هل تريد الاتصال بالإنترنت من دون شريحة هاتف (SIM)؟ هذا ما يطالعك به أحد الفيديوهات لشخص من لبنان، يريد أن يخبرك أنّ شركتي الاتصالات الوحيدتين التابعتين للدولة اللبنانية “ألفا” و”تاتش” أصبحتا تقدّمان خدمة شريحة الاتصال الإلكترونية (eSIM).
ليست هذه الخدمة بجديدة عالمياً ولبنانياً، إذ كانت شركة “ألفا” أطلقت خدمة الشريحة الإلكترونية عام 2019، وفق ما أكّدت في ردًّ على أسئلة “سمكس”. ولكن الجديد هو أنّ شركة “تاتش” أطلقت هذه الخدمة في عام 2023، وفق ما جاء في ردّ الشركة على أسئلة “سمكس” أيضاً، أي بعد نحو 4 سنوات من “ألفا”.
ازدادت شعبية شرائح الاتصال الإلكترونية (eSIM) بعد الحرب على غزة، إذ اكتشف البعض أنّ خدمات الاتصال الإلكترونية يمكن أن تتصل بالإنترنت عبر ربط الهاتف بشبكةٍ مجاورة مثل الشبكة المصرية أو الإسرائيليّة، بعد أن دمّر الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية للاتصالات في غزة. نجح استخدام الشرائح الإكلترونية في غزة إلى حدٍّ ما في إبقاء كثيرين في القطاع على اتصال وتواصل مع العالم وإيصال الصورة إليه.
وفي لبنان، بعد ارتفاع حدّة المعارك والعدوان الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، طرح علينا عدد من المتابعين/ات أسئلة عن توافر هذه الخدمات في البلاد، فبحثنا في خدمة الشرائح الإلكترونية من “ألفا” و”تاتش“، وكذلك خدمات الشرائح الإلكترونية التي تقدمها بعض التطبيقات العالمية وما إذا كانت تعمل على شبكتيّ “ألفا” و”تاتش” المحلية.
خدمات “إي سيم” المحلية من “ألفا” و”تاتش”: أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً
شرائح الاتصال الإلكترونية التي تقدّمها “ألفا” و”تاتش” هي نفسها شرائح الاتّصال العادية، “إلا أنّها توفر في الوقت نفسه مرونةً وراحة وأمانًا أكثر للمستخدم”، بحسب شركة “ألفا”. ولا يحتاج المستخدم إلى وضع أي شريحة بلاستيكيّة داخل الهاتف، بل يكفي تفعيل الشريحة الإلكترونية عبر التواصل مع الشركة المزوّدة للاتصالات، وأن يكون الهاتف يدعم هذه التقنية.
وأكّدت “ألفا” و”تاتش” لـ”سمكس” أنّ جميع خدمات شرائح الاتصال العادية تعمل على الشريحة الإلكترونية، مثل خدمة التجوال (Roaming) للمكالمات والبيانات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لحامل شريحة اتصال من الخارج أن يستخدم هاتفه بشكل طبيعي في لبنان إذا كان مشغله لديه اتفاقية مع الشبكات المحلية، تماماً كأيّ شريحةٍ تقليدية.
وبالمثل، جاء جواب “تاتش” أنّ شرائح الاتصال الإلكترونية نفسها شرائح الاتصال العادية، كما توفّر خصائص إضافية مثل “إمكانية تشغيل عدد من شرائح الاتصال في الوقت نفسه على الهاتف نفسه، والتنقل بين أرقام الهاتف أو إيقاف تشغيل أي منها بسهولة”.
تطبيقات eSIM تعمل في لبنان
بعد البحث المضني عن تطبيقات شرائح اتصال إلكترونية تعمل في لبنان، عثرنا على اثنين فقط. الأول، تطبيق “إيرالو” (Airalo) الذي يوفّر باقة للبنان باسم “سلبة” (Salbeh)، وهو صفة باللهجة المحلية تطلق على شيءٍ ظريف.
الظريف في الخدمة في لبنان هو أنّها تقدّم 1 جيغابايت ولمدة 7 أيام فقط، وهي من الأعلى كلفةً في المنطقة، إذ تبلغ 9.50 دولار أميركي. في المقابل، على التطبيق نفسه، تبلغ كلفة 1 جيغا لمدة 7 أيام في المغرب 8 دولارات، والجزائر 7 دولارات، والإمارات وتونس نصف القيمة أي 4.5 دولارات، وفي الأردن وليبيا وقطر والعراق 5 دولارات. بالإضافة إلى ذلك، يتوفر في الكثير من البلدان خيارات إضافية مع باقاتٍ أكبر وأيام أكثر بأسعار أفضل.
على الرغم من نشر هذه الباقة على تطبيق “إيرالو”، ومن أنّها تعمل في لبنان، حسبما أخبر “سمكس” أحد المستخدمين القادمين إلى لبنان، نفى مصدر في شركة “تاتش” لـ”سمكس” أن تكون تطبيقات الشرائح الإلكترونية تعمل في لبنان. كما أنّ شركة “تاتش” في ردّها الرسمي على أسئلة “سمكس” قالت إنّ “تاتش ليس لديها أي اتفاقية مع أي مزوّد خدمة الشرائح الإلكترونية للتجوال الدولي”.
تطبيقٌ آخر يقدّم خدمة الشرائح الإلكترونية في لبنان، هذه المرة عبر شركة “ألفا”، هو تطبيق “تروفون” (Truphone). عثرنا على لبنان على خريطة التغطية التي ينشرها موقع “تروفون”، وللتأكّد راسلنا شركة “تروفون”، التي أكّدت لنا بدورها أنّ خدماتها متوفّرة في لبنان.
ومع ذلك، وعلى الرغم من أنّ التطبيق يقول إنّه يغطي لبنان بالتعاون مع شركة “ميك 1” (MIC1)، أي “ألفا”، نفت الأخيرة في ردّ مكتوب على أسئلتنا “وجود أيّ صفقة مباشرة مع أي مقدّم خدمات شرائح اتصال إلكترونية في الوقت الحالي”.
يشرح استشاري المعلوماتية في “سمكس”، راغب غندور، أنّ تطبيقات شرائح الاتصال الإلكترونية (eSIM) يمكن أن تعمل عبر اتفاقيات مع شركات اتصالات أجنبية تقدم خدمات التجوال الدولي (roaming) في عدد من البلدان ومنها لبنان، وليس بالضرورة لهذه التطبيقات أن يكون لديها اتفاقياتٌ مباشرة مع الشركات المحلية “ألفا” و”تاتش”. وهذا ما يفسّرأنّ خدمة الـ”إي سيم” من تلك التطبيقات توفّر الإنترنت على الهاتف حصراً، لا الإتصالات.
أما بالنسبة إلى تطبيقات الشرائح الإلكترونية التي تتوالى إعلاناتها في لبنان، مثل “يو سيمز” (Usims)، و”مونتي سيم” (MontySIM)، و”سيملي ” (Simly.io)، وغيرها مثل “غوغل فاي” (Google Fi)، فتبيّن بعد التدقيق في باقاتها أنّ معظمها لا يعمل في لبنان.
يتجّه العالم نحو الاستغناء عن شرائح الاتصال البلاستيكية لصالح الشرائح الإلكترونية. وفي لبنان، تقدّم “ألفا” خدمة الشرائح الإلكترونية (eSIM) منذ سنوات، وأصبحت “تاتش” تقدّمها قبل أشهر. ولكن بينما أصبحت شركتا الاتصالات المحلّيتان تقدّمان هذه الخدمة، عدد قليل من التطبيقات المقدّمة لخدمة الشريحة الإلكترونية يعمل في لبنان.
وفي ظلّ الأزمات والحروب في منطقتنا، برزت أكثر فأكثر الحاجة إلى الاتصالات والحلول المختلفة لكي يبقى الناس على اتّصال.