أبلغ عدد من المواطنين السودانيين، يوم أمس الخميس، عن تعطيل وإبطاء الإنترنت وحجب بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالتزامن مع تظاهرات #مدن_السودان_تنتفض.
وكانت “سمكس” قد تلقت يوم أمس رسائل من مواطنين سودانيين وكذلك من “شبكة مدونون سودانيون”، تفيد بأنّ شركتي “زين السودان” (Zain Sudan) و“إم تي إن السودان” (MTN Sudan) قد حجبتا مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”واتساب” المستخدمة في تغطية التظاهرات في السودان.
وأكّد مواطنون سودانيون عملية الحجب وإبطاء الإنترنت من خلال الاستبيان الذي نشرته “سمكس”، بحيث قالوا إنّ ذلك بدأ منذ يوم أمس الخميس، وتراوحت أكثر الإجابات حتّى الآن بين حجب مواقع التواصل، وإبطاء الاتصال بالإنترنت، وحجب بعض المواقع الإخبارية، وقطع تام للإنترنت.
أمّا المنصّات التي يتعذّر الوصول إليها بحسب المستطلعين فهي “فيسبوك” و”واتساب” و”تويتر” و”إنستغرام” على التوالي. وقد أكّد مرصد “نتبلوكس” (NetBlocks) في تقرير نشره اليوم حجب مواقع التواصل في السودان منذ يوم أمس الخميس، بالإضافة إلى إبطاء الإنترنت بشكل كبير. وقدّر المرصد أن تكون خسائر الاقتصاد السوداني جرّاء إبطاء الإنترنت وتقطعه قد وصلت إلى 15 مليون دولار أميركي حتى الآن. كما أظهرت الدراسة المنشورة قبل قليل أنّ “عملية تعطيل الوصول إلى الإنترنت ليست أمراً مركزياً بل يجري على مستوى مقدمي خدمات الإنترنت، بحيث يستخدم كلّ مزود إجراءاته الفنية الخاصة لحجب وصول المواطنين السودانيين إلى الإنترنت بشكل انتقائي”.
وحصل المرصد على هذه المعلومات من أكثر من 300 ألف شخص من مدن سودانية رئيسية مختلفة زودوا المرصد بحالة الإنترنت لديهم عبر زيارة الرابط المخصص لفحص الاتصال https://netblocks.org/scan/ ومن دون استخدام “الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN).
يمكنكم حالياً المشاركة في هذا الاستبيان الذي تجريه “سمكس” حول قطع وتعطيل الإنترنت في السودان، والذي يأتي في إطار عملنا على رصد حالات قطع الإنترنت في العالم العربي، خصوصاً خلال التظاهرات والامتحانات والانتخابات.
وكانت الإعلامية في قناة “العربية”، رفيدة ياسين، قد أفادت في تغريدة لها مساء أمس، أنّ “الرئيس السوداني عمر البشير أصدر قراراً رئاسياً بإقالة مدير الهيئة القومية للاتصالات الحالي وسط ترجيحات بأنّ سبب إقالته هو عدم قطعه لشبكة الإنترنت خلال التظاهرات”. وبعد تعيين شخصية موالية للحكومة في موقع إدارة الهيئة،”يُتوقع أن يُقطع الإنترنت تماماً في هذا اليوم أو في الأيام القادمة إذا خرجت الاحتجاجات عن السيطرة”، حسبما يقول لـ”سمكس” أحد التقنيين السودانيين متخصص في مجال الإنترنت رفض الكشف عن هويته.
من أجل تخطّي الحجب والوصول إلى مواقع التواصل، يمكن استخدام متصفّحات إنترنت مثل “تور” (Tor) و“بسايفون” (Psiphon) و“تانل بير” (TunnelBear). ويمكن أيضاً استخدام “الشبكات الافتراضية الخاصة” (VPN) لتغيير عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) والوصول إلى المواقع المحجوبة، ويمكن أيضاً الانتقال إلى مزود إنترنت آخر في حال كانت خدمات الاتصال لديه لا تزال أسرع من خدمات الآخرين.
وبالإضافة إلى ما سبق، يمكن تجربة برمجيات للتواصل مفتوحة المصدر وآمنة مثل “سيغنال” (Signal)، أو تطبيقات أخرى آمنة مثل “واير” (Wire).
#لا_لقطع_الاتصالات خصوصاً وأنّ ذلك يحدّ من حرية التعبير وينتهك قرار “مجلس حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة لـ“تعزيز وحماية حقوق الإنسان على الإنترنت والتمتع بها”. ويؤدي قطع الإنترنت إلى خسائر كبيرة في الاقتصاد، ويتسبب في تهديد سلامة السودانيين وإمكان وصولهم إلى خدمات الطوارئ وبخاصة خلال الاحتجاجات، كما وأنّ التعتيم يسهّل على القوات الحكومية ارتكاب انتهاكات بحق المحتجّين.