بيروت، لبنان، 17 نوفمبر 2022، في إطار النسخة الخامسة من ملتقى “خبز ونت” 2022، والتي عقدت في بيروت من 15 إلى 17 تشرين الثاني/نوفمبر، استضفنا أحمد حجاب مسؤول المحتوى والدعم التقني في برنامج “سلامات” الذي يهدف إلى نشر الوعي عن السلامة الرقمية وتغيير المفاهيم الرقمية الخاطئة، و صفاء صرايرة خبيرة الأمن الرقمي في نفس المؤسسة، يتحدثون عن ابتزاز النساء عبر الإنترنت في العالم العربي وكيفية المحافظة على الخصوصية والسرية على مواقع التواصل.
افتتح حجاب الجلسة بالحديث عن الابتزاز الإلكتروني واعتباره أحد أشكال “العنف الرقمي”؛ باعتباره مصطلحاَ ظهر مؤخراً ويشمل أشكالاً عدة وله تبعات أكبر من العنف العادي.
يعتبر الابتزاز الإلكتروني أحد أنواع العنف ذو التبعات غير المحددة والتي قد لا تقف عند حدود معينة، بسبب انتظار المبتز لمقابل جنسي أو مادي من الضحية، وهو مساحة لا تنتهي من العنف، خاصة في ظلّ غياب الموارد اللازمة للتعامل معه، وتجاهل شركات التواصل لمسؤوليتها في هذا السياق، خاصة عندما يتعلق الأمر بأشخاص عاديين/ات.
الابتزاز الذي تتعرض إليه النساء في المنطقة العربية
تتنوّع أشكال الابتزاز بحسب حجاب، فعلى سبيل المثال، قد يستحصل شخصٌ على معلومات خاصة من فتاة فيبتزها لتحقيق غايات معينة، ويمكن أن يقع هذا نتيجة قلة الوعي الرقمي لدى المستخدمين/ات، مما يجعل من اختراق أجهزتهم وأخذ بيانات ثمينة أمراً سهلاً: “رصدنا حالات ابتزاز مارستها جهات غير عربية من خارج المنطقة، أي أنه ليس بالضرورة أن تكون هناك علاقة بين المبتز والضحية”.
طرق الحماية من الابتزاز الالكتروني
في حالات كثيرة، لا تبلّغ الفتيات عن جرائم الابتزاز التي تتعرض إليها، وهذا يعطي قوة أكبر للمبتز، بحسب حجاب، مشيراً إلى أنّ “أول ما يفعله المبتز هو عزل الضحية عن محيطها حتى لا تطلب المساعدة، وفي حالات أخرى يبدأ بإضافة أصدقاءها ويهددها بإرسال صور لأقاربها وقد يرسل لأصدقائها روابط خارجية ليخترق أجهزتهم/ن إن لم تنفذ طلباته، وفي أحيان كثيرة قد لا تكون الصور غير حقيقية.
يشير حجاب إلى أنّ هناك نقصاً في حملات الوعي التي تستهدف النساء في منطقتنا، فيما يجري التركيز دائماً على فئات محددة مثل الصحافيات والعاملات في المجتمع المدني. ويؤكد المسؤول التقني لـ”سلامات” أنّ حالات الابتزاز متنوعة وواسعة وتستهدف مختلف الفئات.
تبديد الصور النمطية المرتبطة بالسلامة الرقمية
“في بداية عام 2020 عملنا على حملة “التحقق بخطوتين” لربط حساباتنا بخطوة أخرى للتحقق، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة متاحة منذ ثلاث سنوات، إلا أننا اكتشفنا أن أغلبيّة من تحدثنا معهنّ يجهلنها”، يقول حجاب. ويضيف أنه إلى جانب ذلك، توجد مشكلة أخرى تتمثل بثقافة المقاومة واعتقاد الناس أن ليس لديهم/ن ما يخشون فضحه، وتنتشر هذه الأفكار بين صحافيين/ات وعاملين/ات في المجتمع المدني.
كيف أحمي نفسي من الابتزاز الإلكتروني؟
قدمت صفاء صرايرة بعض النصائح حول كيفية حماية الفتيات لأنفسهنّ رقمياً:
- امتلاك وعي رقمي ومعرفة ما الذي يجب نشره ومن هم المتابعون؟
- التحقق من إعدادات الخصوصية على الهاتف وكل منصات التواصل.
- تفعيل خاصية المصادقة الثنائية (التحقق بخطوتين) على كافة الحسابات.
- تجنب استخدام التطبيقات غير الموثوقة.
- قراءة شروط الاستخدام قبل تحميل التطبيقات
- تحديث أنظمة التشغيل على أجهزتنا.
- عدم الضغط على كافة الروابط التي تصلنا.
- استخدام مواقع للتحقق من الروابط قبل فتحها مثل virustotal.
- الحذر من استخدام شبكات “واي فاي” المفتوحة في الأماكن العامة؛ لأنها خطرة.
- استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) الموثوقة.