بيروت، لبنان، 15 نوفمبر 2022، في إطار النسخة الخامسة من ملتقى خبز ونت والتي عقدت في بيروت من 15 إلى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبعد غياب أكثر من عامين بسبب جائحة كورونا، استضفنا منسقة مشروع الشبكة السودانية في “بيم ريبورتس” نهال عبد اللطيف، وخطاب حمد، الباحث الرئيس في المعلومات المضللة في نفس المنصة.
بيم ريبورتس هي منصة سودانية للتحقيقات والتحقق من المعلومات. يشاركنا الضيفان تجربة تقديم البحث والتحليل الذي أُجري حول اتجاهات المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة في السودان والجهات الفاعلة التي تنشر هذه المعلومات، والتقنيات المستخدمة للتلاعب بالمحتوى.
تأسست “بيم ريبورتس” عام 2021 في الخرطوم، وتتكون من ثلاثة أقسام، التحرير، الاستطلاع والرأي العام، والمرصد (مرصد بيم) للتحقق من الأخبار الكاذبة وهو الجزء الأهم في المنصة.
عملت بيم على التحقق من المعلومات لأكثر من 80 تقرير.
واجهت المنصّة صعوبة في الوصول إلى معلومات من خارج الخرطوم، خاصّة أنه لا توجد ثقافة مشاركة المعلومة على وسائل التواصل لدى الشعب السوداني، بحسب ما يقول حمد. لذا فكروا في خطة للوصول إلى جميع أنحاء السودان عن طريق تعيين مراسلين/ات في جميع أنحاء البلاد، فكانت الخطوة الأولى هي البحث عن مراسلين/ات وتدريبهم/ن وفقًا لمنهج خاص بالمنصة.
يقول حمد: “بدأنا بدراسة بيئة المعلومات المضللة في السودان ثم وضعنا برنامج تدريبي مناسب للسياق السوداني، وقد جاء المنهج التدريبي من تقاريرنا الخاصة”، ويضيف، “أجرينا تحليلاً نوعياً للأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، لنعرف الهدف منها، كما حللنا التفاعل معها لندرك تأثيرها، كما أجرينا مقابلات مع خبراء سياسيين واختصاصيين/ات في الأمن السيبراني ومحامين/ات لربط حملات التضليل مع الواقع السياسي السوداني”.
المنهجية التي جرى العمل على أساسها:
السياق السياسي في السودان:
- في ديسمبر 2018، بدأت الثورة السودانية.
- أبريل 2019، سقط الرئيس السابق عمر البشير.
- أكتوبر 2021، انقلب الجيش على شركائه ووقوع الدولة في حالة فراغ دستوري بسبب المقاومة والتظاهرات ضد الانقلاب.
تجدر الإشارة إلى أنّ بعض العوامل الجيوسياسية لعبت دوراً في ذلك، بسبب موقع السودان الضعيف والتدخلات الإقليميّة التي ساهمت في حملات التضليل، مثل دول الترويكا واتحاد الدول الأوروبية.
السياق الخاص بالمعلومات المضللة
حاول الشعب السوداني في 2011 اللحاق بثورات الربيع العربي وقد لاحظ النظام السياسي وقتها انتشار وسائل التواصل؛ لذا أنشأوا وحدة الجهاد الإلكتروني وهي تابعة لنظام الجبهة الإسلامية التابع للإخوان المسلمين وربطوها بدافع ديني بأن ما يحدث هو جهاد.
2011: تأسيس وحدة الجهاد الإلكتروني.
2016 دعوات عصيان مدني.
2017: روسيا: أمريكا رفعت جزء من العقوبات الاقتصادية على السودان، وعمر البشير وقع اتفاقية مع بوتين لعمل قاعدة روسية على البحر الأحمر ومن وقتها تم التدخل في الشأن السوداني.
الإطار القانوني:
- لا يوجد مصطلح قانوني للـ”الأخبار الكاذبة” في القانون السوداني، وقد ذُكرت مرتان فقط في قانون جرائم المعلوماتية وأقرت عقوبة مدتها 4 سنوات حبس لمن يتعمد نشر أخبار كاذبة، إلا أنّ التحدي يكمن في طرق تحديد ما إذا كان الفعل متعمداً أم لا.
- يتضمّن القانون الجنائي السوداني النص نفسه لكنه ينصّ على عقوبة سجن مدتها 6 شهر.
يستخدم هذان القانونان اللذان يتضمّنن الكثير من التناقضات لتقييد حرية الصحافة، بحسب حمد.
ما قبل انقلاب 25 أكتوبر:
انتشرت شائعات خلال الفترة التي سبقت انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر، كان أبرزها:
- إشاعتان حول إغلاق مطار الخرطوم.
- إشاعة تدعي طلب مندوب الأمم المتحدة من رئيس الوزراء السابق حمدوك حلّ الحكومة.
- تم إطلاق إشاعة عن وجود مسيرات مؤيدة لحل الحكومة واعتصام مؤيد للمجلس العسكري.
- إشاعة حول رسالة بريد إلكتروني مرسلة من السفارة الأميركية حول تغييرات في القيادة العسكرية.
حملة ضد العلاقات المصرية-السودانية:
في شباط/فبراير 2022 أُغلق الطريق الذي يصل بين السودان ومصر.
- كان هناك إدعاء أن السطات المصرية داعمة للإنقلاب.
- تصريح مفبرك لرئيس الوزراء المصري يهدد فيه السودان.
- إشاعة أن مصر خسرت مليار دولار نتيجة لإغلاق الطريق.
- إشاعة حول تصريح من مذيع مصري (عمرو أديب) يدعي فيه أن الشعب السوداني متحيز ضد مصر ويطالب فيه بإقالة الرئيس السوداني لتوجيهه الرأي العام ضد مصر.
- إشاعة حول تصريح رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد يقول فيه إن بلاده ستشتري محاصيل من السودان بمبلغ 5 مليار دولار (وهذا يوحي أن إثيوبيا ستكون بديل جيد لمصر).
الرد المصري:
- إخفاء “المحتوى الثوري” السوداني.
- خلُص تقرير إلى أن الإخفاء يعود إلى هجوم مصري اعتمد على العمل على خوارزميات “فيسبوك” لإخفاء المحتوى.
الحملة الرابعة:
- ضد مبعوث الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثس.
- تلت تقديم بيرثس لتقرير يشرح فيه الوضع الأمني في السودان.
- نشر فيديو قديم لبيرثس يقول فيه “لن تسيروا لوحدكم”، في سياق بعد خطاب “البرهان” للعساكر، لشعل الفتنة بين الشعب السوداني، وكأن فوركر يعادي البرهان وهو ما لم يحدث.
- وصف “بيرثس” بـ”اختصاصي صناعة الإرهاب والنازي”.
- نشر وثيقة مفبركة من الخارجية السودانية تطلب استبدال بيرثس بشخص آخر.
حملة تزامنت مع 30 تموز/يونيو
وهي مظاهرة خرج فيها الملايين ضد الحكم العسكري ويحتفل فيها السودانيون/ات كل عام، نُشر خلالها عدد من الإشاعات:
- إشاعة حول إغلاق الجسور وقطع خدمات الإنترنت.
- إشاعة حول قبض الشرطة على شخص كان ينوي القيام بأعمال تخريب أثناء الحدث
- إشاعة حول دعوة قيادي بتجمع المهنيين السودانيين إلى إلغاء الموكب.
حملة ضد رئيس حركة العدل والمساواة “جبريل إبراهيم”
بعد أن كانت معادية للبشير، عُقد صلحٌ بين حركة العدل والمساواة والرئيس السوداني السابق، عُيّن على إثره رئيس الحركة جبريل إبراهيم وزيراً للمالية في السودان، وما زال في منصبه حتى بعد الانقلاب، وقد شُنّت حملة ضده ظهرت خلالها:
- تصريحات تتهم ابراهيم بتمويل القوات المسلحة.
- منشور آخر حول نية رئيس الحركة إصدار رسم ضريبي جديد باسم “رسوم دعم سلام جوبا لتنمية ولايات دارفور”.
- حملة تبث الكراهية بين مكونات الشعب السوداني
- يعمل على تمويل قواته عن طريق خزينة الدولة، وأنه يخصّص الضرائب التي تُجمع من السودانيين/ات لـ”منطقته”.
- صور مضللة عن أنشطة جماعات مسلحة منتمية لغرب السودان في شمال السودان.
الخلاصة:
وجود مستفيدين من نشر هذه المعلومات، نذكر منها:
- جهات تناهض الحكم العسكري.
- قوات الدعم السريع التي أنشأها عمر البشير لمحاربة الحركات المتمردة غرب السودان، وهي متورطة بجرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان.
- جهات ذات توجه إسلامي
- القوات المسلحة السودانية وجهاز الأمن والمخابرات.
- الفاعلون الأجانب مثل روسيا، والإمارات العربية، مصر، إثيوبيا.
الوسائل المستخدمة:
- فبركة الصور والوثائق.
- مقاطع الفيديو والأخبار القديمة.
- وسوم مضللة.
- استخدام الأسلوب الزائف المنسق.
الأساليب:
- إنشاء صفحات مزيفة وتغيير هويتها لاحقًا.
- النشر عبر منصات ذائعة الصيت.
- استغلال صفحات انشئت لغرض سياسي قديم ومن ثم تغيير هويتها.
أهداف صناعة المعلومات المضللة في السودان
- أهداف سياسية
- التشهير
- مطامع شخصية
- أهداف أمنية
- أهداف أيديولوجية