة التي تطول الكابل الضوئي المغذي للمحافظة، في عدة مناطق بريف دمشق الجنوبي، بحسب تقارير محليّة.
يتسبّب هذا الواقع بمعاناة لدى معظم السكان، خاصة الطلاب والمعلمين في المرافق الافتراضية.
ويعاني معظم الأهالي في المناطق البعيدة عن مركز المدينة من صعوبة التواصل مع ذويهم في باقي المحافظات. من جهة أخرى، شكّل ضعف الإنترنت عائقاً إضافياً أمام المواطنين، الذين باتوا ينتظرون ساعاتٍ طويلة لاستلام رواتبهم من الصرافات في مدينة السويداء.
وزارة الاتصالات تعد بتعزيز الشفافية وتطوير التشريعات
عقب تعيينه وزيراً للاتصالات في الحكومة الانتقالية الحاليّة في سوريا، أكّد عبد السلام هيكل أنّ “التحول الرقمي هو حجر الأساس لمستقبل سوريا، حيث يشمل تحسين شبكات الاتصالات وتوسيع نطاق الإنترنت، ما يسهم في توفير خدمات رقمية أكثر تطوراً”.
ونقلت وسائل إعلامية محليّة عن مصادر في الوزارة أنّ العمل خلال المرحلة المقبلة سيتركّز بشكلٍ أساسيّ على تطوير تشريعات تدعم التحول الرقمي وتشجع الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، وتطوير الموارد البشرية، وتعزيز الشفافية والمساءلة، ونشر تقارير دورية حول تقدم العمل.
تعتزم “سمكس” متابعة المسار الذي ستمضي فيه الحكومة الجديدة، وذلك لتوثيق أيّ انتهاكاتٍ محتملة لحقوق المقيمين في الأراضي السورية لناحية التواصل والاتصال، والتأكّد من ملاءمة السياسات والقوانين مع حاجات المستخدمين/ات وخصوصيتهم/ن.
“سيريافون” تعلن توقّفها عن العمل
أعلنت شركة “سيريافون” المزوّدة لخدمات الإنترنت في شمال غرب سوريا، وهي شركة اتّصالات سورية خاصّة محدودة المسؤولية، عن توقف خدماتها في المنطقة.
وأوضحت الشركة أنّه سيتمّ استرداد الشرائح المتوفرة لدى المعتمدين مع دفع قيمتها المستحقة، إضافة إلى استبدال شرائح “سيريافون” الحالية بشريحة “إم تي إن” (MTN) في مقرّات الشركة.
لاقى القرار اعتراض مستخدمين/ات “سيريافون” في المنطقة، الذين عبّروا عن عدم رغبتهم بالاستفادة من “خدمات إم تي إن “السيئة والبطيئة” بدلاً من “خدمات سيريافون الممتازة”.
تركيا “تعلن استعدادها” لتزويد سوريا بكامل بنية الإنترنت التحتية
أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، في أواخر آذار/مارس الماضي، استعداد بلاده لتزويد سوريا بكامل بنيتها التحتية للإنترنت، بما في ذلك خدمات القمر الصناعي التركي “تركسات”.
وفي تصريحات صحافيّة، قال أورال أوغلو إنّ تركيا جاهزة لنقل خبراتها إلى سوريا، خاصّة في مجالات الاتصالات والنقل، وأضاف أنّه من المتوقّع أن يزور وزير الاتصالات السوري تركيا قريباً، لاستكمال المشاورات وبحث تنفيذ مشروع توفير الإنترنت في سوريا بالكامل عبر البنية التحتية التركية.
تثير هذه الخطوة إن نُفّذت مخاوف حول مدى أمان بيانات المقيمين على الأراضي السورية، إذ ستُشارك مع طرفٍ ثالثٍ غريب هو تركيا، والتي لا تملك سمعة جيدة في ما يخصّ احترام خصوصية البيانات وحمايتها.
علاوة على ذلك، قد تمثّل هذه الخطة انتهاكاً لسيادة سوريا الرقميّة، وخطراً يهدّد سلامة السوريين/ات في العالمين الواقعي والرقمي.
تطبيق “شام كاش” تحت مجهر التحليل الجنائي لـ”سمكس”
في أوائل كانون الثاني/يناير الماضي، طلبت الحكومة السورية الجديدة من بعض موظفي القطاع العام تحميل تطبيق “شام كاش”، وهو عبارة عن محفظة إلكترونيّة، لاستلام الرواتب.
كان التطبيق مستخدماً في محافظة إدلب قبل سقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ويمكن تنزيله عبر موقع “شام كاش” حصراً، وهو غير متوفّر على متجري “أندرويد” و”آي أو إس”(IOS)، ما يعني أنّه غير موثوق، كونه لم يخضع لاختبارات التحقق من الموثوقيّة التي يجريها المتجران. من جهة أخرى، يعاني التطبيق من مشاكل تقنيّة حالت دون وصول المستخدمين/ات إليه بشكلٍ متكرّر.
زادت هذه المآخذ على التطبيق من الشكوك حول مدى أمانه، وبعد إعلان السلطة عن بدء استخدامه رسمياً لصرف رواتب موظفي القطاع العام، برزت الحاجة إلى النظر في حقيقة التطبيق. لهذا، أجرى فريق التحليل الجنائيّ في “سمكس” تحليلاً شاملا لـ”شام كاش” بعد تحديثه، نشارك نتائجه المقلقة معكم/ن في هذه المقالة.
المزيد عن سوريا:
بنية الاتصالات التحتيّة في سوريا: تاريخٌ متناقض من الإهمال
سوريا: السلطات تتوعّد مستخدمي وسائل التواصل وتصادر أجهزة “ستارلينك”
مخاوف بشأن واقع الأمن السيبراني لمنظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا
الصورة الرئيسية من AFP.