يشهد لبنان منذ الشهر الماضي ازدياداً في حدّة ترهيب الأشخاص من الفئات المهمّشة أو المستضعفة، بسبب تجرّئهم على توجيه خطاب ينتقد الشخصيات النافذة من سياسيين أو رجال دين.
ومع السخط المنتشر بين المواطنين بسبب الظروف الحالية للبلد، لا تهتمّ السلطة بإيجاد الحلول بقدر اهتمامها باعتقال وتهديد المواطنين والسكّان لمنعهم من التعبير، وأغلبهم من المهمّشين الذين يدفعون أغلى الأثمان بسبب سوء الأوضاع على كافة الأصعدة.
ففي الشهر الماضي، رصدت منظّمتنا، عبر مرصد حرية التعبير “مُحال”، ثلاث حالات لأشخاص عاديين ومهمّشين يُعتقلون ويُهدّدون بأمر من السلطة الحاكمة أو من أحزابها بسبب التعبير عن آرائهم على الويب:
- في 14 نيسان/أبريل 2019 اعتقلت مخابرات الجيش الشاب خضر أبو غزالة المقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بسبب نشره فيديو اعتبره مفتي صيدا الشيخ سالم سوسان مسيئاً له. وكان أبو غزالة قد عبّر في الفيديو عن سخطه بعد أن أعطاه المفتي مبلغ 5 آلاف ليرة لبنانية فقط عند طلبه تأمين دواء لوالدته.
- وفي 8 أيار/مايو أوقف الرجل الثمانيني داوود مخيبر لعدة ساعات، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو له على وسائل التواصل الاجتماعي يهاجم فيه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل ووزيرة الطاقة ندى البستاني، على خلفية رفضه تمديد خطوط التوتّر العالي.
- في 12 أيار/مايو تعرّض المواطن المسنّ عدنان فرحات إلى هجوم صاحبه ضرب واعتداء من قبل مناصري رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قبل أن تعتقله الأجهزة الأمنية في اليوم التالي ليومين. وكان فرحات قد سجّل رسالة صوتية وأرسلها عبر مجموعات واتساب واصفاً فيها الرئيس برّي “بالإنسان الفاشل الذي دمّر لبنان وسرق الدولة”.
بالإضافة إلى هذه الحالات الثلاث، رصدت “سمكس” ضمن مدّة الشهر نفسه 5 حالات إضافية ضد صحفيين/ات وناشطين/ات بحيث أوقف بعضهم جرّاء نشر خطابهم أو آرائهم على منصات مثل فيسبوك وواتساب.
هذه الحالات في تصاعد دائم، فقد وصل مجموع الحالات لعام 2019 إلى حوالي 20 حالة، يمكنكم الاطلاع عليها على منصة “مُحال”.
وفي حال كنتم ممّن تعرّض للقمع بسبب التعبير عن الرأي على الويب ومنصّات التواصل الاجتماعي، أبلغونا عبر
واتساب على الرقم 81/633133 أو عبر البريد الإلكتروني Mariam@smex.org.
الصورة من تظاهرة #ضد_القمع في بيروت 2018.