بيروت، لبنان، 15نوفمبر 2022، في إطار النسخة الخامسة من ملتقى “خبز ونت” 2022، والتي عقدت في بيروت من 15 إلى 17 تشرين الثاني/نوفمبر، استضفنا أحمد الأشقر، مؤسس منصة “عكازة“، وهي منصة رقميّة تهتمّ بحقوق ذوي/ات الاحتياجات الخاصّة، ليتحدث عن تجربته ويستعرض بعض الأدوات والتطبيقات التي يمكن لصنّاع القرار توفيرها لتكون أعمالهم/ن ومشاريعهم/ن دامجة لذوي/ات الاحتياجات الخاصة.
أسّس الأشقر مع مجموعة من الصحافيين/ات موقع “عكازة” الذي يعد المساحة الأولى عربياً لذوي/ات الإعاقة، بهدف مناقشة قضاياهم/ن والحديث عن قصصهم/ن وتجاربهم/ن.
ولدت فكرة “عكازة” انطلاقاً من أهمية وجود منصات إعلامية تُعنى بحقوق ذوي/ات الاحتياجات الخاصة بشكل واقعي وعادل، عكس الصورة النمطية التي تقدمها وسائل الإعلام، والتي تظهرهم إما أشخاصاً خارقين أم غارقين في البؤس، وهي صورة مجتزأة للغاية عن الواقع، بحسب الأشقر، باعتبار أنّ الأشخاص الذين يعانون من إعاقة معيّنة لديهم حياة تملؤها تفاصيل مثل الزواج والحب وغيرها، ولهم/ن الحق في الحديث عنها.
“إحدى أهمّ المشاكل التي تواجه الصم مثلًا هي تعرّضهم/ن لابتزاز إلكتروني لأنّ الفيديو يشكّل طريقة تواصلهم/ن الأساسية، لذا لا بدّ من توعية هذه الفئة رقمياً”، يضيف الأشقر.
واقع ذوي/ات الاحتياجات الخاصة في العالم
إنّ 15% من السكان في العالم هم من ذوي/ات الاحتياجات الخاصة، منهم 80% في البلدان النامية (على سبيل المثال، وصلت النسبة في سوريا بعد الحرب إلى 28%). وعن ارتفاع النسبة، يشير الأشقر إلى أن هناك تنوعاً في تصنيف الإعاقات وأنواعها.
إمكانية الوصول
وعن وضع المعوقين عالمياً، أشار مؤسس عكازة إلى المادة 9 من “إتفاقية الأمم المتحدة للأشخاص ذوي الإعاقة” التي تنص على وجوب “اتخاذ جميع التدابير اللازمة التي تكفل إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة على قدم المساواة مع غيرهم/ن، إلى البيئة المادية المحيطة ووسائل النقل والمعلومات والاتصالات، بما في ذلك التكنولوجيا ونظم الاتصال” من منطلق أن ذلك حق من حقوق الإنسان، ويرتبط بحق العيش المستقل والاندماج في المجتمع والذهاب إلى المستشفى أو إلى قسم الشرطة عند الحاجة.
الوصول الإلكتروني كبديل
“في العالم العربي، لسنا قادرين مادياً على تهيئة الحياة المثالية لذوي/ات الاحتياجات الخاصة، إلا أننا قادرون/ات على تهيئة الوصول الإلكتروني، خاصة أنه الأقل كلفة والأكثر جدوى حالياً، فضلاً عن أنّ مبدأ الإنترنت في أصله يقضي بأن يكون متاحاً أمام الجميع بغض النظر عن الأجهزة ولغات البرمجة المستخدمة وأشكال التطبيقات”، يضيف الأشقر.
أشار مؤسّس المنصّة إلى مدى أهمية التكنولوجيا في حياة ذوي/ات الاحتياجات الخاصة، وشاركنا جملة قالها له شخص يعاني من فقدان البصر: “إن خسرت هاتفي المحمول، سأكون قد فقدت بصري للمرة الثانية”. وبناءً عليه، ينبغي على صنّاع القرار والأفراد القادرين/ات على توفير أعمالهم/ن ومشاريعهم/ن الإلكترونية لتكون دامجة لذوي/ات الاحتياجات الخاصة.
أدوات لمساعدة ذوي الإعاقة على الوصول إلى الإنترنت
يمكننا مساعدة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة:
- توفير ترجمة للمحتوى البصري إلى لغة الإشارة.
- تخصيص النص، وكل ما له علاقة بتصغير الخط وتكبيره وتغيير الألوان، مراعاةً لذوي/ات الصعوبات التعلّمية.
- تصميم واجهات الموقع وتباين الألوان، مراعاة للأفراد الذين يعانون من عمى الألوان أو ضعف النظر.
- القواعد والأيقونات التي تساعد على حصول الأفراد على تجربة مريحة.
- استخدام الكيبورد بدلاً من الماوس، مراعاة للأفراد الذين يعانون من إعلاقات حركيّة.
- تجنب النوافذ المنبثقة “البوب اب ويندوز” والإعلانات، لأنها غير مريحة لضعاف البصر وذوي/ات الإعاقة عامّة.
للمزيد من الأدوات، ينصح الأشقر بالاطلاع على دليل “الإرشادات الفنية الوطنية للنفاذية الرقمية في المنطقة العربية“، وهو تقرير معمق يفيد أي شخص راغبٍ في المساعدة على تطوير التجربة الرقميّة لذوي/أت الإعاقة.
إنتاج محتوى مخصص لذوي الإعاقة
إنّ إنتاج محتوى مخصص لذوي/ات الاحتياجات الخاصة يعني الوصول إلى جمهور أكبر. ويجري ذلك من خلال:
- توفير محتوى صوتي، لأن قارئ الشاشة باللغة العربية ليس بذات الجودة مقارنة بلغات أخرى.
- توفير ترجمة إلى لغة الإشارة، خاصة للمواد القانونية والحقوقية، التوعية الصحية، والأحداث الكبرى.
- إنتاج محتوى مخصص للمجتمع المحيط بذوي/ات الاحتياجات الخاصة.
- توفير برمجيات وتطبيقات مجانية لذوي/ات الاحتياجات الخاصة.
تتنوّع الخدمات التي يمكن لذوي/ات الاحتياجات الخاصة تقديمها، مثل:
- أعمال وخدمات استشارية.
- برمجة، تطوير المواقع والتطبيقات.
- هندسة، عمارة وتصميم داخلي.
- تصميم، إنتاج فيديوهات وصوتيات.
- تسويق إلكتروني ومبيعات.
- كتابة، تحرير، ترجمة ولغات.
- دعم، مساعدة وإدخال بيانات.
- تدريب وتعليم عن بعد.
وتشجّع بعض البلدان هذا النشاط من خلال منحها زيادة ماليّة نسبتها 4% للشركات التي توظف أفراداً يعانون من إعاقات، بحسب الأشقر.