بيروت، لبنان، 16 نوفمبر 2022، في إطار النسخة الخامسة من ملتقى “خبز ونت” التي عقدت في بيروت من 15 إلى 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بعد غياب أكثر من عامين بسبب جائحة “كورونا”، أقمنا جلسة نقاشية استضفنا فيها مساعد برنامج بالشؤون الدولية في المعهد الديمقراطي الوطني، عامر عماش، ومديرة برنامج السلامة الرقمية في PEN America، جيجي محمد، إضافة إلى محمد المسقطي، مدير خط المساعدة في منظمة “اكسس ناو“.
ناقشت الجلسة “الدليل الميداني للحماية من الإساءة والمضايقات الإلكترونية” الذي أعده المركز بالتعاون مع “بان أميركا”، واستراتيجيات الدفاع عن النفس للصحافيين/ات والناشطين/ات رقمياً.
أدارت النقاش “ميرفت سلامة” منسقة مشاريع في المعهد الديمقراطي الوطني.
بدأت سلامة حديثها قائلة إنّ فكرة إعداد “الدليل الميداني للحماية من الإساءة والمضايقات الإلكترونية” أتت من مدى تطور الهجمات الإلكترونية طوال الوقت وغياب الأدلة المتوفّرة باللغة العربية للصحافيين/ات.
الدليل موجه إلى:
- الأشخاص المستهدفين/ات من الهجمات الإلكترونية.
- أصحاب العمل ممن يرغبون بتحسين البروتوكولات في غرف الأخبار.
مم يتكون الدليل؟
يتكوّن الدليل من خمس أجزاء”
الاستعداد: ويحتوي على تكتيكات وإرشادات للأمن الرقمي يساعدك على حماية نفسك وأمنك على الإنترنت.
الرد: استراتيجيات للرد على الهجمات الإلكترونية مثل توثيق الإساءة وتقييم التهديدات وممارسة المضاد.
الرعاية الذاتية: نصائح لممارسة الرعاية الذاتية والحفاظ على نفسك أثناء الهجمات الإلكترونية.
الدعم: إرشادات للحلفاء وأصحاب العمل وكيفية دعم المستهدفين من الهجمات.
أعرف أكثر: للتعرف على المضايقات الإلكترونية ما هي ولم هي مهمة لحرية التعبير؟
كيف جرت عملية تعديل وترجمة الدليل؟
“كان الدليل موجهاً بالأساس لصحافيين/ات مقيمين/ات في الولايات المتحدة، ولترجمته وتعريبه اعتُمدت آلية عمل محددة: “دققنا في كافة التفاصيل للتأكد من صحة المضمون الذي ننتجه؛ لأننا متأكدون/ات من أهمية ذلك ومدى تأثيره على سلامتنا وصحتنا النفسية. لم ندقق في القوانين في كل دولة باعتبار أن الدليل إقليميّ، إلا أننا أعطينا فكرة عن كيفية التواصل مع المؤسسات الإقليمية التي تقدم المساعدة، إضافة إلى أننا راعينا اللغة التي نستخدمها ولم نتحدث عن أشخاص في بلدان معينة”. تقول سلامة.
انتقلت الميسّرة لسؤال جيجي محمد حول تجربتها مع الهجمات الإلكترونية كصحافية تغطي ملف حقوق الإنسان في مصر، فأجابت الأخيرة عن اختلاف طبيعة الهجمات وأهدافها من مكان ووقت لآخر: “في مصر، فإنّ غالبية الهجمات تكون عبارة عن اختراق ونشر لمعلومات حساسة بهدف التهديد”.
وتوجهت سلامة إلى المسقطي لسؤاله حول نوع الهجمات الإلكترونية الأكثر شيوعاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وطرق الحماية منها، فأجاب الأخير أن هناك عدة مخاطر متباينة مثل الاستهداف الإلكتروني، والإساءات الإلكترونية المدعومة واستهداف الصحافيين/ات، واستخدام برامج التجسس وغيرها. “تعدّ منطقتنا من البقع الأكثر استهلاكاً للبرمجيات المدعومة من قبل السلطات، وهذا واضح من كم المبالغ التي دفعتها هذه الأخيرة للوصول إلى هذه البرمجيات، مثل “بيغاسوس” وغيرها، لأنها أكثر قدرة على الوصول إلى بياناتنا الخاصة المخزنة على أجهزتنا”.
ويتساءل المسقطي: “أين هي المعلومات التي وصلت إليها الحكومات؟ ومتى ستُستخدم؟ هل أبقتها لوقت معين؟ يطرح هذا تساؤلات أخرى أيضاً، هل ستصل هذه الدول إلى مرحلة استخدام هذا المحتوى لابتزاز الأفراد؟ وتشويه سمعتهم؟ خاصة أن منطقتنا تساعد على انتشار هذا النوع من المعلومات”.
وعن طرق الحماية، أجاب أن على كل فرد معرفة كيفية بناء علاقات مع مؤسسات تقدّم المساعدة في هذه الحالات، كما يجب معرفة كل المنظمات الداعمة وآليات الدعم، ومن المهم أن نهتم بالأمن الرقمي عن طريق حضور مؤتمرات في هذا المجال مثل “خبز ونت” مثلاً.
خلال الجلسة، وجّهت إحدى الحاضرات سؤالاً حول طرق حماية الصحافيين/ات من هجمات الذباب الإلكتروني؟ فأجاب المسقطي إنطلاقاً من تجربة “أكسس ناو”: “نحارب هذه الهجمات عن طريق الإبلاغ المكثف ودراسة كيفية تنظيم هذه الحسابات وتواريخ نشأتها، بالإضافة إلى متابعة حسابات محددة وشنّ هجمات مضادة”، ويستكمل أن شركات التكنولوجيا لم تقم بأي رد فعل ويعتقد أنها تتربّح من ذلك.
من جهة أخرى، وإجابة على سؤال “كيف يمكنني الحفاظ على بياناتي في ظل مراقبة حكوماتنا واختراقها لحياتنا؟ قالت جيجي محمد إنه لا يمكننا مواجهة أو توقيف كل الهجمات التي قد نتعرض لها، لكن يمكننا أن التقليل من حجم المخاطر، ويتم ذلك بتغيير طريقة تفكيرنا حيال مفهوم الأمن الرقمي ليصبح جزءاً من حياتنا الرقمية، ويشتمل ذلك على تنظيم كلمات السر، والمعلومات التي ننشرها عبر منصات التواصل، الخ..
في نهاية الجلسة، سأل واحدٌ من الحضور حول كيفية إجراء “Self Doxing/ الهجمات الصامتة” لمعرفة طرق تفكير المبتز؟ فأجابت محمد:
- أبحث عن حسابي أولاً على منصات البحث مثل “غوغل” وغيرها.
- استخدم صورتي للبحث عن نفسي على محركات البحث مثل”google lense”.
- أبحث عن اسمي على منصات تواصل مختلفة لا أسجل دخول فيها مثل فيسبوك وتويتر وأرى المعلومات التي يراها الجميع عني.
كلما توفّرت معلومات أقلّ عنا كلما كان ذلك أفضل.
يمكن تحميل الدليل من منصة تعلم شارك.