أصبح الهاتف الخلوي/الموبايل من أكثر الأجهزة فعالية في تسجيل الانتهاكات من عنف وظلم في جميع أنحاء العالم. وفي بعض الأحيان، يساعد نشر المحتوى عبر الإنترنت في إثارة الانتباه وجذب الاهتمام نحو موقفٍ ما، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغوط على الأطراف المسؤولة من أجل تطبيق التدابير والإجراءات الصحيحة.
تصوير المشاهد التي تتضمن انتهاكات لحقوق الإنسان قد ينقذ أحياناً حياة شخص ما، لكنّه قد يهدّد أيضًا حياة المارّة الذين يلتقطون هذه المشاهد ويعرضهم للخطر.
مثلاً، قد يساعد فيديو مسجّل “لامرأة عجوز تعاني من سوء المعاملة في البيت”، في إنقاذها ونقلها إلى دار آمن للمسنين، والاستشهاد به لمحاسبة المسيئين إليها. ولكن، في الوقت ذاته، فإنّ الكشف عن وجهها أو اسمها على الإنترنت قد يفسد فرصتها في الانتقال إلى بيئة أكثر أماناً بسبب المسيئين. أضف إلى ذلك، قد يؤثر الكشف عن هويتها سلباً على المعاملة التي ستتلقاها من الناس، وسيبدأ الناس بتأليف قصص وروايات حول سبب تلقيها مثل هذه المعاملة
عند تسجيل فيديو لاستخدامه كشاهد على حدثٍ ما، يُرجى أخذ هذه التدابير والإجراءات بعين الاعتبار:
الكاميرا: استخدم/ي كاميرا تحافظ على خصوصية الشخص (لا سيما الضحية) وتموّه وجهه، مثل”أوبسكورا كام”(ObscuraCam). التطبيق موجود على “أندرويد” و “آي أو إس”.
ثقّف/ي نفسك صورياً: تعلّم/ي كيفية التقاط أفضل الصور والفيديوهات التي يمكن أن تساعد في توضيح الحقيقة بأسلوب صحيح ولائق، وذلك من خلال الرجوع إلى مصادر موثوقة مثل: “ويتنس” (Witness).
قبل التصوير
تقييم المخاطر: هل يمكن أن يعرّض تصوير الحادثة أشخاصاً آخرين للخطر عن طريق الكشف عن هويّة الضحيّة وعنوان سكنه/ا أو عن طريق الكشف عن أي معلومات شخصيّة أخرى حسّاسة؟ هل ستعرّض/ين نفسك للخطر؟
إبراز التفاصيل: توثيق لوحات السيارات، أرقام الشارات، رموز أو علامات التهديد، الأسلحة، الأضرار اللاحقة بالممتلكات، السلوك العنيف، الإصابات، الخ.
التركيز على سرد القصة: بعد مشاهدة الفيديو، سيطلب المحققون سماع ما حدث. لذلك، يمكنك سرد ما حدث محافظاً على هدوئك وذاكراً التفاصيل الواقعية فقط، أي وصف الحادث وما أدى إليه.
قبل مشاركة الصور أو الفيديو
توقّف/ي برهة: الهدف الأول (في الكثير من الأحيان) من تصوير فيديو الشاهد هو تسليمه للشرطة كدليل، لذلك يفضل الذهاب قبل كل شيء إلى مركز الشرطة لتسليمهم الفيديو. إذا لم يتلقّ الضحية المساعدة اللازمة، ووجدت أنّ حياته ما زالت في خطر، يمكنك نشره عبر الإنترنت.
ولكن ضع/ي في عين الاعتبار أنّ بمجرد نشر الفيديو عبر الإنترنت ستفقد/ين تحكمك بمدى انتشاره وكيفية استخدامه. وإذا نشرته على حسابك الخاص على “فيسبوك” أو على قناتك على “يوتيوب”، ستتعرّض/ين ربّما إلى هجوم إعلامي. لذلك، يُنصَح بالتكلّم مع الضحية ومحامٍ خاص ومنظّمة مناصرة أو صحفي/ة موثوق/ة للحصول على نصائح حول أفضل الطرق للتعامل مع مثل هذه الحالات. والأهم من ذلك، تأكد/ي من حماية نفسك/ي دائماً أثناء هذه العملية.
نعيش اليوم في عالم محرّكات البحث على الإنترنت، حيث يمكنك الحصول على معلوماتٍ عن أيّ شيء أو أيّ شخص في أيّ وقت. يفضي الكشف عن هوية الضحية إلى تعريض حياته/ا للخطر وإفساد فرصته/ا الضئيلة في عيش حياة طبيعية مرة أخرى. على سبيل المثال، قد تستخدم هذه المعلومات ضده/ا في قضايا الطلاق أو الحضانة أو رعاية الأطفال أو ربّما إتاحة الفرصة للمعتدين في العثور على مكانه/ا.