ضجّ لبنان بأخبار حول شبكات تنشط على تطبيق “تيكتوك” وتعمل على استدراج أشخاص قاصرين بهدف ابتزازهم والتعدّي عليهم جنسياً.
منذ انتشار القصة في الأول من أيار/مايو 2024، لم يصدر أيّ بيان رسميّ من الأجهزة الأمنية، ما عدا بيان مقتضب نشرته قوى الأمن الداخلي بعد يوم من انتشار التسريبات، أشارت فيه إلى “توقيف مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية ستة أشخاص في بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم ثلاثة قُصَّر ذائعي الصّيت على تطبيق تيكتوك”.
وكانت هذه الأخبار انتشرت حتى قبل بيان قوى الأمن الداخلي حيث تُركت للتسريبات الإعلامية التي سبقت البيان الأول، ولا تزال تتناول تفاصيل من القضية من دون أيّ بيان رسمي إضافي.
تطرح هذه التسريبات الكثير من التساؤلات، لا سيما لحيث اتّهام أحد الأشخاص ممّن يقولون إنّهم شاركوا في كشف هذه الشبكة بأنّه “ذهب إلى مديرية أمن الدولة ولم يكن هناك من تعاون كما توجه إلى مكتب الأحداث في النيابة العامة في بيروت وأرسل لهم كافة المعلومات ولكن كذلك لم يكن هناك أي تعاون”.
المسؤولية مشتركة
تستقبل “منصة دعم السلامة الرقمية” من “سمكس” عدداً كبيراً من حالات التهديد الرقمي يومياً، وتساعد الناشطين/ات والصحافيين/ات والفئات المهمّشة والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان الذين يواجهون حوادث تتعلّق بالأمن السيبراني وحالات تهديد عبر الإنترنت في غرب آسيا وشمال أفريقيا.
تقول سمر حلال مسؤولة “منصة السلامة الرقمية” في “سمكس” إنّ “نصائح السلامة الرقمية مهمّة وضرورية، ويوجد على تطبيق تيكتوك عدداً من الميزات لتعزيز سلامة المستخدمين القاصرين مثل ميزة الخصوصية، والإشراف العائلي وغيرها”، ومع ذلك تؤكّد أنّ “هذا لا يكفي لحماية الأشخاص القاصرين من هذا النوع من الابتزاز”.
وبعد انتشار اسم أحد مستخدمي “تيكتوك” كعضو في العصابة التي تمتهن استدراج الأشخاص القاصرين، عمدت شركة “تيكتوك” إلى حجب حسابه عن منصتها. ولكن، لا يزال بإمكان الأجهزة الأمنية وجهات إنفاذ القانون أن يطلبوا الوصول إلى محتوى الحساب المحجوب والرسائل المتبادلة من قبل المتهم مع الآخرين على التطبيق في مدة 90 يوماً بناءً على طلب رسمي، وفق ما تقوله الشركة في “إرشادات تيكتوك بشأن إنفاذ القانون“.
يتحمّل المجرمون الذين تثبت الاتهامات ضدهم المسؤولية الأولى عن أفعالهم التي يجب أن يعاقبوا عليها. وفي هذا الإطار، تضيف حلال أنّ “المسؤولية تقع على الدولة وأجهزتها، وعلى تطبيق تيكتوك، وأيضاً على على الأهل”.
“الأهل ينبغي أن يكونوا واعين لما يحصل مع أولادهم ويؤمّنوا ملاذاً آمناً للأولاد كي يستطيعوا التحدث معهم عن التعرض لحالات مشابهة”، تضيف حلال. “أمّا الأجهزة الأمنية فينبغي أن تعزّز الثقة لدى المواطنين إذ تقع عليها مسؤولية كبيرة ولديها القدرة على توقيف هؤلاء”.
الحجب ليس حلّاً
بعد انتشار أخبار العصابة، نادى بعض المستخدمين والمستخدمات على وسائل التواصل بضرورة “حجب تطبيق تيكتوك”، معتبرين أنّه “الآفة الكبرى التي تضرب المجتمع”.
المسؤولية على تطبيق “تيكتوك” كبيرة، تقول حلال، “ويجب للشركة المالكة للتطبيق أن تؤمّن حماية للأشخاص القصر والذين يشكلون أكثرية مستخدمي تطبيقها”.
ومع ذلك، لا يعني الأمر أنّ حجب “تيكتوك” سينهي حالات الابتزاز والاعتداءات الجنسية وغيرها من الجرائم، بحسب المدير التنفيذي لمنظمة “سمكس”، محمد نجم.
“في التسعينات، منعت مدينة صيدا استخدام الدراجات النارية بعد اغتيال أربعة قضاة في المدينة، وبقي هذا المنع لسنوات، ولكنّ هل أدّى هذا المنع إلى الحدّ من الجرائم والاغتيالات؟”، يتساءل نجم، مضيفاً أنّ “الحجب ليس حلّاً، ولا يجوز رمي تقاعس الأجهزة القضائية والأمنية وحتى إهمال بعض الأهل على التطبيق، في حين تُنسى الجريمة ويُنسى المجرمون”.
إرشادات للسلامة
يقدّم تطبيق “تيكتوك” في “دليل أولياء الأمور” بعض الخطوات التي تمكّن أولياء الأمور من مراقبة حسابات أبنائهم/ن، لا سيما إذا كانوا تحت سنو 13 عاماً، وذلك عن طريق ربط حسابات العائلة مع بعضها البعض “لتمكين واستخدام مجموعة متنوعة من إعدادات المحتوى والخصوصية والرفاهية” على حسابات الأولاد، كما تقول “تيكتوك”. ويمكن عن طريق هذا الربط أن يضيف الأهل بعض خصائص الحماية لحسابات أولادهم على “تيكتوك”، مثل جعل الحساب خاصّاً، والحد من التعليقات على مقاطع الفيديو، والاطّلاع على الرسائل المباشرة، والبحث، وتحديد مدة الاستخدام اليومية، وصولاً إلى تقييد الحساب.
ويمكن لأيّ مستخدم لتطبيق “تيكتوك” كذلك أن يطّلع على صفحة “التحكم بالسلامة والخصوصية” للتحكم في إعدادات الحساب، والتفضيلات، والظهور العلني للحساب، وتحديد من يتفاعل مع المحتوى الخاص بكم/ن، وإدارة مقاطع الفيديو التي تشاهدونها على التطبيق.
تواصلوا مع “منصة دعم السلامة الرقمية” من “سمكس”
إذا كنتم تتعرضون لأي هجوم رقمي، يرجى التواصل مع “منصة دعم السلامة الرقمية” من “سمكس”. فريق منصة الدعم السلامة الرقمية متاح لتقديم الدعم، والمساعدة، والإرشاد يومياً.
سيغنال/واتساب:
من خلال رسالة نصية أو صوتية
0096181633133
بريد إلكتروني
helpdesk@smex.org
الصورة الرئيسية من أ ف ب.