تجدون في حصاد هذا الأسبوع نموذجاً حياً عن مساهمة شركات التكنولوجيا في زيادة آثار التغيُّر المناخي، وآخر مستجدّات حظر تطبيق “تيكتوك” الصيني، إضافة إلى مشروع قانون فرنسي يحدّ من قدرة الأهل على نشر صور أطفالهم/ن.
نتمنى لكم/ن قراءة ممتعة، وعطلة سعيدة، وتصفحاً آمناً في مساحات الإنترنت الواسعة!
“غوغل” تتستّر على مشروعها الضارّ بالبيئة مع “أرامكو”
على الرغم من تشديد “غوغل” (Google) المتكرّر على التزامها بحماية البيئة ومكافحة تغيّر المناخ، وتكثيف جهودها في سبيل الوصول إلى “مستقبل خالٍ من الكربون”، أعلنت الشركة عن شراكتها مع أرامكو السعودية.
يدعي عملاق الإنترنت أن المشروع المشترك مع أرامكو -إحدى أكبر منتجي النفط والغاز في تاريخ البشرية- صديق للبيئة تماماً، ، فيما يتساءل خبراء/ات حول إمكانيّة بناء محطة وقود أحفوري من دون التواطؤ في “الأعمال الأحفوريّة القذرة”.
في غضون أشهر من إنكار “غوغل” أن مشروعها مؤئذْ للبيئة، بدأت أرامكو تستخدم سحابة “غوغل” (Google Cloud) لنقل غاز الميثان بوتيرة أعلى. وعند حرقه كوقود، يعتبر الميثان مصدراً رئيسياً لانبعاثات الكربون.
فيما تدعي الشركة السعودية إن مشاريعها تهدف إلى تحسين الظروف المناخيّة، ينتقد علماء المناخ خطابها بشأن الطاقة الخضراء باعتباره لا يتعدّى مجرد تصريحات لا تطبيق لها، فيما كشف تحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخراً أن مبادرات أرامكو “الصديقة للبيئة” ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع لإبقاء الكوكب مدمناً على الوقود الأحفوري السعودي لعقود قادمة.
محكمة التمييز العراقيّة تخفف من حكم المتهمين/ات بنشر “المحتوى الهابط”
نقضت محكمة التمييز قرارات الحكم الصادرة بحق المتهمين بنشر “المحتوى الهابط” الى 100 يوم فقط، بعد حملة شنّها مدافعون/ات عن حقوق الإنسان وصحافيون/ات وناشطون/ات في المجال.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت عن إطلاق منصة “بلّغ” في 10 كانون الثاني/يناير 2023، وهي “منصة إلكترونية خاصة بالإبلاغ عن المحتويات المنشورة على مواقع التواصل، وتتضمن إساءة للذوق العام وتحمل رسائل سلبية تخدش الحياء وتزعزع الاستقرار المجتمعي”.
وقد أعربت منظّمات من بينها “سمكس” عن قلقها البالغ إزاء الحملة في بيانٍ نشرته في 3 آذار/مارس الجاري، يمكنكم/ن قراءته من هنا.
مشروع جديد لـ”يونيسكو” يهدّد حقوق المستخدمين/ات الرقميّة
عبّر مختصّون/ات عن مخاوف جدية بشأن الآثار المحتملة لمشروع المبادئ التوجيهية العالمية لتنظيم عمل المنصات الرقمية، الذي أعلنت عنه الـ”يونيسكو” خلال مؤتمر “الإنترنت لبناء الثقة” الذي عُقد بين 21 و23 شباط/فبراير الماضي في باريس.
يعتبر هؤلاء أن مبادئ المشروع سوف تدعم الحكومات والهيئات التشريعية والشركات في تعاملها مع المحتوى الرقمي، مما قد يتسبّب بانتهاك حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير.
ما هي الدول التي حظرت “تيكتوك” حتى الآن؟
أصدرت الولايات المتحدة وكندا أوامر بحظر استخدام تطبيق “تيكتوك” (TikTok) الصيني على الأجهزة المحمولة الحكوميّة، على خلفيّة مخاوف حول مدى حفظ التطبيق لخصوصية المستخدمين/ات وأمنهم/ن الرقمي، لتنضمّ إلى عدة دول وكيانات أخرى:
الهند: فرضت الهند حظر دائماً على “تيكتوك” في كانون الثاني/يناير 2021 بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن.
تايوان: في كانون الأول/ ديسمبر 2022 ، فرضت تايوان حظراً على التطبيق بعد أن حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يشكل خطراً على الأمن القومي. اليوم، لا يُسمح باستخدام “تيكتوك” أو أي تطبيق آخر مبرمج صينياً عبر الأجهزة المملوكة من قبل الحكومة.
الإتحاد الأوروبي: حظر كل من البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي موظفيهم/ات عن تنزيل “تيكتوك” على أجهزتهم/ن التابعة للحكومة. كما أوصى القرار المشرعين/ات والموظفين/ات بإزالة التطبيق عن أجهزتهم/ن الخاصة.
باكستان: حظرت السلطات الباكستانية التطبيق الصيني أربع مرات مؤقتاً منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
أفغانستان: حظرت حركة طالبان “تيكتوك” عام 2022 بهدف “حماية الشباب من التضليل”.
فرنسا تحمي الأطفال من أهاليهم/ن!
من الآن فصاعداً، ينبغي على الأمهات والآباء الفرنسيين/ات التفكير جيداً قبل أن يغرقوا حساباتهم/ن على وسائل التواصل بصور أبنائهم/ن وبناتهم/ن.
وافق أعضاء اللجنة القانونية في مجلس الأمة بالإجماع على مشروع قانون لحماية حقوق الأطفال في ما يخصّ صورهم/ن الخاصة. وقال النائب الفرنسي برونو ستودر في مقابلة الأسبوع الماضي إنّ “الرسالة الموجهة إلى الأهل هي أن وظيفتهم/ن هي حماية خصوصية أطفالهم”.
بحسب مشروع القانون، يمكن أن يفقد الوالدان سلطتهما على حقوق صور أطفالهما “إذا كان نشر صورة الطفل من قبل كلا الوالدين يؤثر بشكل خطير على كرامة الطفل أو سلامته الأخلاقية”.
“سمكس” تطلق زمالة مريم الشافعي للتكنولوجيا وحقوق الإنسان
أطلقت “سمكس” برنامج زمالة مريم الشافعي للتكنولوجيا وحقوق الإنسان في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 لجذب المفكّرين/ات والأصوات الجديدة إلى مجال الحقوق الرقمية، وطرح حلول مبتكرة للقضايا المتعدّدة الأوجه التي ترعى استخدام شبكة الإنترنت والوصول إليها، فضلاً عن توسيع نطاق البحث حول المواضيع الناشئة في مجال الحقوق الرقميّة في غرب آسيا وشمال أفريقيا.
أعدنا تسمية برنامج الزمالة ليُصبح “زمالة مريم الشافعي للتكنولوجيا وحقوق الإنسان” تخليداً لإرث مريم الشافعي، إحدى زملائنا المؤسّسين/ات، التي توفّيت في 29 كانون الأوّل/ديسمبر 2022. نأمل أن تكون هذه الخطوة لفتة تكريميّة لمساهماتها وجهودها في تنسيق هذا المشروع قبل وفاتها، وللمسيرة المميّزة التي عاشتها.
من بين 150 مرشّحاً، اخترنا خمس زميلات لديهنّ مهارات بحثية متميّزة وخبرة ملحوظة في مجالات عملهنّ. كان من الصعب أن نحصر اختيارنا بخمسة أشخاص فقط بوجود عدد كبير من المرشّحين الذين يستوفون معايير الاختيار. يمكنكم الاطّلاع على نبذة عن عمل كلّ زميلة في القسم أدناه.
اطلعوا/ن على كافة التفاصيل من هنا.