بيروت، لبنان، 16 نوفمبر 2022، في إطار النسخة الخامسة من ملتقى خبز ونت والتي عقدت في بيروت من 15 إلى 17 تشرين الثاني/نوفمبر، استضفنا “نور خالد” أخصائية رقمية في منظمة “يوديت” ومهتمة بالتوعية ضد الابتزاز الإلكتروني، والمختصة بالسلامة رقمية في المنظمة نفسها وكاتبة المحتوى رهام سامي، لمناقشة جرائم الابتزاز الإلكتروني في اليمن وطرق التصدي لها.
بدأت الجلسة بلمحة سريعة حول أوضاع الإنترنت في اليمن، مع الإشارة إلى أنّ هناك 50.3 مليون مستخدم/ة لوسائل التواصل في اليمن في كانون الثاني/يناير 2022، أي ما يعادل 4.11% من إجمالي السكان.
أشارت المتحدّثات إلى أنّه ومع وجود كل هؤلاء المستخدمين/ات في العالم الرقمي، انتقل العنف الذي كنا نشهده على أرض الواقع إلى الفضاء الإلكتروني، ويشكّل الابتزاز الذي تتعرض إليه النساء أحد أشكال هذا العنف، وقد يمتد إلى ما لا نهاية بغرض الحصول على غاية جنسية أو منفعة مادية.
“من المهم أن نعرف أنه ليس من الضروري وجود علاقة بين المبتز والضحية، إذ يمكن أن يعمل المبتز لصالح إحدى الشركات التي تستهدف فئة معينة في بقعة جغرافية بعيدة”. وأضفن أن الوضع في اليمن سيئ لدرجة أنّ فتاة يمكن أن تقتل إذا نُشرت صورة شخصية لها، وحتى إن تم التبليغ عن الصورة عبر ‘فيسبوك’ لا يعتبر الأمر حساساً بالنسبة إلى الموقع الذي لا يحذف هذا المحتوى، وهذا يرجع لعدم فهم الحساسية الثقافية للمجتمع اليمني”.
من أسباب تفاقم الجرائم الإلكترونية في اليمن في السنوات الأخيرة:
- غياب القوانين والعقوبات التي من شأنها الحد من هذه الجرائم
- قلة الوعي الرقمي وتأمين الأجهزة والحسابات
- خوف الضحية من الفضيحة المجتمعية والأسرية وتعرّضها للوم
- قلّة الوعي العام حول كيفية مواجهة المبتز والتصدي لهذا النوع من الجرائم.
من جهتها، تقول خالد إنّ فتيات كثيرات “يفكّرن في الانتحار بسبب الابتزاز وبعضهن انتحر بالفعل، لكن جرى التستر على السبب”، مشيرة إلى أنّ غالبية الفتيات اللاتي يتعرضن للابتزاز يمتنعن عن الذهاب إلى قسم الشرطة حتى مع وجود الأب، لأن الحادث يوصم الضحية مجتمعياً ويقوم المجتمع بالتعامل مع الوالد المبلغ بمنطق “استر بنتك، استر الفضيحة”. ومن يصرّون على أخذ حقهم/ن، رغم معارضة الشرطة، لا يصلون إلى نتيجة وتبقى القضية في الأدراج”.
في سياق متّصل، تذكر خالد أن المنظمات التقنية التي تهتم بالجانب الرقمي والتوعية الرقمية شبه معدومة في اليمن، لذا تحاول منظمة “يوديت” (Yodet) التصدي والتعامل مع هذه الجرائم بخدمة الخط الساخن (Helpline)، من خلال إطلاق مركز لتقديم المساعدات الرقمية الطارئة لمختلف الفئات والأفراد، وخاصة النساء، في صنعاء وتعز واليمن.
مبادرات فاعلة للتصدي للابتزاز الإلكتروني
ينشط عددٌ لا يستهان به من المبادرات المناهضة للابتزاز الإلكتروني في اليمن، مثل مبادرة “مختار عبد المعز“، وهو متخصص في أمن المعلومات، ويعمل مع فريق تطوعي مكوّن من 300-400 متطوع، يعملون يومياً على ما يتراوح بين 20 و25 حالة ابتزاز.
وقد أجرت “يوديت” استبياناً” حول الابتزاز الإلكتروني في اليمن، وكان الإقبال عليه ضعيف جداً رغم أنّه لم يتطلّب إدخال أيّ بيانات خاصّة، ويعكس هذا مدى الخوف الذي تعيشه الضحايا. فقد شارك بالاستبيان 84 شخص، كشف 55% منهم/ن أنهم/ن تعرضوا/ن للابتزاز الإلكتروني، فيما أجاب %28 منهم/ن على المقابل الذي طلبه المبتز مقابل عدم نشر بياناته مبالغ مالية. في 28% من الحالات، طلب المبتزّ أموراً غير أخلاقية.
اختتمت رهام سامي الجلسة ببعض النصائح التي يمكن الاستفادة منها في حال وقع أحدهم/ن ضحيّة الابتزاز، منها جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول المبتز، واستخدام محركات البحث مثل “غوغل إيمج” (Google Image) للتفتيش عن أيّ مقاطع يملكها المبتز.