تتوالى الأحداث التي تثبت تصاعد التضييق على الحريات في العالم بشكلٍ عام، ومنطقتنا بشكلٍ خاص. يوم الأربعاء الماضي، وبعد يومين من الاختفاء القسري، ظهر المترجم ورسام الكاريكاتور المصري أشرف عمر في نيابة أمن الدولة في القاهرة، والذي أفادت زوجته باقتياده “معصوب العينين إلى وجهة غير معلومة”.
تقرأون في حصاد هذا الأسبوع أيضاً عن لقاءٍ جمع بين رئيس الوزراء الإٍسرائيلي وإيلون ماسك، وتوجه السعودية نحو تطبيق المزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحوم حولها إشكاليّات عديدة، وغيرها من المستجدات على الساحة الرقميّة.
نتنياهو يلتقي إيلون ماسك لمناقشة “الفرص والتحديات في مجال الذكاء الاصطناعي”
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّه التقى مالك منصّة “إكس”، إيلون ماسك، في واشنطن يوم الأربعاء بعد خطابه أمام الكونغرس الأميركي.
وكتب نتنياهو على منصة “إكس”: “ناقشنا الفرص والتحديات في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع، واستكشفنا سبل التعاون التكنولوجي مع إسرائيل”.
ويأتي هذا اللقاء بعد مرور نحو 9 أشهر على بدء الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والعدوان على لبنان، والاستخدام المستمرّ لأحدث تقنيّات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بشكلٍ عام لاستهداف المدنيين/ات وتدمير البيوت والبنى التحتيّة من قبل إسرائيل.
ظهور رسّام كاريكاتوري مصري أمام النيابة العامة بعد يومين من الاختفاء القسري
بعد نحو 48 ساعة من الاختفاء القسري، ظهر المترجم ورسام الكاريكاتور المصري أشرف عمر في نيابة أمن الدولة في القاهرة.
يعمل أشرف عمر لحساب موقع المنصة الذي أدان الحادث، ونشر له بعض الرسومات، منها ما كان يتندّر على أزمة انقطاع الكهرباء وإمكانية تشغيل المونوريل وتصفية أصول الدولة في ظل قلّة الموارد.
وكانت قوة أمنية بلباس مدني اقتحمت مقرّ سكنهم وألقت القبض عليه الساعة الواحدة والنصف فجر الاثنين، و اقتادته “معصوب العينين” إلى مكانٍ غير معلوم، وفقاً لزوجة عمر. وجاء القبض عليه على خلفية رسوماته بحسب الزوجة.
توجّه مقلق للسعودية نحو تطبيق المزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي
أصدرت “الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي” (سدايا)، تقريراً بعنوان “نحو بناء مدن ذكية آمنة”، حول “أهمية الأمن السيبراني في حماية المدن الذكية، وضمان استدامتها ونجاحها، وقد سلط التقرير الضوء على الجهود الوطنية المبذولة لتحقيق هذا الهدف”.
تستمرّ السعودية بطرح الاستراتيجيّات وإدخال المزيد من التقنيات الذكية إلى أنظمتها الحكومية، من دون الأخذ بعين الاعتبار الجانب المتعلّق بالحقوق الرقمية وخصوصية البيانات والحريات، عكس ما تدّعي. وقد برزت خطورة هذا الواقع مؤخراً خلال موسم الحج، الذي حفل بتقيناتٍ تدور حولها إشكالياتٌ كثيرة.
مكتب التحريات الفدرالي يفتح الهواتف عن طريق تقنيّة اختراق إسرائيليّة
فشلت تطبيقات كسر الحماية التي يستخدمها مكتب التحريات الفدرالي (FBI) لفتح هاتف توماس كروكس الذي حاول اغتيال المرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، فقرّرت التوجه إلى شركة “سيليبرايت” (Cellebrite) الإسرائيلية التي كسرت حماية الهاتف خلال 40 دقيقة عبر استخدام تقنية لم يُكشف عنها.
وتعمل “سيليبرايت” منذ فترة مع الحكومة الفدرالية الأميركية، وتزوّدها بأدوات وتقنيات كسر حماية الأجهزة الإلكترونية بشكل عام، والهواتف خاصّة.
ولم تكشف السلطات أو الشركة عن نوع التقنية التي استخدمت، وعلى الرغم من انتشار الأنباء عن هذه الحادثة، إلا أنّ جميع الأطراف المعنيّة رفضت التعليق والكشف عن أي تفاصيل تتعلق بالوصول إلى الهاتف أو البيانات التي وجدت فيه.
عطل “كراودسترايك” يثير مخاوف لاحقة على أمن البيانات
في 19 تموز 2024، تسبب تحديث أجرته شركة “كراودسترايك” (CrowdStrike)، وهي شركة أميركية لتقنيات الأم السيبراني، في ظهور شاشات الموت الزرقاء (BSOD) على أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام “مايكروسوفت ويندوز” (Microsoft Windows). أثّر هذا العطل على ملايين أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام “ويندوز” في العالم.
لا يتوقف تأثير الانقطاع على حركة الطيران أو المتاجر وحسب، بل يطال كذلك أمن الناس السيبراني وبياناتهم. يظهر تباعاً أن الكثير من الخدمات المدنية تعتمد على تركيبة سيرفرات “مايكروسوفت ويندوز” وتقنيات الأمن السيبراني من “كراودسترايك”، مثل المستشفيات والشرطة والمطارات وغيرها. وفي الوقت الفعلي، يشير ذلك إلى احتمال حصول فوضى وضياع في هذه المؤسسات مما قد يجرم كثيرين من الخدمات ويؤدي إلى مزيد من التقييد في الحركة أو الاستشفاء أو ضبط الأمن.
المزيد في هذه المقالة.
“صندوق الحقوق الرقميّة”: ما زال باب التقديم مفتوحاً!
يستمرّ “صندوق الحقوق الرقمية” بدعم الناشطين، والمنظمات، والمجموعات الرسميّة وغير الرسمية، واستقبال طلباتهم/ن.
أطلقت منظّمة “سمكس” “صندوق الحقوق الرقمية لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا” بهدف مواجهة التهديدات والانتهاكات المتعلقة بالحقوق الرقمية، وتمكين الأفراد والمجموعات من خلال منحٍ تصل قيمتها إلى 10 آلاف دولارٍ أميركي. تركّز هذه المبادرة على تغطية مواضيع المراقبة وبرامج التجسّس والجرائم السيبرانية، والرقابة على الإنترنت والإشراف على المحتوى.
يهدف ”صندوق الحقوق الرقمية لمنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا” إلى تعزيز مفاهيم الأمن الرقمي، وتعزيز حرية التعبير، وضمان سلامة المدافعين/ات عن الحقوق الرقميّة.
قدّموا طلباتكم/ن الآن عبر هذا الرابط.