يناهز عدد الشهداء الفلسطينيين/ات على أيدي الاحتلال الإسرائيلي الـ4 آلاف منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، يرافقه تعتيم كبير على المجازر والانتهاكات التي ارتكبتها قواته، بسبب تدميرها لبنى الاتصالات التحتية بغية قطع الإنترنت وعزل الفلسطينيين/ات عن العالم.
تقرأون في حصاد هذا الأسبوع أيضاً عن الحملات الإلكترونية التي يطلقها الاحتلال عبر وسائل التواصل في الدول الغربية، وعن المحتوى العنيف المنتشر باللغة العبريّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ في المساحات الإلكترونية، وغيرها من المستجدّات.
غزة: قاب قوسين أو أدنى من العزلة الكليّة
بات الوصول إلى الإنترنت في قطاع غزّة صعباً جداً في ظل العدوان الاسرائيلي المستمرّ عليها، وذلك بعد أن دمّر الاحتلال الجزء الأكبر من بنية الاتصالات التحتية في القطاع. وقد انخفضت نسبة الاتصالات في غزة من 95% في بداية تشرين الأول/أكتوبر إلى نحو 58% حتى صباح يوم الاثنين الماضي، وفقًا لبيانات “نت بلوكس” (NetBlocks).
رسم بياني يظهر مدى تأثر الاتصالات في كل محافظة
على سبيل المثال، كانت محافظة دير البلح في غزة الأكثر تأثراً من حيث قدرة المستخدمين/ات على الوصول إلى الإنترنت، إذ انخفضت نسبة الاتصالات فيها إلى 38.9%.
في بيانٍ له، أدان “تحالف الحقوق الرقمية في المنطقة العربية” وغيره من منظمات المجتمع المدني بأشدّ العبارات استهداف إسرائيل لوسائل الاتصال والوصول إلى المعلومات في غزّة، ويعبّرون عن قلقهم البالغ إزاء قصف إسرائيل للبنى التحتية المدنية للاتصالات، وقطع الإنترنت والكهرباء ووسائل الإعلام التقليدية، واستهداف الصحافيّين/ات والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان.
رصد أكثر من 103 ألف محتوى عنيف ضد الفلسطينيين/ات باللغة العبرية
طوّر مركز “حملة” مشروع “مؤشر العنف”، وهو نموذج لغوي يقوم على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويعمل رصد خطابات الكراهية والعنف على منصات التواصل باللغة العبرية ضد الفلسطينيين/ات والمناصرين/ات للحقوق الفلسطينية بشكل آلي وفوري.
رصد المؤشّر أكثر من 103 ألف محتوى سلبي/عنيف ضد الفلسطينيين/ات باللغة العبرية من مجمل 120 ألف محتوى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر وحتى 18 تشرين الأول/أكتوبر، وتنوّعت الخطابات المرصودة بين خطابات مبنية على أسس سياسية بنسبة 63%، وأسس عرقية بنسبة 36%، وخطابات عنف مبنية على الأسس الجندرية، والدينية، وغيرها.
الاحتلال يستعطف الرأي العام العالمي عن طريق وسائل التواصل
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، أطلقت الحكومة الإسرائيلية حملة واسعة على وسائل التواصل لاستعطاف الرأي العام الغربي والعالمي وكسب الدعم.
بحسب تقرير نشرته مجلة “بوليتيكو” (Politico)، يتبع الاحتلال استراتيجية تعتمد بشكل أساسي على نشر محتوى مدفوع يتضمّن صوراً قاسية وعنيفة جداً لمستوطنين/ات قتلوا خلال الحرب الجارية، على منصّات منها “إكس” و”يوتيوب”.
ليس السعي إلى ربح الحرب إلكترونياً بأمرٍ جديد، بحسب التقرير، إلا أنّ التوجه نحو المحتوى المدفوع في سياق حربٍ عسكريّة باتت مؤخراً أداةً أساسية تستخدمها الحكومات للترويج لسردياتها أمام أكبر عددٍ ممكن من الأشخاص.
“ميتا” تتستّر على المجزرة الإسرائيلية في المستشفى الأهلي بغزّة
أبلغ مستخدمون/ات عن إزالة مقاطع فيديو وصور توثّق المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في المستشفى الأهلي العربي في غزة يوم أمس. وحجبت كل من “إنستغرام” و”فيسبوك” المقاطع التي توثّق المجزرة، مدّعية أنها تتضمّن لقطات “عري ونشاطٍ جنسي”.
مبرمج مصري يطور نموذجاً للتحايل على خوارزميات “فيسبوك”
طوّر مبرمج مصري تطبيقاً يساعد في التحايل على خوارزميات “فيسبوك”، على خلفية حجب المنصّة للمنشورات الداعمة للشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي المستمرّعلى قطاع غزّة.
وتقوم فكرة تطبيق “فلسطين حرة” الذي طوره محمد درويش على إدماج رموزٍ وحروفٍ باللغة الإنكليزية في متن المنشورات المنوي مشاركتها عبر “فيسبوك”. وهي طريقة كان المستخدمون يتبعونها من قبل، ولكن درويش يتيح كتابة هذه النصوص بطريقة آلية عن طريق الأداة التي طورها.
كيف تقمع وسائل التواصل الخطاب الفلسطيني الإلكتروني؟
بحجة تطبيق سياسات يكتنفها الغموض وقلة الشفافية، تمنح منصات التواصل نفسها حقّ ممارسة رقابة تمنع المستخدمين/ات من نشر كلّ محتوى يعبّر عن السردية الفلسطينية للأحداث الجارية في غزة.
فما هي هذه السياسات؟ وكيف يمكننا مواجهة شركات التكنولوجيا ومحاولاتها المستمرة للسيطرة على الخطاب الإلكتروني؟