بيروت، 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024 | استهدفت قوّات الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع ما كانت تُعتبر مناطق آمنة في لبنان، كاستراتيجية حربٍ جديدة لإثارة الفتن والنزاعات الداخلية. وترافق ذلك مع سلسلةٍ من تكتيكات الحرب الرقميّة التي ترتكز على نشر المعلومات المضلّلة والإعلانات الضارة عبر وسائل التواصل.
نشارك معكم/ن في نشرة اليوم أبرز المستجدّات على الساحة الرقميّة خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان.
استشهاد عامل في “أوجيرو” في غارة جوية إسرائيليّة
في 15 تشرين الأول/أكتوبر، قتلت غارة إسرائيليّة عامل الصيانة في شركة “أوجيرو”، محمد مشورب، وأسرته المكوّنة من أربعة أفراد، بعد أن استهدفت منزله في بلدة جرجوع الجنوبية، في قضاء النبطية.
على الرغم من العدوان الهمجيّ المستمرّ، رفض مشورب مغادرة المنطقة ليتمكّن من إصلاح أبراج الاتصال التي تضرّرت بفعل القصف.
استهدفت قوّات الاحتلال بالفعل عدداً كبيراً من محطّات الاتصالات في الجنوب والبقاع وأجزاء من بيروت، مما تسبّب بانقطاع شبكة الإنترنت لفتراتٍ طويلة عن نطاقٍ جغرافيٍّ واسع.
تدين “سمكس” استهداف الاحتلال لبنية الاتصالات التحتيّة، وتطالب الحكومة اللبنانية بضمان توفير الاتصالات في المناطق المتضرّرة من جرّاء الحرب.
حملات تضليل إسرائيليّة
في 15 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، اتّهم إيدي كوهين، وهو “صحافي” إسرائيلي، عبر منصة “إكس”، مركزاً يستضيف النازحين/ات بإخفاء الحقائق والغموض، مما أثار الذّعر في صفوف سكّان المنطقة الذين باتوا يخشون أن يصبحوا هدفاً إسرائيلياً في أيّ لحظة.
على إثر هذه التغريدة، فتّشت فرقة من قوى الأمن الداخلي اللبناني المكان وأكّدت عدم عثورها على أيّ مواد “ممنوعة”، مكذّبةً ادّعاءات كوهين.
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً أبنيةً سكنيّة في مناطق كانت تعدّ آمنة، منها أيطو، وصيدا، وحياً مكتظاً في وسط العاصمة بيروت، مما تسبّب بتعاظم الخوف لدى اللبنانيين/ات. وقد أعدّت “سمكس” قائمة توصياتٍ للبقاء على اطّلاع عند انقطاع الاتصال. زوروا هذا الرابط لقراءتها.
إعلانات مدفوعة على وسائل التواصل
تطالع العديد من اللبنانيين/ات إعلاناتٌ مموّلة على مختلف منصات التواصل، وخاصة “فيسبوك” و”إكس”، تحثّهم على الانضمام إلى جهاز “الموساد” (وكالة الاستخبارات الإسرائيلية) وغيره من الجهات الإسرائيليّة.
إضافة إلى ما سبق، ظهرت مؤخراً إعلاناتٌ جديدة لحسابٍ مجهول لا يرتبط مباشرةً بالاستخبارات الإسرائيليّة، يطلب صاحبه من المستخدمين/ات التواصل معه “لإنقاذ أنفسهم” إذا كانوا على صلة بحزب الله.
تحذّر “سمكس” من زيارة المواقع مجهولة المصدر، ومسح رموز QR غير الموثوقة، والانضمام إلى مجموعات الدردشة التي تضمّ غرباء مهما كان الغرض منها.
روبوتات خبيثة على “واتساب”
تعتبر الحروب والنزاعات فرصاً تُستغلّ لشنّ هجمات إلكترونيّة تعرّض أمنكم/ن الرقميّ للخطر.
يعدّ “واتساب” عرضة لهجمات الروبوتات والتصيّد الاحتيالي، لذا كونوا حذرين من الرد أو التعامل مع أيّ روبوتات محادثة.
ننصحكم/ن دائماً بالتحقق من مصدر أيّ رسائل محوّلة (Forwarded messages) تصلكم/ن، لأنّ المعلومات المضلّلة تنتشر بسرعة. ولا تنسوا تفعيل ميزة المصادقة الثنائية (2FA) وتحديث إعدادات الخصوصية بانتظام!
ألقوا نظرة سريعة على هذه النصائح لحماية أنفسكم/ن عبر الإنترنت.
الرقابة والإشراف على المحتوى على منصات “ميتا”
منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، تصاعدت وتيرة الرقابة والإشراف المبالغ فيه على المحتوى على منصّات التواصل، وخاصة تلك التابعة لشركة “ميتا” (“واتساب”، و”فيسبوك”، و”إنستغرام”).
تشير الحالات التي تعاملت معها “منصّة دعم السلامة الرقميّة” في “سمكس” مؤخراً إلى ممارساتٍ مجحفة للإشراف على المحتوى، استهدفت منشوراتٍ متعلّقة بالعدوان المستمرّ على فلسطين ولبنان. وقد أبلغ مستخدمون/ات من مصر ولبنان عن إزالة محتوى يعود إلى عام 2020.
علاوة على ذلك، قال مستخدمون/ات اعتادوا النشر عن الحرب في لبنان إنّ نشاطهم على “إنستغرام” (أي النشر والمراسلة) مقيّدٌ إلى حين تحديث التطبيق، وفقًا لـ”منصّة دعم السلامة الرقميّة”.
في حالاتٍ معيّنة، تعاني الحسابات التي تظهر “نظيفة” في خانة “حالة الحساب” في “إنستغرام” (التي تؤكّد عدم وجود أيّ قيود على نشاط الحساب) من عدم القدرة على التعاون مع مستخدمين/ات آخرين (Collaboration) أو استخدام ميزة البث المباشر.
بناءً على تجربتهم/ن في الحديث عبر الإنترنت عمّا يجري في فلسطين، ابتكر المستخدمون/ات طرقاً للتحايل على الخوارزميّات. وقد عمدوا إلى تجنّب الكلمات التي تستفزّ الخوارزميّة وتستدعي الرقابة، بالإضافة إلى بعض العبارات وأسماء الجهات التي تعتبرها “ميتا” كياناتٍ “إرهابية” وفقاً لـ”قائمة المنظّمات الخطرة والأفراد الخطرين (DOI)، أو المصطلحات التي “تدعو لأعمال العنف”. على سبيل المثال، لجأ المستخدمون/ات إلى توظيف رموز بصريّة أو استخدام أكثر من لغة في كتابة الكلمة الواحدة.
من جهةٍ أخرى، وجد آخرون أنّ استبدال أجزاء من الكلمات الحسّاسة بالرموز التعبيريّة أو الرموز الأخرى كان ناجحاً للتهرب من الرقابة، مثل استخدام “Palest!ne” بدلاً من “Palestine”.
فيما تتحفّظ “سمكس” على ممارسة الرقابة الذاتية على هذه المنصات، فإنّها تعتبر هذه التكتيكات مفيدة إلى حدٍّ ما في ظلّ القمع الشديد الذي يواجهه المحتوى الداعم لفلسطين والساعي لكشف الجرائم الإسرائيلية. تتحمّل شركات وسائل التواصل مسؤوليّة حماية الخطاب السياسي على منصاتها دون تقييد حرية التعبير، خاصة خلال هذه الإبادة الجماعية.
وأخيراً، لاحظ المستخدمون/ات أنّ خوارزميات “ميتا” تركّز أكثر على المنشورات الدائمة مقارنة بالحالة (Stories)، مما يؤشّر إلى أنّ مشاركة المحتوى الحساس عبر القصص يقلّل من احتمالية إزالة المحتوى.
احذروا/ن من التعليقات؛ إذ تراقب خوارزميات “ميتا” التعليقات، وقد تؤدي الإبلاغات المتكرّرة أو استخدام لغةٍ معيّنة إلى تقييد الحساب.
“أجهزة” في الطرود الإغاثية؟
أفاد عددٌ من النازحين/ات اللبنانيين/ات بأنّهم عثروا على “أجهزة إلكترونية” في الطرود الإغاثيّة، مما أثار بلبلةً في ظلّ الظروف الصعبة الحاليّة. دفع هذا الواقع الأمن العام اللبناني إلى إصدار بيانٍ أوضح فيه أنّ هدف هذه الأجهزة هو منع تلف المنتجات.
تزايدت حالات الهلع التي تتسبّب بها أحداثٌ عادية، وذلك بسبب حملات الترهيب والتضليل التي يشنّها العدوّ الإسرائيلي.
تحثّكم/ن “منصة دعم السلامة الرقميّة” في “سمكس” على البقاء متيقّظين/ات لتفادي هذه التهديدات الرقمية خاصة خلال الحرب، التي تنتشر خلالها المعلومات المضللة والهجمات الخبيثة.
لا تنسوا أنّ بإمكانكم/ن التواصل مع “منصة دعم السلامة الرقميّة” في “سمكس” في حال تعرّضتم/ن لأيّ شكلٍ من أشكال العنف الرقميّ، عبر:
- “سيغنال”/”واتساب” 0096181633133
- البريد الإلكتروني: helpdesk@smex.org
الصورة الرئيسية من AFP.