مصدر الصورة: موقع Kieftype
إذا كانت المصانع مفتاح تطوير الإنتاج الإقتصادي العربي، فإن مصانع الخطوط مفتاح أساس في تطوير اللغة العربية على الويب خصوصًا. ولكن كيف التطوير؟ مصمم الخطوط والغرافيك المصري محمد جابر أجاب عن كيف بإطلاق “كيف”، وهو مصنع مستقل ينتج خطوطا عربية حرة/مجانية بالإضافة الى تصميم الخطوط الحصرية الأخرى.
والخط العربي، استنادًا الى جامعة أم القرى السعودية، هو “فن وتصميم الكتابة في كل اللغات التي تستعمل الحروف العربية”. ولا يقتصر استخدام هذا الخط على الكتابة بل يتعداها الى الزخرفة، لتزيين المساجد والمباني والمواد الإستهلاكية كالملابس والحلي.
واقع الخط العربي
يرى جابر أن “هناك اهتمام واسع جدا من مستخدمي الخطوط بدعم اي مبادرة تهتم بالصناعة الرقمية للخط العربي”، في حين يبدو له دعم رأس المال العربي المستثمر في العالم الافتراضي ومحتواه غير كاف بتاتًا. رغم ذلك، لمس جابر مؤخرا نمو الإهتمام في هذا المجال، متوقعا زيادته “خصوصًا بعد اهتمام غوغل بالاستثمار في صناعة الخط العربي الرقمي”، كما حدث في تجربته الشخصية.
الفارق واسع بين محتوى الخطوط العربية والأجنبية، إذ بحسب جابر تحوي “منصة غوغل للخطوط ٨٠٤ خطوط لاتينية مختلفة مقابل ١٦ خطا عربيا فقط”. ويعزو المصمم المصري الذي تعلم مهنته عبر الإنترنت، ذلك الواقع الى عدم توفر المعرفة بتقنيات تصميم الخطوط دون نسيان غياب الدعم والاستثمار في هذه الصناعة، مقترحًا إعطاء الخط العربي الاهتمام عينه الذي يقدم لإثراء المحتوى الرقمي العربي.
عن المبادرة
وصف المصمم المصري تفاعل مستخدمي الخط العربي مع مشروع “كيف” بـ”الواسع جدا”، إذ خدم خط “كايرو” على سبيل المثال وهو واحد من الخطوط التي اصدرتها “كيف” أكثر من ١،٦٧ مليون قارئ للعربية في حوالي ٦ ايام.
“ليمونادة”،”كايرو”، و”المسيري” ثلاثة خطوط عربية جديدة ومجانية أصبحت متوفرة على Google Fonts وموقع “كيف”، الذي ترك الفرصة سانحة لإعادة تطوير بعضًا من إنتاجه مفتوح المصدر، بشرط إعادة صدوره بالرخصة عينها.
“لا تتلقى “كيف” اي دعم من جهات حكومية او أهلية” باستثناء غوغل، بحسب جابر الذي يفتخر بدعمها لمشروعه. مشروع يهدف في جزء منه الى الربح يضيف “وذلك عادة يكون في اطار صناعة خطوط خاصة وحصرية لعملائنا”. وتهدف “كيف” كذلك، بحسب مؤسسها، الى الربح لتغطية أهدافها الاخرى من القدرة على انتاج خطوط مجانية مفتوحة المصدر وتوفير محتوى حر عن تقنيات تصميم الخط العربي الرقمي.
وعن المشاريع المماثلة يعدد جابر تجارب فردية لمصممين يعملون على انتاج خطوط مجانية مفتوحة المصدر مثل خالد حسني مصمم خط “أميري” من مصر، بالإضافة الى مصانع احترافية للخط تعمل على صناعة الخطوط التجارية والحصرية فقط مثل “٢٩ حرف” لصاحبها بسكال زغبي من لبنان. رغم ذلك، لا يعتقد جابر بوجود مبادرات مماثلة لـ”كيف”.
جدال الملكية الفكرية
بصفته عضو سابق في تجمعات Creative Commons، يرى جابر أن “الجانب القانوني للملكية الفكرية في مصر والمنطقة في شكل عام مدار جدل ومدى فعاليته غير اكيد”. رغم بعض المحاولات السابقة لترجمة وقوننة بعض الرخص المفتوحة في مصر والأردن على سبيل المثال إلا اني لا اظن ان أي منهم دخل حيز التنفيذ”. ولعلّ تجربته مع انتهاك رخصة المشاع الإبداعي لمخطوطته “كن مع الثورة” والتي صممها عام ٢٠٠٨ ليجدها عام ٢٠١١ تستخدم مع بداية الثورات العربية، قد جعله يكتفي بمدى انتشار المخطوطة للتعويض عن حقوقه المادية والمعنوية.
سرّ المهنة
يرى جابر أن تشجيع صناعة الخط العربي يبدأ من زيادة اهتمام مستخدمي وداعمي المحتوى الرقمي العربي بمبادرات صناعة الخط، لتصل الى قاعدة أكبر من المستخدمين.
ولمن يرغب تعلم المجال يكشف المصمم المصري إطلاق “كيف” لمدونة تهتم بتوفير محتوى مكتوب ومرئي عن تقنيات تصميم الخط العربي. بانتظار ذلك يشير الى”مصادر لاتينية لتعلم تقنيات تصميم الخط اللاتيني مثل Glyphs app tutorials وFontLab Studio، كما أن هناك مقالات تعليمية عن استخدام البديل المفتوح المصدر للبرنامجين FontForge وهو برنامج ومجاني لتصميم الخط”.
ومن أبرز أنواع الخط العربي الخط الكوفي، خط النسخ، خط الثلث، خط الرقعة، خط الديواني، والخط الفارسي.