بالتزامن مع حملة الـ16 يوماً ضد العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، نطلق تقريرنا الجديد “تهديد خصوصية النساء ومجتمع الميم على الإنترنت في لبنان”، والذي يوثق حالة الخصوصية الرقمية للنساء وأفراد مجتمع الميم في لبنان. بالرغم من أن الفضاء الرقمي يمكن أن يشكّل مساحة آمنة لهذه المجموعات المهمشة، إلا أنّ انتهاك الخصوصية الرقمية منتشر وهو ما قد تؤدي أيضا إلى حدوث انتهاكات جسدية. عدم المساواة بين الرجال والنساء حاضرة في الفضاء الرقمي إلى جانب مع قضايا أخرى مثل نشر صور حميمية دون موافقة أصحابها والتحرّش الذي يؤثر سلبياً على النساء. تزداد صعوبة مكافحة هذه القضايا عندما تزيد السلطات من تهديد الخصوصية الرقمية، وبشكل خاص عندما يتعلق الأمر بمجتمع الميم. يظهر عنف السلطات تجاه أفراد مجتمع الميم عند اعتقالهم/ن بسبب الشكل الخارجي وانتهاك حقوقهم/ن الرقمية عبر تفتيش هواتفهم/ن بحثاً عن أي دليل لتجريمهم/ن. التعاطي مع النساء وأفراد مجتمع الميم، الذين يعانون التهميش أصلا في أجزاء كبيرة من المجتمع، يتركهم معرضين للانتهاكات في الفضاء الرقمي بشكل واسع.
يعدد التقرير التهديدات التي حصلت على الإنترنت والتي عرضتها وسائل الاعلام المحلية خلال السنوات الخمس الماضية، ويستند الى العديد من المقابلات التي أجريت مع موظفين وموظفات في منظمات غير حكومية، ليشرحوا/ن خطورة بعض التهديدات مثل الابتزاز الالكتروني والبحث عن معلومات في الإنترنت عن أشخاص محددين وجمعها ونشرها (Doxxing)، من أجل تقييم هذا النمط المتصاعد لخرق الخصوصية الرقمية. يسلط التقرير الضوء على النتائج السلبية لهذه القضايا من خلال دراسة حالات محددة، كالتشهير عبر الإنترنت برجل مثلي من دون موافقته ليتم بعد ذلك طرده من العمل، أو إنشاء صفحة وهمية لإحدى النساء ومضايقتها على فيسبوك بسبب خياراتها في اللباس.
بالإضافة الى ذلك، يخلص التقرير إلى أنّ عدم وجود إطار قانوني شامل للحقوق الرقمية وحماية البيانات سهّل انتهاك الخصوصية الفردية والجماعية من دون أي عواقب تذكر. بشكل عام، لا يوجد أي طريقة فعالة لمنع انتهاكات الخصوصية على الإنترنت، وبالتالي هناك حاجة متزايدة للتركيز على الخصوصية الرقمية. يُذكر أنّ مجموعات المجتمع المدني لا تتعامل مع قضايا الفضاء الرقمي بسبب النقص في الموارد، أما تلك التي تتعامل مع هذه القضايا فلا يزال لديها مجال للتطور والتحسين. يمكن اعتماد حلول معينة للتعامل مع تهديدات الخصوصية على الإنترنت، مثل توفير خط ساخن للمساعدة، وإجراء تدريبات حول التوعية الرقمية. يمكنكم/ن قراءة التقرير هنا للاطّلاع على مزيد من التفاصيل والخلاصات.
للحصول على نظرة عامة حول التقاطع بين النوع الاجتماعي والخصوصية على المستوى العالمي، يمكن قراءة التقرير الجديد لمنظمة Privacy International بعنوان Reclaiming Privacy From Oppression to Liberation.
يمكن تنزيل تقريرنا الجديد “تهديد خصوصية النساء ومجتمع الميم على الإنترنت في لبنان” من هنا أو يمكن تصفّحه أدناه: