مصدر الصورة: Leswer, Wikimedia Commons .
أعادت السلطات الجزائرية خدمات الإنترنت في البلاد عند الساعة الثالثة عصرا الأحد الماضي، منهية حجبًا بدأ منذ يوم السبت عند الثامنة مساء في التوقيت المحلي. وهدف الحجب الذي كان من المفترض أن يستمر حتى 23 يونيو/حزيران أن يحد من الغش في امتحانات الشهادة الثانوية، كما اعتبر مسؤولون رسميون. ولم يُقَدّم أي تفسير لقرار إنهاء الحجب.
وكانت الإمتحانات التي بدأت أوائل هذا الشهر قد أوقفت في بعض المناطق، بعد تسريب الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها فيسبوك في الرابع من الجاري. دفعت هذه التسريبات الحكومة الى إعادة الامتحانات، بعد انتشار الفضيحة وتزايد الإنتقادات لوزيرة التربية، بحسب ما صرحت الناشطة الجزائرية في مجال الحقوق الرقمية ريم حياة.
وأكدت حياة لمنظمة تبادل الإعلام الاجتماعي أن “الحجب طُبّق على جميع المواقع الإلكترونية، بما فيها المواقع الإخبارية، باستثناء ويكيبيديا”. وأكدت صحيفة الخبر المحلية أن الحجب شمل محرك غوغل وتطبيق غوغل بلاي، بعد استخدامهم لتحميل تطبيقات الشبكة الخاصة الإفتراضية (VPN) لتخطي الحجب. وأشارت حياة الى أن “الحكومة لجأت الى تطبيق الحل الأسهل لها على حساب حقوق المواطنين، بدلًا من ملاحقة من سرّب الإمتحانات من داخل الوزارة”.
وشهدت الجزائر تسريبات محدودة العام الماضي، ولكن السلطات غضت النظر عنها، بحسب حياة.
والغش في الإمتحانات ظاهرة منتشرة في شكل كبير في المجال التربوي العربي، إذ إن التلاميذ يبذلون جهودًا استثنائية لتأمين النجاح. واللافت في الأمر بعض الأساتذة والإداريين يسمحون بحصول عمليات الغش. وأظهرت التحقيقات أن العديد من المتهمين الـ31 في فضيحة التسريبات الجزائرية هم من المعلمين.
والهدف من الغش هو محاولة المضي قدمًا وبناء مستقبل في منطقة تتراوح فيها نسبة البطالة بين الشباب بين %25 و%30. وييقول محمد نجم من منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي أسباب المشكلة الى أن “أنظمتنا التربوية لا تؤمن حاجات السوق. ففي العالم العربي، الشهادات الرسمية و”الواسطة” (أي التبعية السياسية أو الإجتماعية) هي الطريق الوحيد للانخراط في التعليم الجامعي ووظائف الدولة”.
يذكر أن الحكومة العراقية كانت قد قطعت خدمات الإنترنت عن معظم أنحاء البلاد، وذلك لأيام عدة، بحجة منع الغش في الإمتحانات الرسمية.
أما في لبنان، وبعد تسريب صور للإمتحانات عبر تطبيق واتساب واعتراف أكثر من نصف الطلاب، خلال استفتاء، بالغش، فقد جاءت اجراءات الحكومة أكثر تنظيمًا. وقررت السلطات تزويد الصفوف بكميرات للمراقبة، إضافة الى العمل على لامركزية عملية التصحيح.