بيروت، 10 تشرين الأول/أكتوبر 2024 | تضعف شبكة الإنترنت كلّ يوم أكثر فأكثر بسبب القصف الإسرائيليّ الذي دمّر العديد من قرى الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة، مقوّضاً قدرة اللبنانيين/ات على التواصل خلال هذه الأوقات الصعبة.
نترككم/ن مع أبرز الأحداث التي استجدّت خلال الأيّام القليلة الماضية، وهدّدت حقوق اللبنانيين/ات الرقميّة بفعل العدوان المستمرّ الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيليّ على البلاد.
“ميتا” تحظر المزيد من حسابات “واتساب”
أبلغ مستخدمون/ات في لبنان عن تعرّض حساباتهم/ن على تطبيق “واتساب” للحظر، بعد دخولهم/ن إلى مجموعات إخباريّة تشارك معلوماتٍ حول العدوان المستمرّ على البلاد، أو بعد تواصلهم/ن مع أفراد مقيمين/ات في مناطق جنوب لبنان وبعلبك، أو خلال تنقّلهم/ن في تلك المناطق.
تثير هذه الممارسات المجحفة مخاوف جدّية تتعلّق بانتهاكات حقوق الإنسان وخصوصيّة المستخدمين/ات، خاصّة لكونها فجائيّة ولا مسوّغ أو تفسير واضح لها. كما يشيع استخدام”واتساب” كثيراً بين اللبنانيين/ات، ويكاد يكون الوسيلة الوحيدة للتواصل في بلد صُنّفت فيه رسوم الاتصالات من بين الأغلى في العالم. يحصل كلّ هذا في ظلّ غياب شبه تام لدور الدولة في هذه الأزمة، التي وجد الناس خلالها في تطبيق المراسلة وسيلةً لتبادل المعلومات وتفنيد الحاجات وطلبها.
تحذّر “منصّة دعم السلامة الرقميّة” من مخاطر محتملة تهدّد خصوصية المستخدمين/ات بسبب هذه الممارسات. فعلى الرغم من أن المحادثات مشفّرة عبر “واتساب”، يبقى السؤال حول مدى أمن بيانات التعريف دون إجابةٍ واضحة. وللمفارقة، لم تتعامل “منصّة دعم السلامة الرقميّة” مع الكثير من حالات المبالغة في الإشراف على المحتوى منذ بدء العدوان على لبنان.
لبنانيّون يتلقّون رسائل وتهديدات باللغة العبريّة
سبق أن وثّقت “سمكس” العديد من الرسائل والتهديدات التي تلقّاها اللبنانيون/ات منذ بداية العدوان، والتي ما زالت تصل إلى هواتفهم/ن حتى الآن.
أحد المستخدمين/ات، وهو رجل دين يحمل جواز سفرٍ أجنبي، تلقّى رسالة باللغة العبرية تحذّره من مغادرة البلاد قبل أن يتم استهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي. وقد تضمّنت الرسالة معلوماتٍ شخصيّة عن الرجل، بما في ذلك جنسيّته ومهنته.
كما ذكرنا سابقاً، لا توجد أدلّة حتى الآن تشير إلى أن هذه الرسائل مرتبطة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولكن يُحتمل أن تكون هذه الهجمات جزءاً من عمل جيش إلكترونيّ منظّم، وهو ما تقوم “سمكس” بالتحقيق بشأنه حالياً.
شبكات اتصالات مجهولة تظهر على هواتف اللبنانيين/ات
أعرب مستخدمون/ات في لبنان عن قلقهم/ن إزاء ظهور أرقام/شبكات غير مألوفة على أجهزتهم/ن، تختلف عن شبكتيّ “ألفا” و”تاتش”، ما دفع وزارة الاتصالات إلى إصدار بيانٍ أكّدت فيه أنّ هذه الأرقام ليست مصدراً للقلق.
بحسب الوزارة، تشير الأرقام التي ظهرت (مثل 05 415 و08 415) إلى شبكاتٍ معترف بها داخل لبنان، في حين أنّ الرقم 30 280، الذي ظهر عند البعض، يعود إلى شبكة خاصة في قبرص لا يمكن الوصول إليها.
تنصح “سمكس” بتجنّب نشر الشائعات والمعلومات الكاذبة حول هذه الأكواد الشبكيّة لتجنب إثارة الذعر بين الناس، خاصّة خلال الظروف الحاليّة.
انقطاع الإنترنت في بعض المناطق اللبنانيّة
أصبح الاتصال بشبكة الإنترنت شبه معدومٍ في المناطق الأكثر تضرراً من القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، مانعاً السكان من التواصل فيما بينهم/ن ومع العالم الخارجي. وقد أثّر ذلك على الصحافيين/ات في الخطوط الأمامية أيضاً، وصعّب عليهم/ن مهمّة تغطية الأحداث.
حتى الآن، خرجت عن الخدمة 113 محطة تابعة لشركة “تاتش” و114 محطة تابعة لـ”ألفا”، عدا عن خطوط الإنترنت الثابتة التي لم تعد تعمل أيضاً.
“تلغرام” يمارس رقابة صارمة في أوروبا
يمارس تطبيق “تلغرام” للمراسلة، الذي يعتمده الكثيرون/ات لمتابعة أخبار الحرب في لبنان، رقابة تسبّبت بحظر حسابات قنواتٍ إخبارية عدّة في أوروبا. ويُعتبر التطبيق أقلّ عرضة للرقابة مقارنةً بـ”واتساب”.
علاوة على ذلك، عمد “تلغرام” إلى كشف عناوين البروتوكول (IP) وغيرها من المعلومات الحسّاسة الخاصة بالمستخدمين/ات، مما قد يعرّض سلامتهم/ن للخطر.
بعد نحو شهرٍ من اعتقاله في فرنسا، قال بافل دوروف مؤسس “تلغرام” ورئيسه التنفيذي، بأنّ التطبيق سيسلّم بيانات المستخدمين/ات (مثل عناوين البروتوكول وأرقام الهاتف) للسلطات الأوروبيّة في حال طلبت ذلك.
نشارك معكم/ن هنا بعض النصائح العامة لتعزيز أمنكم/ن الإلكتروني وتجنّب الوقوع ضحيّة أيّ اعتداءاتٍ إلكترونيّة خلال هذه الفترة.
لا تنسوا أنّ بإمكانكم/ن التواصل مع “منصة دعم السلامة الرقميّة” في “سمكس” في حال تعرّضتم/ن لأيّ شكلٍ من أشكال العنف الرقميّ، عبر:
- “سيغنال”/”واتساب” 0096181633133
- البريد الإلكتروني: helpdesk@smex.org
الصورة الرئيسية من AFP.